بعد خروج منتخبات مصر تونس والمغرب والسنغال ونيجيريا يتداول عشاق كرة القدم العرب والأفارقة على نطاق واسع الطرفة التي تقول أنه تبقى فقط للقارة الافريقية منتخب واحد في سباق روسيا وهو المنتخب الفرنسي. لكن الأمر يتجاوز حدود الفكاهة التي يذخر بها عالم المستديرة فبعد اكثر من 12 عاما من اعتزاله كرة القدم مازال زين الدين زيدان رمزا عاطفيا للمنتخب الفرنسي يجذب الالاف من الشباب في العالم العربي والافريقي. فكيف تؤثر قضايا الهجرة والإندماج التي تشغل العالم منذ عقد كامل على مشاعر المشجعين واتجهاتهم العاطفية في مونديال روسيا؟ يحفظ صالح رفاي الذي يعمل سائق في شركة اوبر في نسختها السودانية المسماه بـ"ترحال" على ظهر قلب تاريخ المنتخب الفرنسي منذ منتصف الثمانينيات وعلى الرغم من انسحاب ايقونة المنتخب الفرنسي "زين الدين زيدان" من الملاعب الرياضية لأكثر من 13 عاما لكن بالنسبة له مازال "زيزو" المنحدر من اصول جزائرية رمزا للمنتخب الفرنسي ودافعا كبير لدعم الديوك الفرنسية. يقول رفاي للعربية نت" أن المنتخب الفرنسي من اوائل المنتخبات الأوربية التي ضمت في صفوفها لاعبين من اصول أفريقية وعربية للمنتخب القومي وهذا دليل جيد على الاندماج والإعتراف بالمهاجرين. لكن "زيزو "ليس وحده الذي جذب الالاف من المشجعين السودانيين فما زال رفاي يتذكر لاعب الوسط"جون اماد تيغانا" الذي ولد في باماكو بمالي وكان ضمن منتخب فرنسا الذي حقق بطولة الامم الاوربية في عام .1984 ورغم الإنتقادات المتواصلة لسياسة الإندماج الفرنسية لكن رفاي يرى ان فرنسا مثلت نموذجا يحتذى في ضمم عدد كبير من المهاجرين لتمثيل المنتخب الوطني في كرة القدم ومن بعدهم ظهرت بصمة المهاجرين في المنتخب الهولندي والألماني. "تيري هنري "و"لوليال ترام "و"ابيدال "و"امبابي " و"زين الدين زيدان "ولدوا في فرنسا لكن وجودهم في المنتخب الفرنسي خلق روابط لن تنسى مع القارة الأفريقية والعالم العربي وفي هذا السياق فان رفاي يعتقد ان فرنسا ,"لن تنسى ابدا الفرحة التي غرسها في نفوسهم زين الدين ولوليال #ترمب في مونديال في مونديال1998 لكن ضم فرنسا للاعبين من اصول افريقية او من دول شمال افريقيا ليس هو السبب الوحيد الذي يحفز عدد من الشباب السودانيين لتشجيع الديوك الفرنسية فمنذ بداية موجة #الهجرة الاخيرة انتهي المطاف بعدد كبير من السودانين كلاجئين في عدد من المدن الفرنسية يقول طارق الذي زار فرنسا في عام 2010 انه يشجع فرنسا لسبب بسيط فهي الدولة الاوربية الوحيدة التي منحته تأشيرة "الشيغن" وطاف أوروبا محققا حلما طالما راوده منذ طفولته". مثل طارق زار عدد كبير من الشباب السودانيين فرنسا في إطار التبادل الثقافي كما يحظى المركز الثقافي الفرنسي بأكبر عدد من الزوار ودارسي اللغة الفرنسية ورغم ان السودان لا ينتمي للرابطة #الفرانكفونية لكن السياسة المنفتحة لفرنسا تجاهه الشباب في العقدين الماضيين خلقت نوعا من الروابط الثقافية. ومثل فرنسا تحولت مشاعر عدد من الشباب تجاة المانشافت الالماني بعد السياسة المرنة للمستشارة الألمانية تجاه قضايا الهجرة. يقول أنس الأمين وهو من الشباب الذي يدعم الفرق اللاتينية انه ومنذ ان بدأت المانيا في فتح مراكز لتعليم اللغة الالمانية من خلال مركز جوته الذي تدعمه وزارة الخارجية الالمانية وفتحت انجيلا ميركل الباب امام المهاجرين بداء تشجيع المنتخب الألماني يأخذ زخما مختلفا ولم تعد المشاعر محايدة تجاه الماكينات المانية. مصطفى بانياب الذي يشجع بلجيكا وفرنسا والمانيا يقول إن كثير من أصدقائه حزنوا للخروج المبكر لألمانيا من المونديال ,ليس حبا في المنتخب الألماني رغم عظمة إنجازاته الكروية ولكن لان المانيا فتحت الباب لاكثر من مليون مهاجر. بلجيكا التي تضم المغربيان مروان فلليني وناصر الشاذلي والكنغولي "لوكاكو "والذين انقذوا المنتخب البلجيكي امام اليابان حولا مشاعر العرب والافارقة تجاه ذلك البلد الصغير رغم تشدده في قيود الهجرة بعد العمليات الارهابية التي ضربت بروكسل قبل 3 اعوام. على مواقع التواصل الاجتماعي طلب الموسيقار السوداني الصادق شيخ الدين الذي يحمل الجنسية البلجيكية من أصدقائه ان يصلوا من اجل بلجيكا وجاء الرد من أحد اصدقائه أنه فرح لفوز بلجيكا من اجله فقط. لكن الملايين من المغرب العربي والكنغو قطعا سوف تتحرك مشاعرهم تجاه الفريق الفريق البلجيكي امتثالا للمثل الشعبي الدارجي "عشان عين تكرم مية عين". لكن الأمر يختلف مع بريطانيا التي تنتهج قوانين صارمة في منح التأشيرات واستقبال المهاجرين بعد تشديد الرقابة مع الحدود الفرنسية في وجه الالاف من الشباب المحتشدين في مدينة #كالية الفرنسية ومن بينهم عدد كبير من السودانيين. تتحرك مشاعر المشجعين من الشباب السوداني تجاه المنتخب الانجليزي فقط بسبب التقدير الكبير للدوري الانجليزي لكن في مبارة كولمبيا الاخيرة هتف كثير من المشاهدين بفرح غامر عندما خطف "ياري مينا" هدف التعادل لكولمبيا في الدقيقة الاخيرة المباراة. يقول ادم سعيد وهو مشجع محايد ويشجع "اللعبة الحلوة" إن انجلترا تبنت سياسات متشددة بعد الحادي عشر من سبتمبر وحتى دخول المركز الثقافي البريطاني بالخرطوم يتم بعد تفتيش دقيق لذلك تحول الشباب الى ارتياد المركز الثقافي الفرنسي والأماني وبالتالي -وبحسب رأي سعيد "كسبت السياسة المرنة للهجرة والتواصل الثقافي والإنساني مزيد من المشجعين في المونديال الروسي". بفوز فرنسا في مباراتها مع اورغواي اليوم الجمعة يزداد الرهان على المهاجم "امبابي" المنحدر من ام جزائرية واب كاميروني لكن في رأي مشجع المنتخب الفرنسي صالح رفاي ان نجاح امبابي في الفوز مع فرنسا بكأس العالم يعيد فقط ذكرى الأسطورة زين الدين زيدان وتورام وتيري هنري النجوم اللامعة في مونديال 1998.
مشاركة :