أميركا تُطلق شرارة الحرب التجارية

  • 7/6/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حذر خبراء من أن الإجراءات الانتقامية في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين ستشكل هزة للاقتصاد العالمي وتضرب النظام التجاري العالمي في الصميم. وستفرض الولايات المتحدة رسوماً نسبتها 25 في المئة على أكثر من 800 صنف من البضائع الصينية تبلغ قيمتها نحو 34 بليون دولار، فيما حذرت من أن إجراءات إضافية ستتخذ في حال تصاعدت الحرب التجارية. وهدد ترامب بتكثيف العقوبات الأميركية تدريجاً على بضائع تبلغ قيمتها 450 بليون دولار، ما يساوي حصة الأسد من كل الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة. وتستهدف الرسوم شريحة واسعة من البضائع الصينية على غرار عربات الركاب وأجهزة البث الإذاعي وقطع الطائرات وأقراص الحواسيب الصلبة، وهي صناعات تقول واشنطن إنها استفادت من ممارسات تجارية غير منصفة. وتدرس الولايات المتحدة حالياً إضافة حزمة ثانية تضم 284 منتجاً بقيمة 16 بليون دولار. الصين لن ترضخ ويُتوقع أن تردّ الصين فور دخول الرسوم الأميركية حيز التنفيذ عبر فرض رسوم على منتجات بالقيمة ذاتها تقريباً، لكن مع تركيز أكبر على المنتجات الزراعية، التي لها حساسية سياسية. وقال الناطق باسم وزارة التجارة الصينية غاو فنغ إن «الولايات المتحدة تسبّبت بهذه الحرب التجارية، ونحن لا نريد أن نخوضها، ولكن حفاظاً على مصالح البلاد والناس، ليس أمامنا خيار سوى أن نقاتل». وأضاف: «الصين لن ترضخ للتهديد أو تنحني في وجه والابتزاز، واستخدام عصا الرسوم الجمركية كأداة تخويف في التجارة يتعارض مع روح العصر». وأشار إلى أن «من ضمن قائمة المنتجات البالغة قيمتها 34 بليون دولار والمدرجة على القائمة الأميركية، هناك بضائع بقيمة نحو 20 بليون دولار، ما يعادل ثلثي المنتجات المدرجة، من صنع شركات استثمارية أجنبية تمثل الشركات الأميركية «جزءاً مهماً منها». وقال إن «التدابير الأميركية تتعرض في الأساس للإمدادات العالمية ولسلسلة القيمة، والولايات المتحدة تطلق النار على كل العالم، وتطلق النار على نفسها كذلك». وحذرت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد من الدخول في دوامة الإجراءات الانتقامية التي لن تؤدي سوى إلى «خاسرين من الطرفين». وحذر خبراء اقتصاد على مدى أشهر من الضرر المحتمل على الاقتصاد الأميركي والعالمي جراء تطبيق سياسات تجارية عدائية وحمائية، مشيرين إلى أن ذلك قد يرفع الأسعار ويُحدث هزة في سلاسل الإمداد العالمية. ولكن فريق ترامب لم يأبه كثيراً لهذه التحذيرات، إذ وصفها وزير التجارة الأميركي ويلبور روس بأنها «سابقة لأوانها وقد تكون غير دقيقة». وقال ترامب في تغريدة إن «الاقتصاد قد يكون في أفضل حالاته حتى قبل تعديل بعض أسوأ الاتفاقات التجارية وأكثرها إجحافاً التي تبرمها أي دولة على الإطلاق». وتحت شعار «أميركا أولاً»، استهدف ترامب كذلك شركاء تجاريين تقليديين آخرين للولايات المتحدة على غرار الاتحاد الأوروبي واليابان والمكسيك وحتى كندا. وحضّت «غرفة التجارة الأميركية» ترامب على إعادة النظر في إجراءاته، مشيرة إلى أن الرسوم الانتقامية باتت تؤثر في صادرات أميركية قيمتها 75 بليون دولار وتهدد الوظائف. «منظمة التجارة» تحذر وحذرت «منظمة التجارة العالمية» من أن الحواجز التجارية التي أقامتها اقتصادات كبرى قد تعرض التعافي الاقتصادي العالمي للخطر، وأن آثار هذه الحواجز بدأت تظهر بالفعل. وزادت التوترات بعدما منعت محكمة صينية موقتاً شركة «مايكرون تكنولوجي» الأميركية من بيع منتجاتها من أشباه الموصلات في أكبر سوق عالمية للرقائق بدعوى انتهاك براءات الاختراع الخاصة بشركة «يونايتد مايكروإلكترونيكس كورب» التايوانية. وقال مصدر صناعي أميركي: «هناك احتمال نسبته 99 في المئة لبدء فرض الرسوم الجمركية الجمعة (اليوم)». وأضاف: «لا أعلم ما الخطوة التي قد تقدم عليها الصين الآن وتحول دون فرض الولايات المتحدة للرسوم»، مشيراً إلى «غياب دلائل على أن هناك تواصلاً حقيقياً بين الحكومتين حالياً قد يؤدي إلى إلغاء فرض الرسوم». ولفت إلى أن «الصين عجزت عن تبديد مخاوف إدارة ترامب في شأن السياسات التجارية الصينية، على الأقل في 5 مجالات رئيسة، تشمل النقل الإجباري للتكنولوجيا وطاقة الإنتاج الصناعي الفائضة بالصيني والدعم الحكومي وإصلاح الشركات الصينية المملوكة للدولة والقيود التي تفرضها بكين في قطاع الحوسبة السحابية».

مشاركة :