سول – كشفت مصادر مطلعة أن شركات الطاقة في كوريا الجنوبية أوقفت بالفعل شراء النفط الإيراني قبل 4 أشهر من انتهاء المهلة التي حددتها الولايات المتحدة لدخول عقوباتها حيز التنفيذ. وأكدت ثلاثة مصادر أن بيانات الشحن البحري تظهر أن الشركات الكورية الجنوبية لن تحصل على أي نفط أو مكثفات إيرانية في شهر يوليو الجاري، لتكون بذلك قد علقت جميع الشحنات لأول مرة منذ 6 سنوات وسط ضغط أميركي لوقف جميع صادرات النفط لإيراني اعتبارا من 4 نوفمبر المقبل. ويأتي تحرك كوريا الجنوبية، وهي من أكبر زبائن إيران في آسيا إلى جانب الصين واليابان، في وقت تخوض فيه سول محادثات للحصول على استثناء من القيود الأميركية على شراء النفط الإيراني على نحو مماثل للإعفاء الذي حصلت عليه خلال جولة العقوبات السابقة. لكن العديد من المحللين يستبعدون حصولها على إعفاء، بعد أن أكدت الولايات المتحدة أنها لن تمنح أي استثناءات وأنها تسعى لإيصال صادرات النفط الإيراني إلى الصفر من أجل إجبارها على تغيير سلوكها في المنطقة. وقال مصدر مطلع على ترتيبات الشحن الإيرانية إن “الحكومة الكورية الجنوبية مارست ضغوطا كبيرة على الشركات لوقف المشتريات” وأن كوريا الجنوبية لن تحصل على أي نفط من إيران اعتبارا من تحميل شهر يوليو الجاري. المهلة التي حددها ترامب لإيقاف شراء النفط الإيراني بالكامل ستنتهي في 4 نوفمبر المقبلالمهلة التي حددها ترامب لإيقاف شراء النفط الإيراني بالكامل ستنتهي في 4 نوفمبر المقبل وأكد مصدران آخران أن كوريا الجنوبية ألغت تحميلات يوليو لشحنات النفط الخام والمكثفات من إيران. واستبعدت أن تعود لشرائه خلال ما تبقى من مهلة واشنطن لوقف شراء النفط الإيراني. ويعني إلغاء عقود التحميل أن كوريا الجنوبية لن تستورد نفطا إيرانيا في أغسطس، بما يمثل أول شهر تنخفض فيه الواردات إلى الصفر منذ أغسطس 2012 حين علق مشترون من كوريا الجنوبية مشتريات نفط إيرانية قبل الحصول على استثناء لاستيراد كميات محدودة من الخام الإيراني. وذكر مصدر تجاري على دراية بترتيبات شحن النفط الإيراني إلى شمال شرق آسيا أن زبائن يابانيين مستمرون في الاستيراد حاليـا، وأنهـم يـدرسون شراء النفـط الإيـراني حتى تحميـل سبتمبـر وقـد يتـوقفون بعـد ذلك. كانت الولايات المتحدة قالت في مايو إنها منسحبة من اتفاق دولي بشأن برنامج إيران النووي. وفي أواخر يونيو طالبت حلفاءها بوقف جميع واردات النفط الإيراني اعتبارا من نوفمبر وقالت إن من المستبعد منح استثناءات. وخفضت شركات التكرير الكورية الجنوبية منذ ذلك الحين مشترياتها من النفط الإيراني وتحولت إلى مصادر بديلة مثل الخام الأميركي والأفريقي بسبب ارتفاع أسعار خامات الشرق الأوسط وعدم اليقين بشأن التجارة مع إيران. ومشترو النفط والمكثفات الإيرانية من كوريا الجنوبية هم أس.كيه إنرجي وأس.كيه إنتشون بتروكيميكال المملوكة لأس.كيه انوفيشن وهيونداي أويل بنك وهانوا توتال بتروكيميكال. وقال المصدر المطلع على ترتيبات الشحن “مشترون يابانيون أيضا يختارون شحنات لأغسطس، على الرغم من عدم السماح لهم بشراء خام إضافي بخلاف الكميات المتفق عليها بعقود محددة الأجل”. وكان رئيس جمعية البترول اليابانية قال الشهر الماضي إن شركات التكرير اليابانية قد تضطر إلى التوقف عن تحميل النفط الخام الإيراني اعتبارا من الأول من أكتوبر إذا لم تحصل الحكومة على إعفاء آخر من العقوبات الأميركية على إيران.
مشاركة :