تحركت مجموعة "إيرباص" الأوروبية للطيران أمس لنزع فتيل خلاف بشأن الطائرة A380 بعد أن صرح المدير المالي للمجموعة بأن من بين الاحتمالات التي تتم دراستها قرارا "بوقف" المشروع ـالأمر الذي أثار ردود أفعال غاضبة من "طيران الإمارات" أكبر عملاء إيرباص. ونقلت "رويترز"، عن رينر أوهلر مدير الاتصالات في إيرباص، إن الإدارة العليا بالكامل في "إيرباص" لا تزال مقتنعة بشدة بالتوقعات للطائرة A380 في السوق، لكن أي استثمار من جانب "إيرباص" يحتاج إلى وضع تجاري سليم وهو ما سنواصل دراسته. وعبّر تيم كلارك رئيس طيران الإمارات عن عدم سعادته بتلك التصريحات، ودعا "إيرباص" إلى تعزيز جهود تسويق الطائرة التي تحظى بقبول المسافرين وتدر أرباحا. وقال جون ليهي مدير المبيعات في "إيرباص" التي تراجعت أسهمها بقوة أمس الأول، إن بعض شركات الطيران أدركت بسرعة الفوائد الإنتاجية الضخمة للطائرة A380 وهم يجنون الثمار اليوم، وما من شك في أن A380 عامل جذب لجمهور المسافرين جوا. ورد الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات بغضب على تلميحات علنية لـ "إيرباص" بأنها قد توقف مشروع الطائرة ‭‭A380‬‬ العملاقة، مؤكدا أن شركته مستعدة للاستثمار بكثافة في نسخة مطورة إذا مضت إيرباص في صنعها، مضيفا أنه احتج لدى إيرباص بعدما لوح مديرها المالي باحتمال إلغاء مشروع أكبر طائرة ركاب في العالم بسبب ضعف المبيعات، ولست سعيدا بالمرة كما يمكن أن تتخيلوا. وأبلغ هيرالد ولهيلم المدير المالي لشركة صناعة الطائرات الأوروبية محللين بأن الشركة ستكون قادرة على تحقيق التوازن بين الإيرادات والتكاليف للطائرة ‭‭A380‬‬ حتى عام 2018 إذا تمكنا من عمل شيء ما بخصوص المشروع أو حتى إذا أوقفنا مشروع الطائرة. وأشار كلارك إلى أنه على العكس من ذلك إذا مضت "إيرباص" قدما في مقترحات تطوير الطائرة بإضافة محركات جديدة من صنع "رولز رويس" فإن "طيران الإمارات" ستقوم في نهاية المطاف بإحلال النسخة الجديدة المطورة التي ستحسن كفاءة استهلاك الوقود بنسبة 12-15 في المائة محل جميع طلبيات الطائرة ‭‭A380‬‬ وعددها 140 بدءا من عام 2020. وأضاف رئيس "طيران الإمارات" أن التصريحات لن تفيد القيمة المستقبلية لبيع الطائرة ‭‭A380‬‬ المستعملة، لكنه لا يشعر بالقلق بشأن تمويل تسليمات جديدة، لأن الطائرة تتمتع بقبول جيد لدى الركاب وتطير "كاملة العدد"، لافتا إلى أن "طيران الإمارات" ستبدأ قريبا دراسة طلبية لشراء 50-70 طائرة إيرباص متوسطة الحجم أو بوينج عريضة البدن. من جهة أخرى، أعلن أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، أن المشلكة التي دفعت بالشركة للإعلان المفاجئ عن تأجيل تسلّم أول طائرة من طراز "إيرباص أيه 350" لأجل غير مسمى ستحل قريبا. وأكد الباكر الإبقاء على موعد الرحلة التجارية الأولى للطائرة في 15 كانون الثاني (يناير) المقبل وهي رحلة إلى فرانكفورت، مضيفا أن الأمر لا يعدو مشكلة صغيرة نحاول حلها مع "إيرباص"، وستحل قريبا جدا وسنتسلم طائراتنا في أسرع وقت، مشددا على أن طائرات إيرباص إيه 350 ستكون العامود الفقري لأسطول "الخطوط القطرية". وعلقت شركة الخطوط الجوية القطرية حتى إشعار آخر عملية تسلم أول طائرة إيرباص أيه 350 التي كانت متوقعة غدا، من دون الكشف عن أسباب هذا القرار غير المتوقع بالكامل. لكن قرار تعليق التسلم في اللحظة الأخيرة يحمل مفاجأة أكبر، لأن الإعلان عن تسليم الطائرة صدر عن الشركة القطرية و"إيرباص" قبل أقل من أسبوع، حتى أن الصحافة الدولية تلقت دعوة للمشاركة في رحلة الطائرة السبت إلى الدوحة.