أصبحت حصة التربية البدنية في مدرسة أسامة بن زيد الابتدائية في حي أجا في حائل، خطراً يهدد حياة طلاب المدرسة الذين يمارسون هواية كرة القدم على ملعب أرضيته "بلاط أسمنتي"، الأمر الذي يعرضهم لإصابات متعددة، بسبب عدم إنشاء ملعب كرة قدم وفق المواصفات والاشتراطات واللوائح التعليمية، يمارس فيه الطلاب هوايتهم منذ إنشاء المدرسة في مبنى مستأجر قبل 21 عاما في عام 1414 حتى انتقالها إلى مجمع المدارس الحكومي عام 1434؛ حيث تم تجهيز كل الاحتياجات اللازمة للمدرسة باستثناء الملعب الذي فرشت أرضيته بصبات أسمنتية، والمسؤولون غير مبالين في إدارة تعليم حائل بخطر هذه الملاعب الخرسانية على حياة طلاب المدرسة، الذي قد يسبب لهم إصابات متكررة وعاهات مستديمة. ورفض أولياء أمور الطلاب في المدرسة، ممارسة أبنائهم التربية البدنية على ملعب أسمنتي، مطالبين بإلغاء حصة التربية البدنية من الجدول اليومي للطالب حفاظاً على حياته، وقد بادرت إدارة المدرسة الطلب بالرفض؛ كون التربية البدنية مثل بقية المواد التعليمية الملزمة على الطالب، إضافة إلى اعتراض عدد من الطلاب الذين يصرون على ممارسة هوايتهم في أي مكان لتفريغ شحنات ضغط اليوم الدراسي، غير مبالين بالخطر الذي يهددهم جراء ممارستهم الرياضة على هذه الأرضيات الأسمنتية، فيما رفض نسبة كبرى منهم اللعب حفاظاً على صحتهم وتعرضهم للإصابات، واكتفوا بالجلوس في الساحة لحين انتهاء حصة التربية البدنية. وتقدمت إدارة المدرسة بعدة خطابات رسمية لإدارة التعليم في حائل لإنشاء الملعب، وتوضيح ما يعانيه الطلاب من أخطار جسيمة حيال ممارستهم كرة القدم على مثل هذه الملاعب، إلا أن خطاباتهم أصبحت حبيسة الأدراج، ولم يتم الرد عليها. في الوقت الذي تقدم عدد كبير من أولياء الأمور بخطابات متكررة للمدير العام للتربية والتعليم في حائل "تحتفظ الصحيفة بصور منها"، يطالبونه بإزالة الملاعب الخرسانية التي تم إنشاؤها واستبدالها بملاعب مناسبة لممارسة كرة القدم وفق اللوائح والأنظمة، إلا أن الإجابة عن هذه الخطابات انتهت بوعود لم يتم الوفاء بها. وقال نايف سعود الشمري أحد أولياء أمور الطلاب: لدي ثلاثة أبناء في المدرسة حرمتهم من ممارسة كرة القدم والحصة الرياضية في المدرسة بسبب هذه الملاعب الخطيرة، فأحدهم قبل عدة أعوام أصيب بكسر في يده بعد سقوطه في الملعب وتغيب بعذر طبي عن المدرسة ما يقارب أسبوعين، ما أثر في تحصيله العلمي، مشيرا إلى أن ابنه الأكبر الآن في الصف السادس لم يمارس كرة القدم في المدرسة منذ دخوله رغم حبه الكبير لكرة القدم، إلا أن هذه الأرضيات الخرسانية حالت دون ذلك، وأضاف أن ملاعب الأحياء التي تقيمها البلديات متنفس لأبنائه لممارسة هوايتهم بعيدا عن خطر ملاعب المدارس، وأبان الشمري استغرابه حول كيف تقام مدارس حكومية بملايين الريالات ويتجاهلون ما هو جزء لا يتجزأ من مقررات وزارة التربية والتعليم، وهو إنشاء ملاعب وصالات رياضية للطلاب لممارسة الرياضة، وتساءل فرحان العبدالله: كيف يتم تعليم الطالب كرة القدم وأساسياتها في ملعب غير مؤهل، وكذلك بقية الألعاب، وكيف يتم تقييم معلم التربية البدنية للطالب لوضع علاماته؟ وقال إن معلمي التربية البدنية بلا إمكانات تتيح لهم تعليم الطلاب هذا المقرر، الذي طالبنا إدارة المدرسة بإلغائه ما دامت الإمكانات المتاحة "صبة أسمنتية"، وتشكل خطرا على أبنائنا، إلا أن طلبنا بودر بالرفض، وطالبونا بالصبر لإنشاء الملعب. وقال إننا كأولياء أمور نفكر جديا في جمع تبرعات من أولياء أمور الطلاب والمشاركة في إنشاء ملعب تكون أرضيته نجيلة صناعية وفق المواصفات المطلوبة بقبمة لا تتجاوز 70 ألف ريال، وهذه قيمة إنشائه حسب تقييمنا له بحجم المساحة الموجودة في المدرسة. ولم ترد إدارة التربية والتعليم في حائل على استفسار "الاقتصادية" الذي وجه رسميا لإدارة الإعلام التربوي قبل سبعة أيام، وعاودنا الاتصال بإدارة الإعلام التي أفادت بأن الاستفسار تم تحويله لقسم إدارة المباني، ولم تصلهم أي إفادة حتى لحظة تحرير الخبر.
مشاركة :