في ضربة للقاء التاريخي بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب في سنغافورة الشهر الماضي، وصفت بيونغ يانغ سلوك واشنطن بـ"المؤسف جداً"، منددة بمطالبها "المبالغ فيها". وعقب مباحثات أجراها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على مدى يومين مع المسؤول الثاني في النظام الكوري كيم يونغ شول بدار الضيافة في بيونغ يانغ، هاجمت الخارجية الكورية الشمالية، في بيان نقلته وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، "السلوك الأميركي"، معتبرة المواقف التي اتخذتها واشنطن خلال المحادثات العالية المستوى الجمعة والسبت "مؤسفة جداً". وأكدت أن "مطالب نزع السلاح النووي الأحادية والمبالغ فيها تخرق روح الاتفاق بين الزعيم كيم والرئيس ترامب في قمة سنغافورة التاريخية الشهر الماضي". وقبل مغادرته إلى طوكيو، وصف بومبيو مباحثاته مع شول لليوم الثاني على التوالي بـ"البناءة"، لكنه لم يوضح كيفية الالتزام بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية مقابل ضمانات أمنية. وقال بومبيو إنها "مسائل معقدة، وحققنا تقدماً شمل جميع القضايا الرئيسية تقريباً، وأنجزنا تقدماً كبيراً في بعضها في حين يحتاج بعضها الآخر إلى مزيد من العمل". وغادر بومبيو مقر إقامته في فيلا تابعة لمجمع رسمي قريب من الضريح المهيب للزعيمين الكوريين الراحلين كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل، جد ووالد الزعيم الحالي، إلى مكانٍ أجرى فيه مكالمة آمنة مع ترامب، بعيداً عن أيّ مراقبة كورية شمالية محتملة، قبل أن يستأنف محادثاته التي استمرت 6 ساعات تقريباً تخللها غداء عمل. من جهة أخرى، ووسط تحذيرات من اتخاذ إجراءات غير منسقة أو متفق عليها، خرج إلى العلن أمس قلق دول حلف شمال الأطلسي من القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بهلسنكي في 16 الجاري. وأبلغ منسق العلاقات عبر الأطلسي في الائتلاف الألماني الحاكم بيتر باير، مجموعة "فونكه" الإعلامية، أنه لم يتم ضم دول الأطلسي في التخطيط لاجتماع هلسنكي، مؤكداً "وجود مخاوف متزايدة في التحالف بشأن الاتفاقيات التي يمكن أن يتوصل إليها بوتين وترامب". وأشار باير إلى أن اجتماع ترامب مع كيم في سنغافورة أثار مخاوف من أنه سيعطي فرصة لبوتين كي "يخدعه" في هلسنكي، مبيناً أن "كيم لم يقدم سوى وعود حتى الآن... ولا نعرف إن كان قد توقف عن تخصيب اليورانيوم... ترامب فقط هو الذي وصف القمة بأنها ناجحة". ولم يستبعد رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن سفير ألمانيا السابق لدى واشنطن فولفجانغ إيشينغر تكرار ترامب ما فعله في اجتماع قمة مجموعة السبع في كندا ورفض التوقيع على بيان اجتماع قمة شمال الأطلسي بعد غد في بروكسل.
مشاركة :