بعد غياب استمر أربع سنوات عن الدراما التلفزيونية، منذ تقديمه مسلسل «مزاج الخير» بطولة مصطفى شعبان، عاد المخرج مجدي الهواري بمسلسل «الشارع اللي ورانا»، بطولة درة وفاروق الفيشاوي ولبلبة وأحمد حاتم وهند عبدالحليم ونسرين أمين ونهى عابدين، ومن تأليف حاتم حافظ، في شكل دراما عربية «مختلفة عما تعودنا عليه»، ما أثار عدداً من ردود الفعل والتعليقات سواء الإيجابية أو السلبية. تحدث الهواري الى «الحياة» قائلاً: «لا أنكر أنني ابتعدت فترة طويلة عن تقديم أي أعمال فنية جديدة سواء سينمائياً أم تلفزيونياً، لكنني لم أتعمد الغياب بقدر ما كنت أبحث عن تقديم عمل فني جديد ومختلف في الشكل والمضمون، وعندما شاركت في الدراما شعرت أننا نحتاج إلى عمل يصنع ثورة في عالم الدراما المصرية، وتغيير طريقة السرد التقليدية للقصة لتقترب إلى حد كبير من الطريقة السينمائية التي تعتمد على التشويق والإثارة وعرض تفاصيل القصة في شكل غير مباشر، وهذا ما فعلته في مسلسل «الشارع اللي ورانا»، وتغيير طريقة السرد والطرح فاجأ الجمهور وكان في مثابة صدمة للمشاهدين، وهذا كان حدوثه متوقعاً حتى من قبل عرض العمل»، وأضاف: «كان لا بد من أن تكون طريقة الإخراج متماشية مع فكرة العمل، لتخرج كل حلقة وكأنها فيلم سينمائي قصير، من حيث الغرافيك والمؤثرات البصرية والديكورات والإضاءة، وعلى رغم تباين آراء الجمهور، فإن الجميع يشهد على نجاح العمل وتحقيقه نسب مشاهدة كبيرة، واستطعت من خلاله تحقيق الأهداف التي أسعى إليها من تغيير شكل الدراما، الذي تعودنا عليها سنوات طويلة، ولدي ثقة بأن هذا العمل سيفتح الباب لتقديم مسلسلات أخرى من النوعية نفسها في الأعوام المقبلة». وأوضح أن الإقدام على تلك الخطوة تطلب شيئاً من المغامرة، خصوصاً كونه مخرج العمل ومنتجه، لكنه لم يقلق للحظة من تنفيذه لأنه كان يراهن على انجذاب الجمهور إلى كل ما هو مميز، وأكد أن كل من تابع المسلسل تعامل معه بإحساسه أكثر من تركيزه على الأحداث، نظراً إلى أن قصة العمل يشوبها الغموض في الكثير من التفاصيل حتى الوصول إلى الحلقات الأخيرة، ما يجعل المشاهد يصاب بحال من عدم الفهم للكثير من المواقف والأحداث. وأشار إلى أن العمل تطلب موازنة كبيرة لأنه يقدم ست حقب زمنية، إلى جانب أنه تطلب فترة طويلة من التجهيزات كأنه يقدم ستة مسلسلات في عمل واحد، معرباً عن سعادته بإشادة الجمهور بديكورات «المنزل القديم» الذي اعتبره نقلة في عالم الديكور في الأعمال الفنية، وألمح إلى أنه أصر على أن يكون فريق العمل بالكامل من داخل مصر، وعدم الاستعانة بأي خبرات عالمية في الغرافيك أو الديكورات، لثقته الكبيرة في جودة ما يقدم من المتخصصين المصريين. وعلق الهواري على الانتقادات التي طاولت العمل من سقوطه في فخ المط والتطويل بأحداثه قائلاً: «تعمدت بطء الأحداث في الكثير من المشاهد، وهذا مقصود لأن قصة المسلسل تتطلب ذلك، خصوصاً أننا نتحدث عن العالم الآخر الذي يختلف إيقاعه عن العالم الذي نعيش فيه، لذا كانت رؤيتي لهذا العالم تسير بنمط أبطأ مما نحن نعتاد عليه في حياتنا، ولدينا فكر خاطئ، وهو اعتبار المط والتطويل أحد عيوب العمل الدرامي، لكنه في الواقع أمر مطلوب في بعض الحالات، كما أنني حاولت توصيل القصة في الشكل الذي يليق بها، ولا أغضب ممن يعارضونني في هذه الرؤية، لأن الفن والإبداع لا يرتكزان على وجهة نظر واحدة، ويجب الوضع في الاعتبار أنني لم أقدم عملاً بغرض التسلية، بل إنه يحمل فكرة ورسالة مهمتين: الإحساس بقيمة الحياة واستغلالها في العمل الصالح الذي ينفع للحياة الأخرى». وعن الأعمال الفنية الجديدة التي يحضر لها، أوضح أنه يجهز للجزء الثاني من مسلسل «الشارع اللي ورانا»، وسيأتي بقصة وأبطال مختلفين عن الجزء الأول، وأحداثه ستدور حول عالمين مختلفين تماماً، كما أنه يحضر لفيلم سينمائي بعنوان «القاهرة وناسها»، تدور أحداثه حول عدد من الحقب الزمنية التي مرت بها محافظة القاهرة، مروراً بأهم الأحداث خلال هذه الفترات الزمنية وتأثيرها في الشعب المصري، ويعتمد على البطولة الجماعية، إذ يضم أكثر من 25 نجماً ونجمة، لم يتم اختيارهم بعد.
مشاركة :