أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن حكومتها، المنقسمة حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، توصلت إلى «موقف موحد» بإنشاء «منطقة تجارة حرة» بين المملكة المتحدة والتكتل لمرحلة ما بعد بريكست. وأعلنت ماي في بيان بعد محادثات ماراثونية لحكومتها أن «اقتراحنا ينص على إنشاء منطقة تجارة حرة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي مع قواعد مشتركة للمنتجات الصناعية والزراعية».وقال ميشيل بارنييه مفاوض الاتحاد الأوروبي إنه سيجري تقييماً للموقف التفاوضي الذي اتفقت عليه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ومجلس وزرائها بشأن محادثات بريكست.وكتب على تويتر «سنعكف على تقييم المقترحات لنرى ما إذا كانت قابلة للتنفيذ وواقعية».ونالت رئيسة الوزراء موافقة حكومتها على المضي قدماً في اقتراح إنشاء «منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي»، في إطار سعي ماي إلى تحريك المفاوضات مع التكتل وسط تحذيرات من أن الوقت بدأ ينفد من أجل التوصل إلى اتفاق. وبعد محادثات ماراثونية لحكومتها في المقر الريفي لرؤساء الحكومات البريطانيين في تشيكرز، أعلنت ماي أن الاقتراح ينص على إنشاء «قواعد مشتركة للمنتجات الصناعية والزراعية». وتابعت ماي أن الوزراء اتفقوا كذلك على «نموذج جمركي جديد ملائم للأعمال التجارية» سيحافظ على المعايير المرتفعة لكنه سيتيح لبريطانيا «إبرام اتفاقات تجارية جديدة حول العالم» بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي في آذار /مارس المقبل. وتعتبر الحكومة أن الخطة ستتيح لبريطانيا المحافظة على تجارة سلسة للبضائع مع الاتحاد الأوروبي، وتفادي إقامة مراكز تفتيش جمركي عند الحدود الإيرلندية، وإنهاء اختصاص محكمة العدل الأوروبية في بريطانيا. وتمت الموافقة على هذه القرارات في اجتماع للحكومة البريطانية بعد أن سرت شائعات بأن وزراء بينهم وزير الخارجية بوريس جونسون يعارضون بشدة الاتفاق وقد يستقيلون. وقالت ماي «اليوم وافقت الحكومة بعد مناقشات مطولة على موقف موحد حول مستقبل المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي». وتابعت «الأسبوع المقبل سننشر وثيقة مفصلة حول كيفية استعادتنا السيطرة على أموالنا، وقوانيننا وحدودنا»، مضيفة «الآن علينا أن نمضي جميعنا سريعاً للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول اقتراحنا». وعلى الرغم من أن ماي تمكنت على ما يبدو من تفادي أي استقالات لوزرائها إلا أن ردود الفعل الأولية لم تكن إيجابية. وقال جون لونغوورث من مجموعة الضغط «الخروج يعني الخروج» المؤيدة لبريكست «أصبحنا الآن نرى تيريزا ماي على حقيقتها». وتابع لونغوورث «هذه صفقة سيئة للمملكة المتحدة التي ستنزلق أكثر فأكثر بينما يحصل الاتحاد الأوروبي على المزيد». (وكالات)
مشاركة :