اكتشف باحثون من وايل كورنيل للطب - قطر دورا مهما للغاية لأحد البروتينات في عملية التناسل بعد أن عرف عنه في السابق قيامه بدور رئيسي في امتصاص الكوليسترول ونمو الدماغ. وقد عرف عن البروتينات الشحمية وضيعة الكثافة (VLDLR) أنها تسهل انتقال الخلايا العصبية في الدماغ في طور نموه، وأنها تقوم بدور معين في امتصاص الكوليسترول ، لكن لم يعرف عنها من قبل دورها كبروتين مرافق عند انتقال مستقبلات الأغشية. واستعان فريق الباحثين بمنهجية بحثية تعرف باسم "البروتيوميات" الكمية غير المستهدفة لدراسة تفاعلات البروتينات على المستوى الخلوي، حيث تمكن الباحثون بفضل هذه التقنية من تحديد البروتينات الشحمية وضيعة الكثافة كبروتين متفاعل مع مستقبلات "البروجسترون" الغشائية.  واستعان الباحثون أيضا بعدد من تقنيات الكيمياء الحيوية والتقنيات المجهرية المتقدمة للتحقق من دقة ما سبق.. وكان لافتا كيف أن تقليص مستويات البروتينات الشحمية وضيعة الكثافة داخل البويضات قد أعاق إنضاج البويضات وقلل بشكل كبير عدد مستقبلات البروجسترون الغشائية عند غشاء الخلية. قاد الدراسة البحثية الدكتور خالد مشاقة، العميد المشارك لشؤون البحوث في وايل كورنيل للطب قطر، الذي تحدث عن أهميتها قائلا: "أمر مذهل أن نكتشف أن مستقبلات البروتينات الشحمية وضيعة الكثافة لها دور رئيسي في إنضاج البويضات، وهو ما يكشف عن دور غير معروف من قبل لهذه الفئة من البروتينات " ، موضحا أنه قد يكون لذلك مضامين واسعة ليس في ما يتعلق بإنضاج البويضات فحسب، بل أيضا في ما يخص مسارات التأشير، حيث يكون للتأشير غير الجينومي للستيرويدات دور مهم وكبير.  وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة نانسي ناضر، المؤلفة الرئيسية للبحث والباحثة المشاركة في الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية في وايل كورنيل للطب - قطر أن دور هرمون البروجسترون له دور كبير في تحويل البويضات غير الناضجة (الخلايا المبيضية) إلى بويضات ناضجة، في العملية المعروفة باسم "إنضاج البويضات" التي تقوم بتهيئة الخلايا للتخصيب.  ويتمثل دوره في الالتصاق ببروتين معين يعرف باسم مستقبلات البروجسترون الغشائية، عند غشاء البلازما، أي الأغشية الخارجية للخلايا، لكن لم يكن يعرف كيف تستحث عملية إنضاج البويضات على المستوى الخلوي.  وأضافت أنه بالدراسة تبين أن البروتينات الشحمية وضيعة الكثافة تقوم بدور "وسيلة التوصيل" أو البروتين المرافق لتمكين مستقبلات البروجسترون الغشائية من الوصول إلى غشاء البلازما، ومن ثم التأثير في فعلها بعد المعالجة البروجسترونية. وشرحت الدكتورة ناضر بمزيد من التفصيل قائلة " إن البروتينات الشحمية وضيعة الكثافة مرتبطة داخل الخلية ببروتين مستقبلات البروجسترون الغشائية، وتضمن انتقاله من جزء من الخلية يعرف باسم "جسم كولجي"، وهو بمثابة مخزن التسليم، إلى غشاء البلازما.  وبينت ذلك قائلة "من الناحية الأساسية نحن بحاجة إلى انتقال مستقبلات البروجسترون الغشائية إلى المكان المستهدف، وهو غشاء البلازما، بما يتيح لعملية إنضاج البويضات بفعل البروجسترون أن تنتج بويضات ناضجة يمكن تخصيبها ومن ثم استهلال الحمل " ، مشيرة إلى أن هذه الدراسة سلطت الضوء على عملية انتقال كانت مجهولة من قبل لبروتين داخل الخلية، ما أعطانا فهما أكثر وضوحا للوظيفة الخلوية عامة وعملية التناسل خاصة". يذكر أن هذه الدراسة نشرت بعنوان "مستقبلات البروتينات الشحمية وضيعة الكثافة تنظم انتقال مستقبلات البروجسترون الغشائية والتأشير غير الجينومي"، وأنجزت بدعم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي وبرنامج بحوث الطب الحيوي في وايل كورنيل للطب - قطر الذي تدعمه مؤسسة قطر.;