وجد باحثون في مجال علم النفس أن الآباء القادرين على التعامل مع الحالات الجسدية والعاطفية لأطفالهم، يسهمون بدرجة كبيرة في تطوير مقدرات الطفل على تنظيم عاطفته، حيث إن الأعوام الأولى من عمر الطفل تعتمد على كيفية معاملة الآباء له.يهتم بعض الآباء باستمرار بمتابعة أطفالهم الصغار والاهتمام بمشاعرهم وأفكارهم ورغباتهم وتفضيلاتهم التي تفسر سلوكاتهم، فالأبوان اللذان يتابعان طفلهما الرضيع بصورة جيدة يلاحظان للطفل عندما يكون في أقصى درجات التحفز بسبب لعبة، ويعرفان نوع الكتاب المفضل لديه. سعى الباحثون إلى معرفة ما إذا كان الأبوان من تلك النوعية يسهمان في تنظيم مشاعر الطفل الصغير من خلال الدراسة الحالية والتي شملت 116 زوجاً من الآباء مع أطفالهم الرضع، وكان مقياس اهتمامهم بالطفل من خلال تحليل إلى أي مدى تركز لغتهم على التعبير عن الحالة الداخلية له أثناء وقت اللعب معه، كما حللوا إلى أي مدى تتطابق كلماتهم مع سلوك الطفل وتعكس بدقة ما يشعر به؛ كما تم قياس تنظيم الطفل لمشاعره من خلال تغير معدل ضربات القلب لديه أثناء اللحظات الهادئة وفي الحالات العصيبة التي يمر بها كحالة حمله من قبل شخص غريب عنه.وجد أن الأمهات اللاتي يتواصلن بدرجة كبيرة مع الطفل، يكون أطفالهن أكثر تغيراً بمعدل ضربات القلب، ما يعطي معلومات حول مدى مرونة الجسم في التعامل مع المحفزات التي تتعرض لها (المشاعر) أي المقدرة الجيدة على تنظيم العاطفة.