استقبلت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، ممثلي الوزارات المشارِكين بمؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل"، الذي عقد بمدينة الأقصر خلال الفترة من 25 إلى 27 فبراير، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وضم 23 عالمًا مصريا من أصحاب الإنجازات والخبرة في مجالات الزراعة والري وإدارة الموارد المائية.وجاء لقاء السفيرة نبيلة مكرم مع المسئولين، اليوم الجمعة، عقب ورشة عمل عقدتها وزارة الهجرة بمقرها؛ لمناقشة ما تم تنفيذه من نتائج المؤتمر، بحضور ممثلين عن وزارات "الري والزراعة والإنتاج الحربي والتعليم".واستهلت نبيلة اللقاء بالإعراب عن شكرها للجهود المبذولة في متابعة توصيات مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل" لتنفيذها، مشيرة إلى أن هذا التعاون المثمر يتماشى مع أهداف التنمية الاستراتيجية للدولة 2030.وأكدت أن هذا التعاون بين الجهات الحكومية من أجل تنفيذ هذه التوصيات يمثل دليلًا على تضافر الجهود من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من خبرات علمائنا بالخارج، خاصة في ملف المياه الذي يعد من ملفات الأمن القومي للبلاد.وأوضحت أن الدولة حريصة على الاستفادة من عقول علمائها وخبرائها بالخارج، مشيرة إلى أن الوزارة تحرص على عقد مؤتمرات "مصر تستطيع"؛ لتكون ملتقى يناقش العلماء فيه أفكارهم ويتبادلون المعارف والخبرات لدعم جهود التنمية، مشيرةً إلى أنه سيتم عقد مؤتمر صحفي؛ لاستعراض كل النتائج التي تم تنفيذها من توصيات المؤتمر.واستهل ممثلو الوزارات حديثهم بتوجيه الشكر لوزيرة الهجرة على إطلاق فكرة مؤتمرات "مصر تستطيع"، التي أتاحت التواصل الدائم بين علماء مصر بالخارج في مختلف التخصصات وبين الجهات الحكومية المختصة، والتي بدورها نتج عنها العديد من أوجه التعاون ليس فقط بين العلماء والجهات المختصة، بل بين الجهات الحكومية وبعضها البعض.وناقشت ورشة العمل ما تم إنجازه من توصيات المؤتمر، حيث استهل المقرر العام لمؤتمرات "مصر تستطيع" اللقاء باستعراض ما تم تحقيقه من نتائج المؤتمرين السابقين، ثم تم التركيز على مجمل توصيات المؤتمر الثالث "مصر تستطيع بأبناء النيل" لبحث ما تم تحقيقه ومتابعة تنفيذ ما تبقى، وقد استعرض ممثلو الجهات الحكومية؛ كلٌّ في تخصصه؛ تلك التوصيات ما تم تنفيذه وما زال قيد التنفيذ.وأكد ممثل وزارة الري أن هناك تعاونًا كبيرًا بين الوزارة وبين مختلف الجهات الحكومية وتحديدًا وزارة الزراعة؛ لتنفيذ التوصيات التي طرحت بمؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل"، مشيرة إلى أنه تم تشكيل لجنة برئاسة وزير الموارد المائية والري؛ لبحث كيفية ترشيد استهلاك المياه، وضمّت اللجنة عضوية عدد كبير من الوزارات والهيئات والجهات المختصة، وبالفعل تم الانتهاء من وضع استراتيجية التوعية، وقامت بالفعل وزارة التنمية المحلية بفرض غرامات مالية على من يسيء استهلاك المياه في المحافظات.وأضاف ممثل وزارة الري أن هناك أيضًا تعاونًا كبيرًا مع وزارة الإسكان لتنفيذ التوصية الخاصة باستخدام الطاقة الشمسية في تحلية مياه البحار، وبالفعل بدأت وزارة الإسكان خطة لاعتماد مناطق الساحل الشمالي على تحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية، واكتشاف الآبار الجوفية بالمناطق الصحراوية استنادًا للطاقة الشمسية، وتم اكتشاف وحفر 25 بئرًا للمياه الجوفية بمنطقة الوادي الجديد.من ناحيته أشار ممثل وزارة الزراعة إلى أن الوزارة استفادت كثيرًا من خبراء علماء مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل" ومن التوصيات التي طُرحت خلال المؤتمر، وبدأت بالفعل الوزارة تنفيذها، موضحًا أن الوزارة تعمل الآن على عمل خريطة محصولية لجمهورية مصر العربية بما يتناسب مع الظروف المناخية وطبيعة وتصنيف التربة وظروف توافر المياه؛ تمهيدًا لعمل قاعدة بيانات لكل محافظات مصر بما يسهل تحقيق الاستخدام الأمثل لكل المحاصيل، كل في تربته ومناخه الذي يحتاج إليهما، ويأتي ذلك تنفيذًا لإحدى التوصيات التي طرحها علماء "مصر تستطيع بأبناء النيل"، وبالفعل بدأت الوزارة تنفيذ نموذج استرشادي بمحافظة الفيوم.وأضاف أن الوزارة أيضًا عملت على الحد من زراعة المحاصيل عالية الاستهلاك للمياه، وتم إنتاج محاصيل أخرى بديلة أقل في استهلاك المياه.أما ممثل وزارة الإنتاج الحربي فأكد أن هناك تعاونًا كبيرًا مع خبراء "مصر تستطيع" في مختلف المجالات، مشيرًا إلى استقبال وزير الإنتاج الحربي للعالم المصري هاني الكاتب، بحضور 60 خبيرًا في مجال بناء المدن لتنفيذ نماذج "الصوب متعددة التنوع"، وتم التنسيق مع جامعة القاهرة للبدء في نموذج من 110 أفدنة لتطبيق المراحلة الأولى من المشروع، كما تم تدريب 2000 شاب على استخدام الصوب الزراعية بالتعاون مع وزارة الزراعة.في حين ذكر ممثل وزارة التعليم أنه تم الاستفادة من توصيات مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل، وذلك من خلال طلاب (STEM) الذين شاركوا علماء "مصر تستطيع بأبناء النيل" بأبحاثهم وأفكارهم، حيث قام هؤلاء الطلاب بعدد من الأبحاث العلمية في مجالات الري والزراعة، ولهذا من المقرر إشراكهم في أسبوع المياه العالمي الذي تنظمه وزارة الري في أكتوبر المقبل، حيث عملت الوزارة على توفير منح تدريبية لهم وبالفعل تم توفير 95 منحة من الجامعة اليابانية؛ لتطوير فكر هؤلاء الطلاب والاستفادة منهم ليكونوا نواة علمية يمكن الاستفادة منهم في مشروعات التنمية المستدامة للدولة.وأشار ممثل وزارة التعليم إلى أن العالم الدكتور هاني سويلم قد تبنى الطالبة نورهان من مدارس (STEM) التي حصلت على الجائزة الأول بمسابقة جنيف.من ناحيته أثنى الدكتور صابر سليمان، مساعد وزيرة الهجرة، على تضافر الجهود بين الجهات الحكومية المختلفة؛ لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التوصيات التي طُرحت بمؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل"، مؤكدًا أن علماء "مصر تستطيع" لديهم رغبة قوية في تقديم المساعدات المطلوبة للدولة.وأوضح سليمان دور وزارة الهجرة في دعم كل الجهات الحكومية لتحقيق أهدافها في التنمية المستدامة، لافتًا إلى أن الوزارة بمثابة حلقة الوصل بين ما تحتاجه الجهات الحكومية وبين علماء مصر في الخارج.وأكدت مها سالم، المقرر العام لمؤتمرات "مصر تستطيع"، أن ما تشرع وزارة الهجرة في تنفيذه حاليا هو إطلاق جمعية "علماء مصر في الخارج"، نهاية هذا الشهر؛ للتسهيل على الجهات المعنية عملية التواصل من أجل تقديم الدعم الفني والعلمي لأي مشروع من المشروعات التنموية الناجحة التي يقدمها علماؤنا بالخارج.
مشاركة :