اتفاق هدنة في درعا يتضمن تسليـــم الأسلحة وانسحاب قوات النظام من بلـدات بالجنوب

  • 7/7/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

توصّلت المعارضة السورية لاتفاق في محادثات مع الجانب الروسي حول درعا، يتضمن بدء تسليم السلاح على مراحل، ونشر أفراد من الشرطة العسكرية الروسية قرب الحدود مع الأردن، وبموجب الاتفاق سرت الهدنة في الجنوب السوري، بينما تسلمت شرطة النظام السوري معبر نصيب الحدودي، في حين أرسل الجيش الأردني تعزيزات إلى الحدود الشمالية مع سورية. وتفصيلاً، نقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم المعارضة إبراهيم الجباوي قوله، إن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه يقضي بوقف القتال بين الجانبين في المناطق الشرقية من محافظة درعا، كما أنه يشمل انسحاب قوات النظام من بلدات عدة في الجنوب. وأكد الجباوي أن الاتفاق يقضي ببدء تسليم سلاح فصائل المعارضة الثقيل على مراحل، في مقابل انسحاب قوات النظام السوري من مناطق عدة. كما ينص الاتفاق على نشر أفراد من الشرطة العسكرية الروسية على الحدود مع الأردن. ويشمل الاتفاق أيضا إعادة سيطرة قوات النظام السوري على معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وأوضح الجباوي أن قوات محلية ستشرف عليها روسيا ستتولى السيطرة في تلك المنطقة. في سياق متصل، أكدت مصادر في المعارضة السورية أن مقاتلي المعارضة في محافظة درعا، الذين لا يرغبون في المصالحة مع النظام سيغادرون إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال البلاد بموجب الاتفاق. ويسمح الاتفاق لكل مقاتلي المعارضة بتسوية وضعهم بضمانات روسية. كما يمنح الاتفاق المنشقين عن الجيش والمتهربين من التجنيد إعفاء لمدة ستة أشهر. كما يسمح الاتفاق للمدنيين الذين فروا من درعا بالعودة مع ضمانات روسية بحمايتهم. وبحسب المعارضة السورية، يبدأ وقف إطلاق النار مع بداية تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وبموجب هذا الاتفاق، وصل مئات الجنود التابعين لشرطة النظام السوري إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وقال شاهدان إن مئات من الجنود في قافلة عسكرية كبيرة ترفع علم النظام السوري وعلم روسيا، اقتربوا من معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وكانت القافلة التي تضم عشرات المركبات المدرعة والدبابات تتحرك على طريق عسكري بمحاذاة الجانب الأردني من السياج الحدودي. ووفقاً لشبكة «روسيا اليوم» الإخبارية الروسية، فقد تضمن الاتفاق ثمانية بنود، هي وقف إطلاق النار في درعا، وتسليم الفصائل المسلحة سلاحها الثقيل والمتوسط بجميع المدن والبلدات، ويحق لجميع المسلحين تسوية أوضاعهم بضمانات روسية. وشملت البنود أيضاً أنه يمكن لمن لم يرغب من المسلحين بتسوية أوضاعه مغادرة الجنوب السوري مع أفراد عائلاتهم إلى إدلب، وتسليم مواقع فصائل المعارضة المسلحة على طول خط الجبهة مع «داعش» للجيش العربي السوري. ويستطيع جميع الأهالي الذين خرجوا من مدنهم وبلداتهم العودة إليها بضمانات روسية، وتسليم جميع نقاط المراقبة على طول الحدود السورية الأردنية لتكون تحت سيطرة الحكومة السورية، ورفع العلم السوري، وعودة المؤسسات للدولة بعد خروج غير الراغبين في تسوية أوضاعهم. ويقضي الاتفاق بحل مشكلة المنشقين والمتخلفين عن خدمة العلم، وإعطائهم فترة تأجيل لمدة ستة أشهر. ويأتي الاتفاق بين الجانبين بعد أن نفّذ الطيران السوري والروسي مئات الضربات الجوية خلال اليومين الماضيين، حيث تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تسجيل أكثر من 600 غارة منذ الأربعاء الماضي. وتعرضت، أمس، منطقة نصيب على الحدود الأردنية السورية لقصف عنيف من الطائرات الحربية السورية والروسية، كما أن قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً استهدف مدينة درعا ومحيطها منذ ساعات الصباح الباكر، أمس. وتتمركز القوات السورية على بعد كيلومترات قليلة من مركز نصيب الحدودي السوري، والذي يقابله على الجانب الأردني مركز جابر الحدودي. وكانت القوات السورية وبدعم من الطيران الروسي والميليشيات الإيرانية أطلقت في 19 يونيو الماضي هجوماً كبيراً بدرعا ومحيطها. وقال شهود قرب معبر نصيب على حدود الأردن مع سورية، إنهم رأوا مدرعات ودبابة ترفع العلم الروسي متجهة صوب المعبر أمس. وذكروا أنهم رصدوا قافلة على طريق عسكري يؤدي إلى المعبر الذي تسيطر عليه المعارضة. وتقول مفوضية اللاجئين إن القتال في جنوب غرب سورية قد تسبب في فرار أكثر من 320 ألف شخص من منازلهم، بينهم 60 ألفاً في مخيمات عند الحدود مع الأردن. وفي عمان قال مسؤولون، أمس، إن الجيش الأردني أرسل تعزيزات إلى الحدود الشمالية مع سورية، فيما قال الإعلام الحربي لجماعة «حزب الله» اللبنانية، إن الجيش السوري بسط سيطرته على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، بعد أن توصلت روسيا إلى اتفاق مع مقاتلي المعارضة في المنطقة. وقالت مصادر دبلوماسية إن الجيش، الذي نشر مزيداً من الآليات المدرعة في المنطقة، بدأ باتباع خطط لمواجهة كل الاحتمالات. وإعادة فتح المعبر هدف رئيس لحملة الحكومة السورية التي تهدف لاستعادة السيطرة على الركن الجنوبي الغربي من سورية بأكمله من مقاتلي المعارضة. ويعد معبر نصيب ممراً تجارياً حيوياً، وتسيطر عليه المعارضة منذ 2015. لكن مسؤولين في الأردن قالوا إن المملكة ترغب أولاً في التأكد من أن يلعب الحلفاء الروس للرئيس السوري بشار الأسد دوراً رئيساً في إعادة الاستقرار إلى جنوب سورية، خشية أن يؤثر أي اضطراب هناك في أمنها. ولعب الأردن دوراً رائداً في إقناع المعارضة السورية بالموافقة على شروط للاستسلام، تضمنت تمركز الشرطة العسكرية الروسية في الجنوب. وقال مسؤول إن الأردن يؤيد وجود الشرطة العسكرية الروسية على أجزاء من الحدود، للمساعدة على إبعاد مقاتلين مدعومين من إيران وموالين لقوات الأسد، وتعتبرهم عمان مصدر تهديد.

مشاركة :