لماذا يلزم مدرب السويد لاعبيه بتنظيف غرف خلع الملابس؟

  • 7/7/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طالب يان أندرسون مدرب السويد الذي يلعب فريقه ضد إنجلترا في دور الثمانية لاعبيه بإظهار الاحترام للجميع وتنظيف غرفة تبديل الملابس.يتذكر أندرسون معسكرا تدريبيا مع نادي هالمستاد في مطلع القرن الحالي وخاصة الليلة التي قضى فيها الجهاز التدريبي واللاعبون الوقت سويا.وقرر اللاعبون ممارسة لعبة التمثيل بدون كلام وكان أندرسون مساعد المدرب وجاء دوره "صعدت على مسرح وقرأت ورقتي التي كتب عليها "قرد راقص". اخترت فكرة مباشرة وحيوية. رقصت وقمت بحك الإبطين ثم أكلت موز".وأضاف "في هذه اللحظة نظرت إلى اللاعبين الذين كانوا يجلسون مرتبكين ويحدقون في. واصلت التمثيل قليلا ثم بدأت أغضب وأصرخ فيهم أن ما أقوم به كان واضحا تماما. ثم أبلغوني أنني اخطأت بالحديث. كنت غاضبا تماما لكني واصلت التمثيل لمدة 30 ثانية أخرى قبل أن يرفع المهاجم هنريك بيرتلسون يده قائلا ‘هل أنت حمار؟’".وتابع "عندها شعرت بانهيار وصرخت فيه وفي اللاعبين الآخرين وأخبرتهم أنهم أغبياء قبل نزولي من على المسرح. جلست بجانب أحد أعضاء الجهاز التدريبي الذي نظر إلي وقال ‘ألم تفهم بعد؟ لقد نصبوا لك الفخ’" وكان يقصد إنهم دفعوه للتعبير عن نفسه بحركات ساخرة باختيارهم القرد الراقص من البداية.وحكى أندرسون مدرب السويد الحالي الذي يستعد لمواجهة إنجلترا في دور الثمانية في كأس العالم يوم السبت القصة في برنامج "سومار" الإذاعي السويدي الذي يتحدث خلاله الأشخاص الملهمين عن تجاربهم ومعتقداتهم.وتكشف القصة الطريفة عن حب أندرسون للمنافسة لكنه قادر على السخرية من نفسه وفوق كل ذلك فهناك أمر واحد مهم للغاية بالنسبة له ويأتي في المقام الأول له وهو الاحترام.وكشف أندرسون عن واقعة القرد/الحمار لأنه كما قال لا يهم كيف جعلته أحمقا أمام الفريق بأكمله لأنها في النهاية تمت بالحب والتأثير والاحترام الكبير بينه وبين اللاعبين.ويعد "الاحترام" أساس كل ما يفعله أندرسون ويلعب دورا مهما في فلسفته التدريبية التي لم تكن لتنجح لو لم تكن علاقته باللاعبين بهذا الشكل.وتولى أندرسون تدريب السويد بعد يورو 2016 عندما ودع المنتخب البطولة من دور المجموعات بقيادة زلاتان ابراهيموفيتش ومنذ ذلك الحين قاد الثورة الصغيرة التي جعلت السويد أحد أصعب الفرق التي يمكن الفوز عليها في أوروبا.وفي طريقها إلى روسيا فازت على أرضها على فرنسا وأنهت المجموعة متقدمة على هولندا وفي ملحق التصفيات تفوقت على ايطاليا وفي البطولة ذاتها تصدرت المجموعة السادسة أمام المانيا والمكسيك قبل الفوز على سويسرا المصنفة السادسة عالميا في دور الستة عشر.حسنا كيف فعلها؟ويقول القائد أندرياس غرانكفيست "منذ اللحظة الأولى التي جاء فيها يان كان واضحا تماما. اتفقنا على المبادئ الأساسية وكيف نتصرف داخل وخارج الملعب وأن الفريق يأتي في المقام الأول. يمكنكم رؤية ذلك على أرض الملعب وفي كل لحظة نجتهد فيها في الهجوم والدفاع. هذا العمل الجاد أصبح رمزا لهذا المنتخب الوطني".كما أن غرانكفيست ليس رمزا سيئا للفريق أيضا فمسيرته على مستوى الأندية كانت متواضعة ولعب في ويجان وجرونيجين وجنوة وكراسنودار لكنه يقدم أداء على مستوى المدافعين الكبار عندما يلعب مع المنتخب كما أن هناك أمثلة أخرى مثل سيباستيان لارسون الذي هبط مع سندرلاند في 2017 وقضى الموسم الماضي مع هال سيتي لكنه قدم أداء مذهلا كلاعب وسط مدافع في مباراتي ملحق التصفيات ضد ايطاليا.وبالتأكيد أندرسون هو السبب في كل ذلك ويتفاعل مع الفريق من خارج الملعب واعترف في وقت سابق في البطولة الحالية أنه يبدو مثل "الوحش" في بعض الأحيان ونقل طاقته وما يؤمن به إلى الفريق وهو يطالبهم بالكثير ويضع المعايير عالية لكنه أيضا يحصل على الكثير في المقابل.وهو يبلغ من العمر الآن 55 عاما ولديه مسيرة تدريبية بارزة في السويد إذ بدأ كمدرب ولاعب مع فريق اليتس إي.كيه قبل أن ينضم إلى هالمستاد كمدرب مساعد للمرة الأولى في تسعينيات القرن الماضي ثم تولى المسؤولة في لاهولم وهالمستاد وأورجريتي وأخيرا إي.إف.كيه نوركوبينج الذي قاده للقب الدوري في 2015 بعد غياب دام 26 عاما.وبعد ذلك بعام وافق على تدريب السويد والجميع يتذكر كيف كان قلقا من رد فعل فريقه عندما يبلغه بالرحيل وهل سيتم اتهامه بأنه يقفز من القارب؟ هل سيكون اللاعبون غاضبين؟وفي النهاية وجه الفريق له تحية كبيرة وكانوا سعداء لأجله وبعد عامين أصبح بطلا.وبعد تأهل السويد على حساب ايطاليا في ملحق التصفيات انتشرت صورة لأندرسون هو ينظف غرفة تبديل الملابس (تتشابه مع مقاطع الفيديو للجماهير اليابانية في روسيا).وتأتي رغبته في حسن التصرف في كل الأوقات بجانب أسباب أخرى من مسؤول الملابس في فريقه الأول اليتس اي.كيه.وكان شعار كارل-أكسيل ياكوبسون "أفعل الأمر الصحيح".واعتاد ياكوبسون أن يقول "في هذا النادي اعتدنا على فعل الأمر الصحيح عندما نفوز وعندما نخسر. ولن يستطيع أي شخص الحديث عن أننا تصرفاتنا لم تكن صحيحة".وفي برنامج سومار تحدث أندرسون عن وفاة ياكوبسون المفاجئة بعمر 59 عاما وعن شعوره بالندم من عدم حضور جنازته لكن روح ياكوبسون تعيش بين فريق أندرسون.وقال أندرسون "لا أحب التراخي. لا أعلم كم مرة طالبت اللاعبين بعدم إلقاء الشريط اللاصق الذي يستخدمونه من أجل واقي الساق على الأرض. يلتقطون واقي الساق والشريط اللاصق ثم يلقون بهما على الأرض. ما هذا بحق الحجيم. التقط الشريط اللاصق وضعه في سلة المهملات".وأضاف "كل الناس تستفيد من النظام ولهذا من المهم لنا أن يكون لدينا مفهوم حسن التصرف تجاه بعضنا البعض وأيضا تجاه الأشخاص بعيدا عن أرض الملعب".وتابع "نمثل شيئا أكبر من أي شخص. لماذا يجب على عمال النظافة تنظيف الغرف لأننا لا نعرف كيف ننظم أنفسنا؟ ما هو الأمر الصحيح في البصق ثم يقوم شخص اخر بالتنظيف؟ ربما يعتقد البعض أنني مهووس عندما أقوم بالتنظيف لكن الاحترام والطيبة أكبر من أي شخص؟".وربما ينظر إلى قيم أندرسون على أنه من قديمة لكنها منعشة وبعدما طالب لاعبيه بالالتزام ببعض المبادئ العامة نجح في قيادة السويد إلى دور الثمانية في كأس العالم والسؤال الآن هل هي كافية للتقدم أكثر في البطولة.

مشاركة :