في ليلةٍ -البدرُ- اكتمل فيها قمراً ، والغيومُ اصطدمت ؛ وأنهمر منها المطر ، وهتّانٌ تهنّأ بقطراتٍ من الوحي لتكسي أرض رابطة الإبداع الخليجي ورداً وزهرا ، وهبّ النسيمُ يراقص أغصان الشجر على شاطئ الإبداع ؛ وانساب بين يدي البحر موجه الهادىء ، وسارت النجوم بِعلّوها وكأنها تقولُ : أنني أرى نجوماً بالأرضِ ؛ رابطة الإبداعِِ وكأنها بالسماءِ . واحتفلت رابطة الإبداع الخليجي مساء يوم الجمعة ، بمناسبة تدشين الرابطة رسميّاً تحت مظلة الجمعيّة العربية السعودية للفنون والثقافة ، وسط زخمٌ إعلامي كبير ، وحضور شخصيّات هامة بالمجتمع من نواحي دول الخليج العربي ، وجمهوراً كثير حضروا الحفل وتفاعلوا مع برنامج الحفل المُعد. وقبل أن نتحدث عن أهداف رابطة الإبداع الخليجي ، نستعرض ملامح الحفل الذي تم تقديمه من قِبل الإعلامي سليمان السالم والإعلامية احلام الدوسري في ثنائية مزدوجة ذات تكامل للجنس البشري بشقيّه الذكري والأنثوي في جسدٍ واحد لاغنى أحدِهما عن الآخر وهُم يُمثلون الفكر الناصج الذي قرأتهُ عين الحضور أن العمل والنهضة والتطور لاتعتمد على هوية الجنس بل على القدرات التي تمتلكها هوية الجنس ، واجتمعت قُدرات الرجل والمرأة وكوّنا عالماً من النجاح والانجاز الذي خرج من عباب المجتمع وأثمر ، وشهِد عليه كل ذوو النظرة الثاقبة والفكر النقي ، وظهر الحفل ببرواز جمالي خيالي ، تخللهُ كلمة المؤسس رئيس الرابطة الأستاذ الشاعر مشعل بن سابر القحطاني ، الذي قال بفعل ، وفعلٌ لهُ شواهد، وشواهد لم تنطق بل جعلت الكل يرى الشواهد وأثر البصمات الذهبية على جبين الشواهد ، ووجه الفكر الرائد في التوجّه السليم ، والهدف المنير ، واللُحمة الخليجية ، ولأن المبدع يحبُ الإبداع ؛ يُغذّي الرابطة بالمبدعين ، وهذا تصور لماتجسّدت فيه كلمة الرئيس ونالت الحُسن والجمال في اللفظِ والفكر ونالت الاستحسان والإعجاب للحضور ، واستمرت الفقرات حتى وصلت لكلمة الحضور فإذا هو الدكتور عوده الشراري ، الذي قال من اللفظ المفيد كل ماهو بصدر الحضور ، من الإشادة والإعجاب والأمنيات والذي ختمها بالدعاءِ بالتوفيق ، ثم بدأ الثنائي في طريقة الإلقاء السلّمي في تقديم فقرات الحفل ووصولاً للقصائد الشعرية بدءًا من أحلام العسيري إلى مفلح الثبيتي ووقوفًا عند الشاعر مهدي الحبابي والذين حلّقوا في سماءِ الإبداع بإبراز المكانة الحقيقية للشعر وجماله الإبداعي ؛ ليروون المسامع بقصائدهم الجزلة ، تلا بعد ذلك سيمفونية تقديم الثنائي المبدع لأوبريت ملحمة خليجية ، جسّدت معنى التكاتف وروح التعاون ، وأهمية التقاء واجتماع أبناء الخليج تحت مظلة واحدة في ظل وجود اختراقات هدّامة ، وعواصف تتشكل بالخفا لمحاولة التشتت الخليجي ، وتعزيز دور المواطن الخليجي في تحدي المخاطر وإثبات الذات الخليجية في روحٍٍ واحدة بجسدٍ واحد ، تلا ذلك مشهد مسرحي يُعالج مايتأثر بهِ أهل الأدب بأنواعه وفنونه في رسالةٍ شعارُها لا يُحطِّمُك الغير ويقتلُ موهبتك ولديك فرصة الدخول مع بوابة الإبداع الخليجي لتجِد فيه من يُنميّ قُدراتك ، ويصقلُ موهبتك ، ويُحاكيك بأنك مبدع ، وستطلُ مبدع مادام أنّك وضعت موهبتك تاجاً على الرأس. تلا ذلك تكريم الإعلاميين وشخصيات كان لهم بصمة في إبراز الرابطة وظهورها بوجهها الحقيقي اليوسفي الجميل . والجديرُ بالذكر والتي لابد الكل أن يعيها ويعرفها هي معرفة أهداف رابطة الإبداع الخليجي والتي تنصُ أهدافها على مايلي: تهيئة أرضيّة مُشتركة خصبة لاستقطاب المبدعين الخليجيين تحت مسمى رابطة الإبداع الخليجي ، وتعارف وتعاون بين أبناء الخليج لزيادة اللحمة الوطنيّة الخليجية ، والعمل بروح الفريق الواحد لتقديم أفضل الأعمال الخليجية المشتركة ، وصقل قدرات المبدع بإقامة ورش العمل التي يُقدِّمها أصحاب الخبرة والاختصاص لتعزيز مالدى المبدع من إبداع ، والتعريف بالمبدع وماقام به من إبداع عبر وسائل الإعلاميّة المتاحه ، وحفظ تاريخ وحقوق المبدع الأدبية والفكرية وإنجازاته ومشاركاته المختلفة وسيرة الإبداعية لتكون بمثابة الأرشيف الموثّق ، وتقديم المبدع للجمهور من خلال إبراز مشاركاته في المهرجانات والمعارض والاحتفالات الرسميّة ، وتمثيل دول مجلس التعاون والخليجي في الاحتفالات والمناسبات العربية والعالمية.
مشاركة :