كرواتيا تنهي المغامرة الروسية وتتأهل لمواجهة الإنجليز في نصف النهائي

  • 7/8/2018
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

نجحت كرواتيا في إنهاء المغامرة الروسية وخرجت بانتصار مثير على أصحاب الأرض بركلات الترجيح 4 - 3 (الوقتان الأصلي والإضافي 2 - 2) أمس، وتأهلت لمواجهة إنجلترا في الدور نصف النهائي لمونديال 2018. وكان المنتخب الإنجليزي قد سبق وحجز مقعده في نصف النهائي بانتصار صريح على منافسه السويدي بهدفين نظيفين في الدور ربع النهائي. في سوتشي، تقدم دينيس تشيرشيف للفريق الروسي صاحب الأرض بهدف رائع من تسديدة هائلة في الدقيقة 31، لكن أندريه كراماريتش أدرك التعادل من ضربة رأس إثر تمريرة عرضية من ماريو مانزوكيتش بعدها بـ8 دقائق. وفي الشوط الإضافي الأول، بدا أن المدافع دوماغوي فيدا أحرز هدف الفوز لكرواتيا عندما حول تمريرة عرضية للقائد لوكا مودريتش من ركلة ركنية في الدقيقة 101، إلا أن ماريو فرنانديز أدرك التعادل بضربة رأس أيضاً قبل نهاية الشوط الإضافي الثاني بخمس دقائق. وفي ركلات الترجيح، أهدر فرنانديز وفيودور سمولوف ركلتين لروسيا مقابل واحدة من الكرواتي ماتيو كوفاتشيتش، قبل أن يسجل إيفان راكيتيتش ركلة الفوز. وفي سامارا، حقق المنتخب الإنجليزي «الأسود الثلاثة» فوزاً مريحاً بنتيجة 2 - صفر على نظيره السويدي، بفضل هدفي هاري ماغواير في الدقيقة 30، وديلي إلي (61)، وصلابة حارس مرماه جوردان بيكفورد الذي اختير أفضل لاعب في المباراة. وهي المرة الثالثة التي تبلغ فيها إنجلترا الدور نصف النهائي، بعد 1966 عندما أحرزت اللقب (الأول والوحيد لها) على أرضها، ومونديال إيطاليا 1990 حينما خرجت أمام ألمانيا الغربية بركلات الترجيح (حلت رابعة). وواصلت التشكيلة الشابة للمدرب الإنجليزي غاريث ساوثغيت مسيرتها الناجحة في مونديال 2018، حيث تحقق أداء يعد من الأفضل للمنتخب في البطولات الكبرى منذ أعوام طويلة، ما دفع مشجعيه أخيراً لإطلاق شعار أن «الكأس عائدة إلى منزلها»، في إشارة إلى بلادهم، مهد كرة القدم التي لم تحرز أي لقب كبير في تاريخها باستثناء مونديال 1966. وكال ساوثغيت المديح لتشكيلته، ثاني أصغر تشكيلة في البطولة، ونسب الفضل في الانتصار إلى «الروح الجماعية». وقال المدرب البالغ من العمر 47 عاماً: «هذه الروح سبب وجودنا هنا، كنا بحاجة إليها لاجتياز مباراتين في أسبوع. لا نملك لاعبين من طراز عالمي وإنما تشكيلة شابة وجهزنا أنفسنا لنتحلى بالشجاعة عند امتلاك الكرة كما أظهرنا مرونة ذهنية». وتابع: «نحن أقوياء بشكل جماعي وواجهنا منافساً لديه هوية واضحة وأسلوب جماعي وعانينا أمامه في أوقات سابقة». وقال قائد المنتخب هاري كين: «لعلنا لم نستوعب تماماً ما حصل»، في إشارة إلى بلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 28 عاماً. وأضاف: «نعرف أن مباراة كبيرة تنتظرنا إلا أننا نشعر بالثقة، كنا هادئين، سيطرنا على الكرة. علينا أن نواصل القيام بما نقوم به». ونوه المدرب السويدي يان أندرسون بأداء الإنجليز وأنهم استحقوا الفوز، وقال: «إنهم قادرون على الفوز باللقب، لأنهم أقوياء ومنظمون بشكل جيد. أريد أن أهنئ الفريق والمدرب. هم فريق كرة قدم جيد، ولا يعطون مساحات كبيرة». وفشلت السويد في حجز مكان بين الأربعة الكبار للمرة الخامسة في تاريخها، علماً أن المرة الأخيرة كانت في مونديال 1994 (حلت ثالثة)، وهي تخرج من المونديال بعد مسيرة لافتة تصدرت فيها المجموعة السادسة التي ضمت ألمانيا حاملة اللقب والمكسيك وكوريا الجنوبية. ولم يغير أندرسون من استراتيجية أثبتت نجاحها منذ الدور الأول، وتقوم على ترك المنافس يهيمن على المباراة لناحية الاستحواذ، والتركيز في المقابل على الصلابة الدفاعية والانطلاق في هجمات مرتدة. وكانت نسبة الاستحواذ الإنجليزية في نهاية المباراة 57 في المائة. إلا أن المنتخب الإنجليزي استفاد أيضاً من استراتيجيته القائمة على التحضير بشكل جيد للضربات الثابتة، التي أتى منها الهدف الأول برأسية ماغواير من ركلة ركنية نفذها آشلي يونغ. ومن أصل الأهداف الـ11 التي سجلتها إنجلترا في المونديال الروسي (بما يشمل هدفي اليوم)، كان هدف ماغواير الثامن الذي يأتي من ضربة ثابتة (ركلة جزاء أو ركنية أو حرة). وهو الهدف الأول لمدافع ليستر سيتي في عاشر مباراة دولية. أما الهدف الثاني، فأتى من كرة رأسية لإلي بعد كرة عرضية رفعها جيسي لينغارد. وأصبح لاعب توتنهام هوتسبير البالغ 22 عاماً، ثاني أصغر لاعب يسجل هدفاً دولياً لإنجلترا في المونديال بعد مايكل أوين في مونديال 1998 (كان الأخير في الـ18 من عمره عندما سجل في مرمى رومانيا). وخاض ساوثغيت المباراة بالتشكيلة نفسها التي أقصت كولومبيا في ثمن النهائي 4 - 3 بركلات الترجيح (بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي 1 - 1)، بينما أجرى أندرسون تعديلين على تشكيلته الفائزة على سويسرا 1 - صفر، بدخول المدافع اميل كرافث بدلاً من مايكل لوستيغ الموقوف لطرده، وعودة سيباستيان لارسون من الإيقاف، للوسط بدلاً من غوستاف سفنسون. وأتى الشوط الأول هادئاً إلى حد كبير. وكانت الركنية التي أتى منها هدف ماغواير، الأولى في المباراة، كما أن محاولته كانت الأولى للمنتخبين بين الخشبات الثلاث، وثالث محاولة إجمالاً في نصف الساعة الأول. وأتيحت لرحيم ستيرلينغ فرصة ذهبية لتعزيز التقدم في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، عندما تلقى كرة عالية خلف المدافعين من كين، فهيأها وانفرد بحارس السويد روبن أولسن. ولدى محاولة لاعب مانشستر سيتي مراوغة أولسن، لمس الأخير الكرة وعرقل الهجمة، وتولى قائد السويد أندرياس غرانغكفيست تأمين التغطية الدفاعية والتصدي لتسديدة ستيرلينغ. وكادت إنجلترا أن تدفع ثمن هذه الفرصة، ومنذ مطلع الشوط الثاني، وذلك عندما حول السويدي ماركوس بيرغ مهاجم نادي العين الإماراتي، كرة عرضية من لودفيغ أوغوستينسون، إلى كرة رأسية قوية باتجاه المرمى الإنجليزي تصدى لها الحارس جوردان بيكفورد ببراعة بيده اليسرى في الدقيقة 47. وكان هذا التصدي الأول من سلسلة صدات صعبة قام بها بيكفورد خلال الشوط الثاني، لا سيما لتسديدة من فيكتور كلايسون من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 62 عادت مجدداً للاعب السويدي فسددها مرة ثانية ليتصدى لها هذه المرة لاعب الوسط جوردان هندرسون، وتسديدة ثالثة قريبة لبيرغ في الدقيقة 72. وهي المباراة الثانية توالياً التي يبرز فيها بيكفورد، بعدما تصدى لركلة جزاء ترجيحية في المباراة ضد كولومبيا نفذها كارلوس باكا. وقال حارس إيفرتون: «أنا أعمل كل يوم من أجل هذا، للنجاح في الحفاظ على نظافة الشباك، وعدم تلقي هدف يوم المباراة، أشعر بأنني قوي، لا شيء يخيفني، كرة القدم هي نفسها، خط المرمى هو نفسه، الكرة هي نفسها. الانتقادات لا تؤثر في، لا يمكنها إلا أن تجعلني أفضل».

مشاركة :