البصرة (العراق) - أوقعت إيران الحكومة العراقية في حرج شديد وجعلتها عرضة لغضب الشارع، وذلك بقطعها الكهرباء المصدّرة للعراق، ما اضطرّ السلطات العراقية إلى تقليص الحصة اليومية من الطاقة لعدد من المحافظات، في أوج موجة الحرارة التي تزيد من حاجةَ السكان إلى الطاقة الكهربائية. وشمل إجراء خفض ساعات الإمداد بالكهرباء محافظات البصرة وذي قار وميسان ما دفع السلطات إلى دعوة المواطنين إلى الاقتصاد في استهلاك الطاقة. وأوضح المتحدث باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس لوكالة الأناضول، أنّ إيران قطعت الكهرباء عن العراق، ما تسبب في زيادة ساعات قطع التيار الكهربائي في المحافظات الثلاث. والمحافظات المذكورة موطن رئيسي لشيعة العراق الذين كثيرا ما تدّعي طهران التعاطف معهم، وحتى الوصاية عليهم. وأضاف المدرّس أن “سبب القطع يرجع إلى تراكم الديون المترتبة على العراق من استيراد الكهرباء الإيرانية”، مشيرا إلى أنّ “الوزارة تعمل مع الجانب الإيراني لإعادة خط التوريد إلى الخدمة مجددا”. وموضوع الكهرباء حسّاس في العراق، بشكل استثنائي، وكثيرا ما كان في مثل هذه الفترات من العام، سببا في تفجير الغضب بالشارع العراقي الذي لا يستطيع تفهّم مواجهة أزمة طاقة في ظل ثراء العراق بالنفط. وحذّر المرجع الديني الشيعي محمد مهدي الخالصي، الجمعة، مما وصفه بـ”انفجار كبير للشعب العراقي” نتيجة تدني خدمة تزويد الكهرباء في عموم البلاد. وقال الخالصي في خطبة صلاة الجمعة بمدينة الكاظمية ببغداد إن “تدني تزويد الكهرباء في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، يزيد المعاناة والمأساة على المواطن العراقي المسكين”، محذرا من “الانفجار الكبير للشعب العراقي الذي إن حصل، فإنه لن يكون في مصلحة أحد، بل سيكون نقمة ووبالا على الجميع، ولا سيما الطبقة السياسية التي زيفت إرادة الشعب العراقي وتلاعبت بمقدراته”.
مشاركة :