لطالما ركزت التحليلات على ظهوره غير الواسع وتصريحاته النادرة؛ لما يشوبه من غموض وخطورة. يضع المحللون رسالة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري "قاسم سليماني" إلى الرئيس الإيراني "حسن روحاني" تحت الميكروسكوب؛ لقراءة أبرز ما حملته بين السطور من رسائل عديدة إلى الأطراف الخارجية في قالب رسالة واحدة. وعندما خرج روحاني في أحد تصريحاته تعليقًا على أزمة حظر تصدير النفط الإيراني، هدد الدول المجاورة، بل وجميع الدول المصدرة للنفط، باستهداف ناقلات البترول في مضيق هرمز، إذا استمرت العقوبات على شراء النفط الإيراني. وفور الإعلان عن هذا التصريح الناري الذي ربما يُمثل إعلان حرب، بادر قاسم سليماني بإرسال رسالة إلى روحاني شُكرًا وتقديرًا على هذه التصريحات، لدرجة أنه عبر عن تقديره بأنه سوف "يُقبّل يديه". ونظرًا إلى أهمية هذا الموقف وفحوى رسالة سليماني إلى روحاني، تناول المحلل الإيراني "عما آبشناس" في مقال نشرته وكالة "سبوتنيك" في نسختها الفارسية، تحليله ورؤيته لفحوى هذه الرسالة وما تحمله من معانٍ ورموز وربما تهديدات للأطراف الأخرى. بدأ آبشناس مقاله الذي ترجمته "عاجل"، بالإشارة إلى أن تعاظم التهديدات التي تتلقاها إيران، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، يُبرز للتيارات السياسية والعسكرية الإيرانية مدى أهمية الظهور وإثبات الذات في مواجهة هذه التهديدات بأي رد فعل. ورأى آبشناس أن تصريح روحاني بتهديد حركة الملاحة ورحلات النفط في مضيق هرمز لم يكن "شو" إعلاميًّا ولا مناورة سياسية جديدة له، على عكس ما يظن البعض، مؤكدًا أن رسالة سليماني جاءت في هذا التوقيت لتُثبت موقف روحاني وتؤكد جديته. وأوضح آبشناس أن رسالة سليماني إلى روحاني تُمثل اتفاق الأخير مع مؤسسة المرشد العسكرية على هدف واحد رغم الهجوم المتكرر الذي شنه الحرس الثوري على الرئيس؛ لمهادنته مع الغرب في الأزمة النووية الأخيرة، وتعويله على الاتحاد الأوروبي لإنقاذ مستقبل الاتفاق. وحول مدى مصداقية التهديدات الإيرانية بتعطيل حركة الملاحة في مضيق هرمز، أكد آبشناس أن إيران سوف تتخذ خطوات تصعيدية خطيرة على المستوى العسكري في سبيل وقف نزيف خسائر النفط الإيراني الذي تعتمد عليه اعتمادًا رئيسًا في موازنتها واقتصادها. واختتم آبشناس مقاله منوهًا بأن النظام الإيراني مستعد لشن حرب نفطية جديدة إذا استمرت العقوبات الدولية على صادراته النفطية، منوهًا بما أقدمت عليه إيران أثناء حربها مع العراق (1980-1988م) عندما عطلت حركة الملاحة في مضيق هرمز أمام السفن وناقلات البترول العراقية. وكان سليماني قد بعث رسالة إلى الرئيس حسن روحاني نشرته وسائل الإعلام الإيرانية (أمس الأربعاء) أكد فيها تقديره موقفه من أزمة الصادرات النفطية، معلنًا عن كامل استعداده لتنفيذ أي مخطط لإنقاذ الوضع الاقتصادي في إيران.
مشاركة :