نانت - (أ ف ب): أحرقت عشرات السيارات والعديد من المباني ليل الخميس الجمعة في اعمال عنف تواصلت لليلة الثالثة على التوالي في نانت بغرب فرنسا بعد مقتل شاب بنيران شرطي في آخر فصول التوتر بين الشرطة والشبان في الاحياء الفقيرة التي يسكنها عدد كبير من المهاجرين. وتم توقيف شرطي للاستجواب على خلفية مقتل الشاب (22 عاما) الذي أشارت وسائل الاعلام اليه باسم ابو بكر ف.، والذي ادى مقتله الى تصاعد التوتر في الاحياء الفقيرة حيث كثيرا ما يشكو الاهالي من وحشية الشرطة. وأحرقت 52 سيارة ليلا في نانت، بينها السيارة الشخصية لرئيس البلدية، وتعرضت ثمانية مبان لأضرار ناجمة عن الحرائق او النهب، منها حانة في مركز تسوق أضرمت فيها النيران عمدا، بحسب مسؤولين. وجرت ايضا محاولات لإحراق ثانوية ومحطة وقود بدون ورود تقارير عن اصابات، وهدأت اعمال العنف قرابة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت جرينتش). واعادت اعمال العنف الى الواجهة التوتر في احياء محرومة في مدن فرنسية، حيث كثيرا ما يشكو الشبان من وحشية الشرطة لكن قوات الامن كثيرا ما تعتبر هدفا. وفي حادثة منفصلة، تعرض زوجان شرطيان خارج الدوام، ليل الاربعاء لهجوم على مرأى من طفلتهما البالغة من العمر ثلاث سنوات في أحد الاحياء بشمال شرق باريس، بعد وقت قصير على مغادرتهم حفل عشاء. وقال مصدر في الشرطة ان المهاجمين تعرفا على الشرطية لانها استوقفتهما مؤخرا لطلب بطاقة الهوية، في منطقة اولني - سو-بوا، التي تسجل نسبة عالية من الجرائم. واستنكر الرئيس ايمانويل ماكرون الهجوم بوصفه «عملا مروعا وجبانا»، وتعهد «العثور على المشتبه بهما ومعاقبتهما». وتم اعتقال أحدهما فيما الثاني لا يزال فارّا. وفي مسعى لنزع فتيل التوتر، توجه رئيس الوزراء إدوار فيليب الى نانت الخميس وأدان اعمال العنف ووعد بـ«شفافية كاملة» في حادثة مقتل الشاب. لكن هناك مخاوف من انتشار أعمال العنف. في 2005 اندلعت اعمال عنف في انحاء البلاد في اعقاب وفاة شابين من اصول إفريقية صعقا بالكهرباء أثناء اختبائهما من الشرطة في حي كليشي - سو - بواه الباريسي. كما تصاعد الغضب ازاء العنف الذي مارسته الشرطة العام الماضي، بعد تعرض شاب أسود في حي باريسي آخر لجروح بالغة في مؤخرته، نجمت عن استخدام هراوة اثناء اعتقاله. واعتقلت الشرطة اربعة اشخاص بينهم فتى عمره 14 عاما كان بحوزته عبوة بنزين وعلبة كبريت، وكما حصل في ليال سابقة استُهدفت عربة للشرطة بعبوة حارقة. واعتقلت الشرطة أكثر من 12 شخصا في اماكن اخرى بينها في حي غارج-لي-غونيس، حيث كان أبو بكر يقيم. ومساء الخميس سار نحو ألف شخص في نانت يطالبون «بالعدالة لأبو» والكشف عن ظروف مقتله. وقالت الشرطة ان القتيل كان يخضع للمراقبة في إطار تحقيق حول تهريب مخدرات، كما صدرت بحقه مذكرة توقيف بتهمة السرقة وجنح اخرى. وقالت الشرطة إنه لم يكن يحمل بطاقة هوية وحاول الرجوع بسيارته لصدم شرطي. لكن شاهد عيان قال ان السيارة كانت متوقفة عندما أطلق شرطي النار فقتل السائق برصاصة واحدة أصابت عنقه.
مشاركة :