في نهاية الأسبوع الماضي، هزّت جريمتان المجتمع السعودي، في إحدى قرى مكة، حيث أشعل بعض الجهلة والسفهاء النار في مركبة مواطنة قرّرت قيادة السيارة. وفي الرياض ارتكبت خادمة أثيوبية جريمة قتل بشعة، ذهبت ضحيتها طفلة في عمر الزهور، وشقيق لها أصيب بطعنات غادرة. ومع أنه لا مقارنة بين جريمة حرق السيارة، وجريمة قتل الطفلة نوال ذات الـ12 عامًا، إلا أن الجريمتين لهما أبعاد خطيرة.وبالنسبة لحرق سيارة المواطنة بعد تهديدها المتواصل، فقد كان متوقعًا أن تنجح الجهات الأمنية في القبض على مرتكبي الجريمة، وهو خبر وإن كان مهمًا، إلا أن الأهم، هو ما بعد القبض على الجناة، خاصة أن ما قاموا به يُعتبر جريمة خطيرة تتعدى كونها مسألة حرق السيارة. ومع أنها قصة مأساوية، إلا أنني لن أدعو القراء للتعاطف مع صاحبة المركبة، فهي ليست بحاجة للتعاطف من أحد، فقضيتها قضية واضحة، قضية مجتمع ورأي عام؛ لما تضمنته من ترهيب، ونشر للذعر بين أوساط المجتمع، وتخويف للناس، وتمرّد على أنظمة الدولة ولوائحها.الصدمة الأكبر كانت تلك الجريمة البشعة، التي ارتكبتها خادمة أثيوبية، بحق طفلة بريئة وإصابة شقيقها بإصابات بالغة.هذه الجريمة وللأسف الشديد ليست الأولى التي نبكي فيها أطفالنا الذين يسقطون ضحايا لخادمات يحملن نفس الجنسية، كما أنها لن تكون الأخيرة.. والسؤال الذي ظل يزعجني على الدوام، هو: لماذا لا نزال نسمح لهذه العمالة التي تكررت جرائمها، بالدخول لمنازلنا وتأمينهم على أطفالنا؟!.. جرائم تُرتكب بدم بارد وبدون مقدمات أو وجود خلافات بين الخادمة القاتلة وبين الأطفال الأبرياء، مثلما حدث مع الطفلة نوال «يرحمها الله، ويشفي أخاها من كل مكروه».لماذا إذن نسمح باستمرار هذه المآسي؟! لماذا لا نأخذ بالمَثَل المصري الشهير «اقطع عرق وسيّح دمه»؟!.. خلّونا نسيّح دمه ودم أبيه ونخلص.. ولكم تحياتي.
مشاركة :