يحتضن إستاد الجوهرة في مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة مساء اليوم واحدة من أهم وأبرز المواجهات السعودية، وأحد الكلاسيكيات المرتقبة، حينما يتقابل الاتحاد والشباب ضمن منافسات الجولة الـ12 لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين، في مباراة لا تخلو من القوة والإثارة كعادتها مباريات العملاقين. الفريقان قدما مستويات متفاوتة خلال الجولات الماضية، وكانت بداياتهما قوية للغاية حتى إنهما تبادلا الأدوار واعتليا قمة الترتيب بنهاية بعض الجولات، إلا أن أداءهما تراجع نسبيا خلال الفترة الأخيرة، وغابا عن الصدارة، وإن كانا ما زالا قريبين منها، ولم يفقد أي منهما أمل المنافسة على اللقب. الاتحاد بدأ قويا وواصل جموحه حتى نهاية الجولة السابعة التي حقق خلالها العلامة الكاملة وتصدر الفرق بنهايتها، إلا أنه سرعان ما تخلى عن صدارته، وخلال الجولات الأربع الأخيرة لم يستطع جمع سوى نقطة وحيدة، وتعرض لثلاث خسائر مقابل تعادل وحيد، وكانت آخر خسائره أمام التعاون في الجولة الماضية ليتراجع للمركز الخامس برصيد 22 نقطة، ويطمح إلى استعادة توازنه والإبقاء على آماله التي ربما يفقدها في حال تعثره. في المقابل، ظهر الشباب قويا ومرعبا خلال الجولات الثمان الأولى، وتصدر الفرق بنهاية أكثر من جولة، ولم يبتعد عن الوصافة على أقل تقدير إلا أنه غاب عن الانتصارات في آخر ثلاث جولات، وكان تعادل أمام العروبة في الجولة الماضية مما جعله يتراجع للمركز الثالث برصيد 24 نقطة، ويتطلع إلى إيقاف نزفه والعودة مجددا إلى الانتصارات واستعادة الوصافة في حال تعثر الأهلي، وأن لا يتراجع أكثر ليبقى ضمن دائرة المنافسة. وبالنظر إلى خطوط العملاقين نجد أن الاتحاد سيفتقد إلى حارس مرماه الأساس فواز القرني الموقوف بقرار من لجنة الانضباط، مما سيجعل مدربه في موقف محرج لاختيار البديل، فيما يقف الدولي المتمكن وليد عبدالله بين الخشبات الثلاث في الشباب وهو الذي يمنح زملاءه اللاعبين الثقة. دفاعيا، يعد دفاع الليث الأقوى على صعيد الدوري حتى الآن فشباكه لم تستقبل سوى خمسة أهداف، فيما تلقى مرمى العميد 12 هدفا. ويعد خط الوسط في الفريقين متقارب الأداء مع تفوق نسبي يصب في مصلحة الشباب نظرا لسرعة لاعبيه، وكلا الفريقين يعتمد على الكثافة العددية في منتصف الميدان للسيطرة على منطقة المناورة التي ستكون مفتاح اللعب وحسم النتيجة. أما هجوميا فإن التفوق يميل لصالح العميد الذي سجل لاعبوه 17 هدفا، مقابل 15 هدفا سجلها مهاجمو الليث، الذي سيفقد مهاجمه الأبرز نايف هزازي الغائب بقرار انضباطي، كما أن أنباء تواترت خلال الأيام الماضية عن عدم جاهزية مهاجم الاتحاد مختار فلاتة لخوض اللقاء بسبب الإصابة، وإن تأكد ذلك فإن غيابه إلى جوار هزازي سيفقد اللقاء شيئا من رونقه الهجومي. يركز مدرب الاتحاد الروماني بيتوركا على الكثافة العددية في منطقة المناورة، وتنويع اللعب ما بين الأطراف والعمق. بدوره، يعتمد مدرب الشباب الألماني ستامب على إغلاق مناطقه الخلفية، والاستفادة من الأطراف وسرعة لاعبيه، وإجادتهم استغلال المساحات مع التنويع في الغزو الهجومي.
مشاركة :