زايد حوّل الإمارات من أرض الجفاف إلى مروج خضراء

  • 7/7/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: يمامة بدوان بالرغم من الجفاف القاسي، الذي تعانيه دولة الإمارات لوقوعها في قلب المنطقة الجافة في العالم، إلا أنها تحولت إلى دولة زراعية في بضع سنوات، بفضل العزيمة الصادقة والإرادة الصلبة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ومتابعته لخطط التنمية الزراعية في الدولة، حيث نجحت مشروعات زراعية مهمة، وانتشرت المروج الخضراء والحقول المثمرة والقمح والفواكه، كما نجحت الخطط الرامية لمكافحة التصحر، ووقف زحف الصحراء، من خلال زراعة الأحزمة الخضراء والغابات بين الرمال وفي أعماق الصحراء.وأكدت وزارة التغير المناخي والبيئة، أنها تستكمل مسيرة الشيخ زايد في المحافظة على تنوع واستدامة الأنواع في بيئاتها الطبيعية، خاصة أن فكر ورؤية زايد نحو البيئة، ساهم بشكل كبير في الحفاظ عليها وتوسيع منظومة التنوع الزراعي والاهتمام بالنباتات المحلية الأصلية في البيئة المحلية. خطة تنموية وقالت المهندسة عائشة العبدولي، مدير إدارة التنمية الخضراء والبيئة في وزارة التغير المناخي والبيئة: «شكل الاهتمام بالبيئة إحدى أهم أولويات الوالد المؤسس الشيخ زايد، وتمثل مقولته الشهيرة «أعطوني زراعة.. أضمن لكم الحضارة» رمزية ودلالة مهمة على تركيزه واهتمامه بدعم الابتكار، للبحث عن سبل وآليات جديدة لتنمية الحفاظ على البيئة وتطوير آليات الزراعة في الدولة، ومن خلال إنشاء مراكز بحوث زراعية حكومية عدة على مستوى الدولة، تم إجراء اختبارات وتجارب لاستنباط هذه الآليات الجديدة وإنتاج أنواع جديدة من البذور القادرة على مقاومة بعض الآفات، ما ساهم في إحداث طفرة في الحركة الزراعية».وأضافت أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة زايد استهدفت منذ عام 1971 وضع خطة تنموية عالية الوتيرة في كل مجالات الحياة، ومنها الزراعة، الأمر الذي جعل الإمارات في سباق مع الزمن، كي تلحق بركاب الدول الحديثة والحضارة المبتغاة.وتابعت: لم يكن مستطاعاً أن يتحقق كل ما تحقق لولا العطاء الدافق والخير الوفير والجهد المستمر والقيادة الحكيمة والرشيدة للشيخ زايد، الذي هيأ للبلاد كل السبل التي تضمن التطور والتقدم والازدهار والتحضر في شتى مناحي الحياة، فأرسى بذلك دعائم الانطلاق الصحيح لولوج آفاق النماء، فزادت المزارع بنسب عالية، وزادت المساحات الخضراء وارتفع الإنتاج إلى الضعف، ووصلت على سبيل المثال نسبة التطور الإجمالية عام 1992 إلى 543%. إصرار وتجارب ومن جهتها، أوضحت هبة الشحي، مدير إدارة التنوع البيولوجي في الوزارة، أن فكر ورؤية الشيخ زايد نحو البيئة ساهم بشكل كبير في الحفاظ عليها وتوسيع منظومة التنوع الزراعي والاهتمام بالنباتات المحلية الأصلية في البيئة المحلية، واستكمالا لمسيرته وبدعم من توجيهات القيادة الرشيدة، تستكمل وزارة التغير المناخي والبيئة هذه المسيرة في المحافظة على تنوع واستدامة الأنواع في بيئاتها الطبيعية. وقالت إن توجيهات وإصرار زايد على الزراعة، دفعت الباحثين إلى إجراء تجارب عديدة لزراعة مختلف الأنواع من الفاكهة والخضراوات باستخدام أحدث التقنيات لزيادة وتحسين الإنتاج، وقد تحققت نتائج باهرة عن طريق إيجاد مراكز بحوث زراعية حكومية في العين والذيد والحمرانية وكلباء، واهتمت هذه المراكز بمكننة تلقيح النخيل واختبار أكثر من 30 نوعاً من الشعير والقمح والتعاون مع المناطق الزراعية في كل إمارة، لمكافحة سوسة النخيل وتوجيه المزارعين وإطلاعهم على نتائج بحوثهم والاستفادة منها، حيث يرجع الفضل في هذه النهضة الزراعية الشاملة إلى زايد الذي كان عشقه للأرض والزراعة لا حدود له، ودليلنا على ذلك استثماره أموالاً طائلة لإنجاح مشروعه الزراعي في الدولة ولإنشاء المزارع الحديثة الكبيرة مثل مزرعة الجرف التي تحولت إلى دوحة بسّامة وغابة خضراء، تضم أكثر من نصف مليون شجرة، ومزرعة العجبان الجميلة التي تحتوي 1500 شجرة مانجو و5 آلاف شجرة جوافة و30 ألف نخلة وأعداداً كبيرة من أشجار الحمضيات، ومزرعة جزيرة صير بني ياس، والتي تشهد على حكمة زايد بعد أن ازدهر فيها التفاح والأناناس والموز والكمثرى والزيتون، ويمكن أن يكون للبن نصيب كي يزرع في هذه الجزيرة بعد أن أجريت تجارب على ذلك.وأكدت أن «زايد» ضرب مثلاً متميزاً في ميدان الزراعة ومجالات إمدادات المياه لري الزراعة والمساحات الخضراء، وقد لا نغالي إن قلنا حقيقة إن أسلوب الري الذي أبدعه «زايد» صار مثالاً يحتذى في كل أنحاء البلاد، حيث لم تقف في طريقه حرارة الجو، ولم تثنه تكاليف الزراعة وصحراوية الأرض وجفاف الآبار وشح الأمطار. إحصاءات النخيل ووفقاً لآخر الإحصاءات، فقد بلغ العدد الفعلي لأشجار النخيل في الدولة أكثر من 42 مليوناً، منها 33 مليوناً في إمارة أبوظبي وحدها، وتنتج أشجار النخيل في الإمارات أكثر من 73 نوعاً من أجود أنواع التمور في العالم، وهناك مجمع للجينات يضم حوالي 120 صنفاً، وقد أضيف إلى هذه الأصناف مؤخراً أصناف تم استيرادها من المملكة العربية السعودية والعراق وسلطنة عمان، منها «خلاص»، «أبو معان»، «حلاّوي»، «حساوي»، «خصاب»، «خنيزي»، «نبتة سيف»، «جبري»، وغيرها. وكانت الإمارات قد دخلت موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، كأول دولة في العالم في أعداد شجر نخيل التمر، وذلك في العام 2009، إذ قدر عدد أشجار النخيل في الدولة حينذاك بأكثر من 40 مليوناً، ومن المدن التي شهدت، ولا تزال، كثافة في زراعة النخيل العين ورأس الخيمة والفجيرة، ومنطقة الذيد بإمارة الشارقة، وغيرها من المدن والسهول والواحات على أرض الإمارات.ويعزى الفضل في بلوغ هذه الأرقام إلى الشيخ زايد إذ ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالبيئة والشجر بشكل عام، وتحديداً بالنخلة، روح الصحراء التي نشأ وتربى فيها، وعشق تفاصيلها. اسم «زايد» يُطلق على قاعة بالمتحف البريطاني أطلق المتحف البريطاني مؤخراً اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه على «قاعة أوروبا والشرق الأوسط» به لتصبح «قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأوروبا والشرق الأوسط»، بعد الاتفاقية التي أبرمتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مع المتحف في هذا الشأن، تقديرا لجهود القائد المؤسس في دعم التنوع الزراعي في الدولة وتحويله الصحارى إلى أنظمة تنتج محاصيل زراعية.تنص الاتفاقية على إعادة تسمية القاعة التي تسرد تاريخ تطور الزراعة عبر العالم وما نتج عنها من نمو اجتماعي وثقافي واقتصادي وحضاري، مهد إلى تشكيل العالم الحديث كما نعرفه اليوم.وتأتي إعادة تسمية القاعة عرفاناً بالالتزام الذي قضى الشيخ زايد حياته سعياً لتحقيقه، وهو الحفاظ على التراث والثقافة، فالشيخ زايد كان صاحب الفضل الأول في بدء التنقيب عن الآثار في دولة الإمارات قبل نحو 50 عاما، فضلاً عن ذلك كان مسؤولاً عن تأسيس متحف العين، المتحف الأول في دولة الإمارات بالتزامن مع تأسيس الاتحاد. النهوض بقطاع الزراعة أكدت هبة الشحي أن الشيخ زايد، وجه سياسة الحكومة للنهوض بقطاع الزراعة لإيمانه بأهمية ذلك في دولة تود أن تلج أبواب الحضارة من أوسع أمكنتها، كما تابع، وبذل ما بذل، حضّر الأرض للمواطنين القادرين على الزراعة، ووزع الغراس والشتلات مجاناً، وخصص مهندسين لتوجيههم وإرشادهم ومساعدتهم، ومنحهم ضمانات ومساعدات وقروضاً مالية حتى يشتروا المعدات والأسمدة والبذور، وما يمكن ذكره في هذا الميدان أنه في عام 1990 تراجعت كثبان الرمال لتحول 280 ألف هكتار من الصحاري إلى حدائق ومزارع وغابات.وقالت إنه تحقق الكثير في عصر زايد، حيث أصبح إنتاج الخضراوات يغطي 55% من إجمالي حاجة الدولة، وبدأت تظهر حقول القمح حول واحة ليوا، كما تم استصلاح أكثر من 100 ألف هكتار من الأراضي الصحراوية إلى أراض زراعية منتجة.وأضافت: دهش العالم ومازال يبحث في تجربة الإمارات بالقطاع الزراعي، إنه جهد زايد مثال العبقرية والوعي والخير.. زايد مفجر ينابيع العطاء.. زايد محول الكثبان الرملية إلى تلال خضر.. بصماته واضحة في كل ربوع الإمارات.. والجميع يدعو لزايد الخير بالتوفيق لتفانيه وحنكته واقتداره.

مشاركة :