إماما الحرمين: مواقع التواصل فضحت أدق التفاصيل في حياة الأفراد والأسر

  • 7/7/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واس - مكة المكرمة -المدينة المنورة A A أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد أن مواقع التواصل الاجتماعي كشفت وفضحت أدق التفاصيل في حياة الأفراد والأسر في أفراحهم وأتراحهم وأسفارهم وتأملاتهم ومأكلهم ومشاربهم، وكل تصرفاتهم ومتغيرات حياتهم، وقال: إن التعلق الدائم فيها أثر تأثيرًا كبيرًا على العلاقات الاجتماعية، والتواصل المثمر مع الأهل والأقارب وكل من له صلة بالفرد حتى انقلبت في كثير منّا إلى تقاطع بسبب وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار خلال خطبة الجمعة أمس، إلى المسؤولية الواقعة على عاتق المسلم؛ لأنه محاسب على أوقاته ووسائله ومشاركاته وما رأته عيناه وما سمعت أذناه وما عملته يداه، داعيًا المسلمين إلى محاسبة أنفسهم، وتجنب الإكثار في التنقل من حساب فلان إلى حساب فلان، ومن موقع فلان إلى موقع فلان، والحرص على أوقاتهم وعلى ما ينفع وحفظ النفس من الضياع. وأكد أن حسابات التواصل الاجتماعي نعم عظيمة، ومن أعظم الشكر استعمالها والاستعانة بها على طاعة الله وابتغاء مرضاته ونفع النفس والناس وحسن توظيف الوقت وتنظيمه من خلالها، غير أن هذه الوسائل والأدوات والمواقع، من زاوية ووجهة نظر أخرى، من أعظم ابتلاءات العصر على العامة والخاصة، لافتًا الانتباه إلى أن أصحاب تلك الحسابات والمواقع على الشبكة العنكبوتية قد فتحوا على أنفسهم باب المحاسبة. وبين أن إهدار الأوقات، باتت سمة التعلق بهذه الوسائل التقنية، حيث أضاعت كثيرًا من الأوليات والمهمات، مبينًا أن التعامل مع وسائل الاتصال ورسائله ينبغي أن يكون أكثر وعيًا وحكمة، مشيرًا إلى أن التعلق الدائم بهذه الأجهزة أدى إلى إهمال ما لا يجب إهماله والإساءة إلى مشاعر من يجب احترام مشاعره. وفي المدينة المنورة دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير المسلمين النأي عن مجالسة العصاة ومخالطتهم واعتزال أماكنهم والبعد عن السفر معهم، دليل على بعد النظر ونور البصيرة، لافتًا الانتباه إلى لزوم الابتعاد عن مجالسة من يمرضون القلوب ويفسدون الإيمان، محذرًا من مصاحبة المفتونين، لاسيما الذين لا يملكون مخزونًا علميًّا ومعرفيًّا جيدًا، خصوصًا في أمور الدين، لأن ذلك يجعلهم صيدًا سهلا وعرضة للتغرير بهم وإفساد قلوبهم. وشدّد على ضرورة التنبه لخطورة التساهل بالبقاء في مجالس بها منكر؛ لأن الواجب إنكار ذلك المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة، وقال الشيخ البدير: إن حضور مسلمٍ لمجالس المنكر استئناسًا بأهلها وفرحًا بأفعالهم، أو رضيها أو دعا إليها أو أيدها، ومثلها المواقع العنكبوتية المشبوهة، والصفحات الخبيثة، والمواقع الإباحية، والمواقع المعادية لديننا وأخلاقنا وأظهر لها علامة الرضا والتأييد، فقد صار من عدادهم وحذر من قبول فتاوى المتساهلين وأنصاف المتفقهين الذين يفتون بلا إيقان ولا إتقان ويميلون إلى طرف الانحلال بدعوى التيسير والوسطية والاعتدال.

مشاركة :