نشرت بوابة «المصري اليوم» القصة الكاملة لمعركة مستشفى سرطان الأطفال 57357، بين الكاتب الكبير وحيد حامد الذي نشر سلسلة من المقالات تهاجم إدارة المستشفى، وبين الدكتور شريف أبوالنجا، مدير عام المستشفى، مرورا بردود رجل الأعمال طارق نور وعدد من الأطباء بالمعهد القومي للأورام على الكاتب الكبير. «٥٧٣٥٧».. مستشفى آل أبوالنجا من مقدمة ابن خلدون، رائد علم الاجتماع العربى، أقتبس صدارة مقالى هذا مع بعض التصرف.. * من علامات الانهيار أن الأقنعة تتكشف ويختلط ما لا يختلط.. يضيع التقدير ويسوء التدبير.. وتختلط المعانى والكلام.. ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل. * من علامات الانهيار انتشار الشائعة وظهور العجائب وتحول الصديق إلى عدو والعدو إلى صديق، ويعلو صوت الباطل.. وتظهر على السطح وجوه مريبة وتختفى وجوه مؤنسة وتجف الأحلام ويموت الأمل وتزداد غربة العاقل، ويصبح الانتماء إلى القبيلة أشد التصاقاً وإلى الأوطان ضرباً من ضروب الهذيان. عش الدبابير تتوالى المفاجآت المدهشة حقاً بعد نشر «المصرى اليوم» مقالى عن مستشفى «٥٧٣٥٧»، فقد اتصل بى مسؤول سابق، محذراً شخصى الضعيف: – احترس فقد دخلت فى عش الدبابير. ويبدو أن الرجل كان مخلصاً فى النصيحة، فقد كنت أتوقع أن تبادر الأسرة الحاكمة للمستشفى بالرد الموضوعى وتنفى كل ما ورد بالمقال، أو بعضه على الأقل، إلا أن ذلك لم يحدث، كان الرد بحملة سباب وشتائم متدنية، ظناً منهم أنها كافية لإخفاء الحقيقة وإظهارى بالكاذب أو الذى يسعى لهدم هذا الصرح العظيم، وهذا هو الإفك والضلال، فالمقال ينادى بالشفافية وتصحيح المسار وقتل الفساد إن وجد، وليس فى هذا ما يغضب أو يحمل أى إساءة لأى شخص، بعد ذلك توالت الاتصالات من شخصيات عديدة تطلب منى برفق عدم مواصلة الكتابة فى هذا الموضوع، وكأن هذا المستشفى هو «الكعبة» المشرّفة، كما نشروا ذلك بأنفسهم.. وأيضاً محاولة إرهابى بأن يتقدم أحد المحامين ببلاغ للنائب العام يزعم فيه أنى نشرت أخباراً كاذبة، ثم تحالف فريق الإعلاميين والصحفيين الذين يعملون فى العلاقات العامة للمستشفى، سواء بعقود أو من الباطن، بالتشويش وإثارة الغبار حول ما كتبت. فى مستشفى ٥٧٣٥٧.. الرقص مع الذئاب المؤسف حقاً أن البعض يحاول أن يفرض علينا الواقع المؤلم بالقوة المفرطة. البعض يحاول أن يجعلنا قطيعاً من النعاج يأكل ويجتر وينام ولا يحس بمشاكل وطنه أو مناقشة قضاياه. البعض يريد أن يصعد فوق ظهورنا ويجعلنا حيوانات ركوب. البعض يريد أن نرى الفساد ونسكت عنه.. ندير له ظهورنا، نبتسم فى وجهه الكئيب الأغبر.. ونغنى له إذا لزم الأمر، البعض يريد منا الصمت والمشى إلى جوار الحائط. البعض يريد منا أن نركع لغير الله.. نركع لأصحاب الثروات الهائلة والتى هبطت عليهم فجأة دون تعب أو معاناة، وأيضاً أصحاب النفوذ الكاذب الذين أصابهم بالانتفاخ فصعدوا فى الهواء ونظروا إلى الناس من علو، ولم يدركوا أن بينهم وبين السقوط على الأرض لحظة.. لم يدركوا أنهم نفر قليل جبلوا على الشر، لم يدركوا إنهم إن تظاهروا بالعظمة فى الظاهر فإن الباطن لديهم كله خواء وقلق وفى أخلاقهم رخص وتدنٍ. الفساد يحكم..!! إذا توحش الفساد فلا تنتظروا خيراً..!! يكون الدمار والانكسار والهزيمة من الداخل والحزن القاتل للنفس والروح، يكون الفساد هو الذى يحكم من الباطن ويدير الدولة على هواه، عندما يتوحش الفساد فإنه إذا قال فعل، وإذا وعد نفذ، وهو يأمرنا جميعاً بالسمع والطاعة لأنه قادر على قهر كل من يتصدى له، الفساد هو الذى يكتب كل الشعارات التى تحاربه لأنه يعلم أنها مجرد شعارات يصدقها السذج وغير النبهاء، ولا تصدقوا صياح كبار المسؤولين عن التصدى للفساد، لأنه هو الذى أتى بهم على مقاعدهم وأعطاهم المناصب.. وإليكم حكاية فساد جديدة تفوق جميع وقائع الفساد السالف ذكرها…!! طارق نور يرد على وحيد حامد للتاريخ والشهادة عن الحق أكتب لك أول تجربة لى فى ثقافة مسؤولية العطاء، كانت مع د. شريف أبوالنجا وحسام القبانى وعلا غبور… ولن أنسى أول المسيرة عندما جاء الأستاذ حسام (ومعه د. شريف والأستاذ محب صادق) وقال: أنا هتبرع بـ٢٥٠ ألف جنيه، تعرف ناس يتبرعوا بنفس المبلغ؟ فجمعنا المبلغ من صديقين فاضلين وهما أحمد بهجت وصفوان ثابت، وبدلاً من أن يشتروا بالمبلغ (كان فى مجمله ٧٥٠ ألف جنيه) أجهزة للمستشفى، نظمنا حملة إعلانية ألهمنا الله أن تكون مؤثرة، فأدخلت تبرعات من الناس الحمد لله كانت- ومازالت- هى التى تعالج أطفالنا بالمجان.. وأصبح مستشفى ٥٧٣٥٧ نموذجاً ومثلاً عالمياً يعبّر عن ثقافة العطاء الحقيقى. أما العطاء بلا حدود من الجهد والمال فتجسّد فى شخص المرحومة علا غبور، وزوجها رؤوف غبور، ومحمد أبوالعينين. أطباء يردون على وحيد حامد بالإشارة إلى مقال الأستاذ وحيد حامد «الرقص مع الذئاب» المنشور بجريدة «المصرى اليوم» الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٨، والذى تعرض فيه لنظام توزيع أدوية علاج السرطان بالمعهد القومى للأورام جامعة القاهرة، نود توضيح الحقائق التالية: عفواً أستاذ طارق..؟! من أقوال الإمام على بن أبى طالب، عليه السلام، لن يقاسمك الوجع صديق، ولن يتحمل عنك الألم حبيب، ولن يسهر بدلاً منك قريب.. وإيماناً منى بهذا القول الحكيم فأنا قادر بإذن الله على مواصلة هذه الرحلة الشاقة لكشف الزيف والفساد، أيضاً يقول الإمام على: لا تبحث عن قيمتك فى أعين الناس، ابحث عنها فى ضميرك، فإذا ارتاح الضمير ارتفع المقام، وإذا عرفت نفسك فلا يغرنك ما قيل فيك.. وعليه فأنا لا أهتم ولا أكترث لحملة الشتائم، فقد تعودت على نهش الذئاب وأنا لا أتراجع عن حق أنا مؤمن به.. والحمد لله لم أعد وحدى، ولم تعد القضية قضيتى، أصبحت قضية كل باحث مخلص وأمين عن الحقيقة، التى لا يريد الاقتراب منها أحد، أصبحت قضية المواطن الذى يدفع التبرع ويريد أن يعرف أين يذهب ومن المستفيد منه.. أصبحت قضية أصحاب الضمير لا أصحاب المصالح والمنافع، ولأن حق الرد مكفول للجميع، وعندما يكتب رجل بحجم الأستاذ طارق نور رداً فلابد أن يلقى الاهتمام الشديد من قِبلى، نظراً لمكانة سيادته غير الخافية على أحد.. ثم إننى لست فى خصومة معه أو مع غيره، ولا أحب أن تتحول القضية إلى أشخاص ضد أشخاص، لأن هذا من شأنه استمرارية الفساد الذى نحاربه.. وأنا أوافق الأستاذ طارق فى كل ما ذكره عن أهمية هذا المستشفى ومكانة الذين عملوا على إنشائه ودعمه. د. شريف أبوالنجا مدير «57357» يرد على وحيد حامد تلقت «المصرى اليوم» رداً من المستشار مرتضى منصور، المحامى بالنقض والإدارية العليا، عضو مجلس النواب، وكيلاً عن الدكتور شريف أبوالنجا، مدير عام مستشفى سرطان الأطفال ٥٧٣٥٧، رداً على ما نشرته الصحيفة بتاريخ ٢١ يونيو الجارى، والذى تنشره إعمالاً لنص المادة ٢٤ من قانون تنظيم الصحافة بشأن بحق الرد. وجاء فى الرد أن مستشفى سرطان الأطفال ٥٧٣٥٧ يعتبر إحدى المؤسسات القومية فى البلاد والذى يعد صرحاً طبياً ومن أكبر الصروح والمراكز الطبية العالمية، فإن الهدف من إنشائه هو مساعدة أبناء الشعب المصرى العظيم وغير القادرين على علاج مثل هذا المرض القاتل ولقلة إمكانيات القطاع الطبى للدولة لعلاج الآلاف من الأطفال المصابين بهذا المرض ولعجز المستشفيات الحكومية التى لا تستوعب مبانيها الأطفال المصابين بهذا المرض اللعين. الأسئلة العشرة الحائرة فى مستشفى الأطفال الحزين هناك وجهة نظر تقول.. إذا كان المحامى من الجهابذة العظام فهذا يدل على أمرين، إما أن تكون القضية كبيرة، وإما أن يكون موقف من يدافع عنه ضعيفاً، والأستاذ مرتضى منصور من الجهابذة العظام ومعروف عنه أنه يكسب كثيراً ويخسر قليلاً أمام منصات القضاء، وعليه سررت كثيراً عندما علمت أنه قد صار وكيلاً عن الدكتور شريف أبوالنجا وهو الذى تولى الرد نيابة عنه، ومن جانبنا نوضح أننا لسنا فى خصومة مع أحد، لقد أقدمنا بضمير يقظ ومستنير مشبعاً بروح وطنية صادقة لا تشوبها شائبة على كشف تجاوزات وفساد إدارة ومحسوبية والتفاف حول القوانين حرصاً منا على سلامة مؤسسة علاجية نقدر دورها فى خدمة المجتمع ونحرص على وجودها وتطورها لأنها أولاً وأخيراً هى ملك للشعب وتأسست بأموال الفقراء والأغنياء معاً، وأنا لا أستطيع أن أقلل من أهمية هذا المستشفى بأية حال وبعيداً عن المبالغة الشديدة والإنشائية، وقد تألمت لأن الرد من خلال المقدمة الاستهلالية أشار إلى قلة إمكانيات الدولة فى مكافحة هذا المرض اللعين، وأحب أن أوضح للسيد النائب البرلمانى والمحامى الشهير أن مستشفيات الدولة «جامعة القاهرة» فقط تعالج ألف مريض يومياً وتجرى حوالى أربعين ألف عملية جراحية كل شهر، وعدد الأسرة أكثر من ستة آلاف سرير وبميزانية قدرها «٧٩٠» مليون جنيه، وهى المستشفيات التى تستقبل المرضى الذين يرفض استقبالهم مستشفى «٥٧٣٥٧» الذى يملك «١٦٠» سريراً فقط ويجنى من أموال التبرعات ما يزيد على المليار جنيه سنوياً إلى جانب فائض قدره ثلاثة مليارات ونصف المليار.. وبالتالى لا يمكن اعتبار المستشفى المذكور هو السبيل الوحيد للعلاج، ولا يمكن أن نتجاهل المؤسسات العلاجية الأخرى التى تعمل بجد وثبات وبأقل الإمكانيات.
مشاركة :