ابن الديرة منذ أن أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة في فبراير/شباط 2017، استراتيجيتها الفضائية الشاملة بعيدة المدى، الطموحة، من خلال أعمال القمة العالمية الخامسة للحكومات التي استضافتها دبي، وعينها مشخصة على الفضاء، ترمي إلى بناء أول مستوطنة بشرية على كوكب المريخ، عبر قيادة تحالفات علمية دولية. ولم تمر بضعة أشهر إلا وكانت تعلن وبمباركة ودعم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وعلى لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشروع بناء مدينة فضائية تتكلف نصف مليار درهم ومساحتها 1,9 مليون قدم مربعة. الهدف من هذا المشروع الطموح، كان بناء أكبر مدينة فضائية على الأرض، تكون نموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على أرض كوكب المريخ، وتضم متحفاً عالمياً ومكاناً مناسباً لإجراء اختبارات زراعية متنوعة تلبي احتياجات الإمارات المستقبلية في الأمن الغذائي، وتلبي حاجات تدريب وتأهيل كوادر بشرية تعشق الفضاء وتسعد بأبحاثه وسبر أغواره، والوصول إلى حقائق علمية تفيد في تقدم واستقرار البشرية، والعمل على حل الكثير من المشكلات العالمية المستقبلية، وهو دليل ثقة بلا حدود بكوادرنا الوطنية، وقدراتها. وتشمل خطط إنشاء المدينة الأولى والأكبر عالمياً في مجال الفضاء المعلن عنها حينها، إجراء تجربة نوعية لإشراك فريق بشري مختص سيعيش داخلها لمدة عام واحد وسط ظروف بيئية وحياتية تحاكي ظروف المريخ، والدراسات السلوكية المطلوبة لمتابعة النتائج العلمية والاستفادة منها لاحقاً في مجال رحلات استكشاف الفضاء. وفي هذا الإطار بالضبط، جاء إعلان مركز محمد بن راشد للفضاء عن بدء التسجيل في مخيم مستكشف الفضاء، الذي سينظم عدة دورات تدريبية وتأهيلية على مدار عام لجميع المقيمين على أرض الدولة وخارجها ضمن الفئة العمرية (11 و 14 سنة)، وسيتلقى المشاركون في المخيم دروساً علمية نظرية، وينخرطون في ورش عمل يؤديها خبراء ومختصون تحت إشراف الكوادر المواطنة المتخصصة في علوم الفضاء. المخيم فرصة لعشاق استكشاف المجهول، والبحث العلمي، والجديد في هذا الكون المتسع، ومن خلال التجهيزات المتطورة التي يضمها مركز محمد بن راشد للفضاء، يمكن للمشاركين الاطلاع على غرف التحكم بالأقمار الصناعية، ومختلف أنواع مختبرات تقنيات الفضاء. وبصورة أشمل، فإن الطفل واليافع المشارك سيجد نفسه في عالم آخر غير الذي أتى منه خارج أسوار المركز، بما يتيح له فرصة نادرة للاستفادة، وهم بطبيعة الحال سيكونون ذخيرة لبلادهم في معركتها لتحقيق انتصارات علمية مهمة. مخيم مستكشف الفضاء قوة إضافية لرصيد الإمارات الهائل على الصعيد العالمي، وهو فرصة نادرة بالفعل لهواة الفضاء والبحث في مجاهيله واستكشافها، وكل من لديه موهبة عليه المسارعة بتحويلها إلى سلوك وقناعة وإيمان. ebnaldeera@gmail.com
مشاركة :