يعود النجم الأميركي صاحب الأوسكار توم هانكس إلى أربعينيات القرن الماضي لينبش في ملفات الحرب العالمية الثانية ويخرج منها بقصة لفيلم من تأليفه وبطولته. فيلم "غراي هاوند" الذي سيعرض في مارس 2019 يتناول قصة الكابتن إرنست كراوس ضابط البحرية الذي يجسد شخصيته هانكس، وهو مكلف قيادة مدمرة بحرية خلال الحرب، فيعيش البطل نوعين من الصراع، الأول خارجي مع العدو والآخر وهو الأخطر صراع مع النفس وشكوكها حول انتمائها ووساوسها الخاصة. وقصة الفيلم مقتبسة عن رواية "ذا غود شيبر" للكاتب سيسل سكوت، وهو من إخراج أرون شنايدر، ويتولى بطولته بجانب هانكس كل من إليزابيث شو وستيفن غراهام وروب مورغان، ولي نوريس وكارل غلوسمان. وكان النجم الأميركي قد دخل ساحة الحرب العالمية الثانية من قبل في أفلام مثل "إنقاذ الجندي ريان" للمخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ الذي صدر في نهاية التسعينيات، وعاد مع سبيلبرغ عام 2015 في فيلم "جسر الجواسيس" ليؤدي دور المفاوض الجسور بين الحلفاء وألمانيا النازية. وحقق آخر ظهور سينمائي لتوم هانكس في الفيلم السياسي لستيفن سبيلبرغ "ذا بوست" الذي صدر في ديسمبر الماضي، نجاحاً جماهيراً كبيراً، والذي تناول نشر صحيفة واشنطن بوست عام 1971 لما عرف باسم "وثائق البنتاغون" بشأن الضلوع السياسي والعسكري الأميركي في فيتنام والتي احتلت عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم عندما تحدى رئيس تحرير الصحيفة وناشروها الحكومة الاتحادية الأميركية بشأن حقهم في نشر الوثائق. وتحتوي الوثائق على معلومات خطيرة وسرية حول حرب فيتنام، إذ دخل رئيس تحرير الصحيفة والناشرة في معركة قانونية بسببها، وسجن المحلل العسكري دانيال إلسبرغ بتهمة التآمر والتجسس. واشتهر توم هانكس خلال مسيرته الفنية التي بدأت منذ عام 1978 بتجسيد أدوار مقتبسة من قصص حقيقية، وقائمة أعماله السينمائية التي أدى فيها شخصيات حقيقية طويلة، وقد استطاع إضفاء روحه الإبداعية الخاصة على شخصيات وأحداث تاريخية. ففي فيلم "ذا بوست" جسد شخصية الصحافي بين برادلي الذي تولى منصب رئيس تحرير صحيفة واشنطن بوست الأميركية وقت الكشف عن فضيحة ووترغيت. ومن أشهر أفلامه في تقمص شخصيات واقعية فيلم "فيلادلفيا" المستلهمة قصته من قضية المحامي جيفري بورز الذي تم طرده من شركة بعدما علم زملاؤه بإصابته بالإيدز. وأدى دوراً لشخصية رائد فضاء في فيلمه الشهير "أبولو 13" الذي يحكي قصة رحلة ناسا للفضاء في المركبة المعروفة باسم أبولو.