شهد بيت الشعر في نواكشوط أمسية شعرية ونقدية، تحت عنوان «فن الإلقاء الشعري»، شارك فيها: الدكتور أبوّه ولد بلبلاه، والشاعر المختار السالم، وعبد الله السيد مدير البيت، فيما قرأ بابا ولد أحمدو، وأحمدو ولد المختار قصائد متنوعة.تخلل الأمسية مداخلات عديدة، حول التجربة الموريتانية في الإلقاء الشعري، وفي حين أكد البعض ضرورة تطوير التجربة واستخدام تقنية أداء وأصوت متميزة، معتبرين الشعر فناً مسموعاً، أكد آخرون ضرورة الحفاظ على موروث المحاضر الشنقيطية في مجال فن إلقائها للشعر.وقال ولد بلبلاه إنه يؤيد الاحتفاظ بالموروث الموريتاني في مجال إلقاء الشعر، وإن استلهام الشعراء لإلقاء شعراء آخرين، يجب أن يكون في إطار الاستفادة من التجربة.واعتبر المختار السالم أن أسلوب كثير من الشعراء الموريتانيين في إلقاء الشعر «غير موفق»، وأن طبيعة الإلقاء ضيّعت تجارب مبدعة، وحجبت أصواتاً كان يمكن أن تصل بإبداعاتها إلى جمهور أوسع.بينما رأى عبد الله السيد أن «فن القراءة الصوتية» يحتاج إلى إتقان، ليس فقط في مجال إنشاد الشعر، بل في قراءة القرآن أيضاً.أما بابا ولد أحمد، فقرأ من ديوانه «وشم على معصم الليل»، يقول في أحد قصائده:سبيلك في كل النواحي امتداده على خلق كل البلاد بلادهأضاء وهاد الكون والكون دامس وكان عصياً أن تضاء وهادهعلى فترة والعالمون مظالم وأدرى بذاك الأمر من هم عبادهبعثت ووجه الأرض أغبر قاتم ينوء بشر حيّه وجمادهأبا القاسم الميمون أورثت واضحاً قويماً تراءى يمنه ورشادهوجئت نميراً كل نفس ترومه بفطرتها ما إن يمل ارتياده.وقرأ أحمدو بن المختار عالم، مجموعة من قصائده، منها «مواجع النخيل»، يقول فيها:تغاضبنا الدنيا ويرحل كابركبيرا وأحزان الفراق أكابريجرعنا الدهر الخؤون مواجعاتغص بها يوم الوداع الحناجريودعنا دفء القصائد والرؤىلتوجعنا عند اللقاء المنابريغادرنا الشهم الكبير بحرفهلتلهو بنا في كل سوق أصاغرأكابر مهلا فالمراثي مواجعوغائب لون الفقد بعدك حاضرنعوا كابرا رمز الوفاء وصوتهفدارت علينا بالشجون الدوائرنعوا كابرا استودعوه بحفرةتلف بها صوت الجمال المقابركأن لم يكن فوق «النخيل» مرددا«حديثا» له تهتز منا المشاعر
مشاركة :