لم يتصور بطل الدفاع المدني «مسفر عواض الحارثي» أن تحتل صورته صدارة منصات التواصل الاجتماعي وقد اكتسى وجهه اللون الأسود إثر الدخان أثناء إنقاذه لعائلة من وسط اللهب والدخان في حي مشرفة وسط جدة يوم الخميس التاسع من شوال الماضي. وقال مسفر لـ «عكاظ» إنه لا يعرف ملتقط الصورة ولم يكن مهتما بذلك؛ إذ تركز كل اهتمامه في ضرورة إنقاذ الأسرة من الموت احتراقا واختناقا، «كنت منهكا ومتعبا من كثافة الدخان والحرارة العالية ما خفف علينا نجاحنا في إنقاذ كل أفراد الأسرة». وأضاف الحارثي أن الصورة التقطت الخميس الماضي حين تلقت الفرقة التي يعمل بها في حي الرحاب بلاغا عن اندلاع النيران في إحدى شقق حي مشرفة، وانتقلت الفرقة إلى مسرح الحادثة وعند الوصول إلى الموقع، «رأيت اللهب يتصاعد من نافذة في الطابق الثاني»، ويضيف قائلا: كانت إحدى الفرق قد سبقتنا إلى الموقع وعند مباشرتنا الحادثة وأثناء الدخول إلى المبنى وجدت باكستانيا في الأربعين من عمره في حالة إعياء تام وارتباك وهو يصرخ أن أسرته موجودة في الشقة المشتعلة وحدد موقعهم في إحدى الغرف.ويواصل كانت الشقة تعج بالدخان الأسود الكثيف والحرارة جدا عالية والرؤية شبه منعدمة ومع ذلك باشرنا الحريق ومعي زملائي لإنقاذ المحتجزينولكننا لم نعثر عليهم في بادئ الأمر، وانطلق فريق البحث والإنقاذ إلى مكان آخر في الشقة المشتعلة وعثرنا على الأسرة كاملة في الشرفة (ولدان ووالدتهما) وهم يحاولون كسر الحديد للنجاة بأرواحهم وتم إخراجهم جميعا إلى بر الأمان.