زوجة نائب البغدادي تكشف أسرار أسر قيادات داعش

  • 7/6/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بمنطقة الباب في محافظة حلب السورية انتقلنا للسكن مطلع 2013 وبعدها بأيام جاء "أبو خالد" ليشاركنا هو وزوجته وأبناؤه البيت، و"أبو خالد" هي الكنية الأولى لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، قضى البغدادي أكثر من شهر معنا في هذا البيت ومن ثم انتقل إلى منطقة الريف العربي. "زوجة الحجي" هكذا تعرَّف منى جاسم محمد الخليفاوي، المرأة التي كانت ضمن صفقة تبادل الأسرى بين تنظيم داعش والجيش الحر، وهي زوجة من كان يعرف بـ"حجي سمير" وهو "سمير عبد محمد الخليفاوي" أحد أكثر المقربين لأبي بكر البغدادي ونائبه والمسؤول العسكري الأول في التنظيم قبل أن يقتل عام 2013. صدّق قاضي التحقيق المختص بقضايا الإرهاب أقوال المتهمة "منى الخليفاوي"، حيث كشفت صحيفة "القضاء" التابعة لمجلس القضاء الأعلى في العراق، التحقيق والاطلاع على إفادتها التي سردت فيها كل ما تعرفه عن التنظيم الإرهابي وعلاقتها بقيادات متقدمة في التنظيم وبعائلاتهم. بدأت "منى" والتي تبلغ من العمر 42 سنة، وتنحدر من قضاء الخالدية في محافظة الأنبار، حديثها لقاضي التحقيق بأنها "في 1989 تزوجت من ابن عمها سمير الخيلفاوي وكان وقتها ضابطاً طياراً برتبة رائد ضمن الجيش العراقي، وبقي في هذا السلك إلى سقوط النظام في 2003 حيث بلغ رتبة "عميد طيار". تقول الخليفاوي: "انتمى زوجي والذي صار يعرف بـ(حجي سمير) إلى جماعة التوحيد والجهاد في الشهور الأولى التي تلت سقوط النظام وقام بمجموعة عمليات إرهابية في مدينة الرمادي تم على أثرها اعتقاله مطلع 2004 وسجن لدى القوات الأميركية لثلاثة أشهر فقط". إرهابي "طيار" بعد خروجه من السجن ــ تكمل منى- طلب منا أن ننتقل لقضاء الحبانية، وبالفعل ذهبنا وقضينا هناك خمسة أشهر ومرة أخرى ألقت القوات الأميركية القبض عليه بسبب استمراره بالأعمال الإرهابية، اضطررنا بعدها أن نعود أنا وأبنائي إلى قضاء الخالدية في الفترة التي قضى فيها زوجي محكوميته والتي دامت أربع سنوات. وتضيف زوجة الإرهابي "بعد أن خرج (الحجي) -وتعني زوجها سمير الخليفاوي- بعد إكمال محكوميته، خرج بطريقة غير شرعية إلى سورية ومن ثم طلب منا أن نلتحق به، وعبر الطرق الرسمية استطعنا السفر والالتحاق به، قضينا ستة أشهر في محافظة حلب ومن ثم عدنا إلى العراق". وتتابع: "تسببت ملاحقة زوجي من قبل القوات الأمريكية والعراقية في أن يسافر مرة أخرى إلى سورية، وطلب منا أن نعود إلى قضاء الخالدية، لم نره بعد ذلك حتى 2013 عندما طلب مني أن أصطحب الأبناء وألتحق به إلى سورية مرة أخرى". تكمل: فور وصولنا إلى الأراضي السورية قصدنا محافظة حلب وتحديدا حي "الباب"، كان قد هيئ لنا بيت للسكن هناك، وبعد أن سكنّا هناك بأيام جاء "البغدادي" ليشاركنا هو وزوجته وأبناؤه البيت، قضى البغدادي أكثر من شهر معنا في هذا البيت ومن ثم انتقل إلى منطقة الريف العربي. وأشارت إلى أنه "في هذا الوقت كان زوجي من أكثر المقربين لأبي بكر البغدادي وكان يشغل منصب نائبه والمسؤول العسكري، وكان البغدادي يعتمد عليه بشكل كبير خاصة بالمواضيع العسكرية كونه ضابطاً ولديه خبرة في هذا الموضوع". مصرع النائب في محافظة حلب كان زوجي "حجي سمير" يتولى مسؤولية معسكر لتدريب المقاتلين الأجانب والسوريين ممّن كانوا ينضمون لتنظيم داعش، وكان ممن انضموا للتنظيم والتدريب في هذا المعسكر أبنائي الثلاثة "أحمد ومحمد فائق". "تقدم في هذا الوقت لخطبة ابنتي "فاتن" أبو الحسن -زاهر وهو أحد قيادات التنظيم- وقام بعقد القران لهما أبو بكر البغدادي في بيتنا بحلب، وزاهر كان يشغل منصب المتحدث الرسمي باسم التنظيم قبل أن يشغل هذا المنصب أبو محمد العدناني"، كما تكشف. وفي نهاية عام 2013، اقتحمت قوات من الجيش الحر بيتنا في حلب، وطلبت من زوجي أن يسلم نفسه لهم، على الرغم من أنه كان يتمتع بعلاقة وثيقة بهم وكان يتولى مسؤولية فض النزاعات التي تحدث بينهم وبين تنظيم داعش والتي تسببت في ذلك الوقت بمقتل أكثر من 700 مقاتل من تنظيم داعش، إلا أنه رفض تسليم نفسه لهم حتى صار الطرفان يتبادلان التهديدات داخل البيت". وبعد مشادات حامية -تكمل منى- صار تبادل للنيران ولأن زوجي كان يرتدي حزاماً ناسفاً حول جسده في أغلب الأوقات استطاع مقاتلو الجيش الحر قتله بأكثر من عشرين إطلاقة وتفجّر حزامه الناسف، وتمت إصابتي برصاصة وكذلك ابني محمد الذي كان معنا في البيت نفسه. رعاية خاصة وتتابع الخليفاوي التي تجلس أمام محكمة التحقيق لتدوين إفادتها بتهمة الإرهاب: "اقتادنا مقاتلو الجيش الحر كأسرى إلى مكان لا أعرف أين يقع، لكنه خارج محافظة حلب وبقينا في هذا المكان المهجور لمدة ثمانية أشهر، خضعنا فيها إلى التحقيق من قبل أفراد تابعين للجيش الحر، وكانت أغلب الأسئلة تدور حول أماكن تواجد قيادات تنظيم داعش وهوياتهم". بعدها ــ تؤكد منى ــ حصلت صفقة بين الجيش الحر وتنظيم داعش، تم بموجبها تبادل أسرى للتنظيم مقابل تسليم دبلوماسيين أتراك كانوا محتجزين لدى التنظيم إلى الجيش الحر، وكنت أنا وابني محمد ضمن من تم تبادلهم بهذه الصفقة". وتضيف: قصدنا قضاء "البو كمال" في العراق وبسبب القصف من قبل القوات العراقية اضطررنا إلى الانتقال إلى منطقة تدعى "الشعيطات" بمحافظة الأنبار ونزلنا في بيت كبير تتجاوز مساحته الألف متر مربع ويحتوي على عدد كبير من الغرف". وأردفت: "في هذا البيت -تكشف منى- شاركتنا السكن زوجات أبو بكر البغدادي الأربع وهن عراقيتان وواحدة من سورية وأخرى شيشانية بالإضافة إلى أبنائه وأخواته وزوجات إخوانه وعدد آخر من زوجات القيادات المتقدمة في التنظيم وأبنائهم، هذا بما يتعلق بالقسم الذي تسكنه النساء، أما القسم الآخر والمخصص للرجال فقد سكن إلى جنب ولدي محمد أبناء أبو بكر البغدادي وابناء آخرين لقيادات في التنظيم". استطردت منى: حضينا في هذا البيت -تؤكد منى- برعاية خاصة من قبل أبو بكر البغدادي وكان يرسل لنا الأموال بالعملة الأميركية، وبعد شهرين من مكوثنا، طلب منا مغادرة البيت وقطعنا مناطق صحراوية وبمسير دام ليومين وكان برفقتي أبني محمد وابنتي وأطفالهما، حتى وصلنا إلى منطقة يسكنها نازحون تعرف بـ"مخيمات الجدعة". مخيمات الجدعة تقول الخليفاوي: "في مخيمات الجدعة اتصلت بأخي وكان لا يزال يسكن قضاء الخالدية وطلبت منه أن يزودني بهويات "مزورة " كي نستعملها لدخول محافظة السليمانية التي قررت أن أنتقل للعيش والاستقرار فيها، وبالفعل تم تزويدي بهذه الهويات من قبل أخي الذي أوصلها لي عبر وسيط في المخيمات التي كنا نسكنها". توجهنا جميعاً إلى محافظة السليمانية وكان بحوزتنا مبلغ من المال الذي يكفينا لاستئجار بيت وتأثيثه وباقي المصروفات المعيشية، إلا أن القوات الأمنية اكتشفت أن الهويات مزورة ورفضت دخولنا إلى المحافظة فاضطررنا أن نسكن في فندق خارج السليمانية، وبعد ليلة واحدة اقتحمت قوات من الأمن العراقي الفندق وألقت القبض علينا. من جانبه، أكد قاضي التحقيق أن التحقيقات ما زالت مستمرة مع منى الخليفاوي وابنيها ومن ثم ستحال إلى المحكمة المختصة لتنال جزاءها وفق القانون العراقي.

مشاركة :