الأحساء .. تنضم إلى قائمة التراث العالمي

  • 7/8/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في فرحة غامرة، أعلن الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأسبوع الماضي، خبر قبول منظمة اليونيسكو العالمية ضم واحة الأحساء السعودية إلى قائمة التراث العالمي، ولقد استقبل المواطنون السعوديون هذا الخبر بكثير من الفرحة والفخر والغبطة. ولا شك أن الجهود التي بذلت من قبل الهيئة العامة للحصول على قرار المنظمة الدولية جهود كبيرة ومضنية، واستغرقت السنوات، ولكن أخيرا تكللت الجهود - والحمد لله - بالنجاح التام، وأصبحت الأحساء ضمن قائمة التراث العالمي، جنبا إلى جنب ضمن مناطق عديدة في مملكتنا العزيزة الخيرة. إن انضمام واحة الأحساء إلى قائمة التراث العالمي يعني أن مقولة الأمير سلطان بن سلمان، التي يرددها دائما ونرددها جميعا معه، وهي أن أراضي المملكة مهد لعديد من الحضارات القديمة، وأن المملكة ليست طارئة على التاريخ، بل قام على أرضها المباركة منذ آلاف السنين كثير من الحضارات الإنسانية المشعة بأنوار الحضارة والتقدم. إن جبل قارة في منطقة الأحساء من المعجزات التي تتمتع بها منطقة الأحساء، كما أن منطقة الأحساء تعتبر أكبر واحة نخيل في العالم، وعيونها من المناطق التي تزار بقصد الاستشفاء والعلاج. إن نجاح الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في وضع خمس مناطق من مناطق المملكة في قائمة التراث العالمي جهدٌ تُشكر عليه، ولكن هذا الانتشار العالمي يضع على كاهل الهيئة مسؤولية تحويل المنطقة إلى سلسلة من المشاريع الاقتصادية الجاذبة للاستثمار، التي تجعل السياح يتسابقون إليها للسياحة والترفيه؛ حتى تصبح تلك المشاريع موردا من موارد السياحة الوطنية، التي نراهن عليها كي تكون حجر الزاوية في مشروع تنويع مصادر الدخل الوطني. وفي هذه الأيام، نلاحظ أن جميع الدول المتقدمة والناشئة وكذلك النامية تسعى إلى تعظيم إيرادات السياحة؛ لأن السياحة ببساطة تتميز بأنها مورد لا ينضب وقابل للزيادة، كما أنها تعتبر واجهة تعبر عن حضارة الدولة وإنسانيتها وأخلاقها. إن السياحة لم تعد مجرد سفر وفسحة، ولكنها أصبحت اليوم قوة ناعمة وموردا رئيسا من موارد الدولة، واقتصادنا الوطني في هذه الأيام في أَمَسِّ الحاجة إلى مورد السياحة الواعد. ومن الأشياء المتوخاة من السياحة أيضا توفير كثير من الوظائف، والمساهمة في معالجة مشكلة البطالة والعطالة؛ لأن السياحة مطرح مهم لتشغيل أعداد غفيرة من الشباب والشابات. ولقد أصبحت السياحة عند كثير من الدول المتقدمة بمنزلة المورد الأهم، وإذا كان البترول بالنسبة لاقتصاد المملكة هو المورد الأهم، فإنه من الموارد الناضبة، ونضيف إلى ذلك أن البترول لم يعد من الموارد الناضبة فحسب، بل أصبح من الموارد التي باتت تنافسها بعض موارد الطاقة الأخرى، بمعنى آخر أصبح يتهدد بترولنا ما يسمى اليوم "البترول الصخري"، وكذلك تتهدد بترولنا مصادر الطاقة البديلة، كالطاقة النووية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وغير ذلك من أنواع الطاقة المتجددة، التي دخلت مع البترول التقليدي في حلبة المنافسة. فبلادنا الفتية لا يوجد فيها فقط الحرمان الشريفان، ولكن فيها كنوز الآثار الإسلامية، وكنوز الحضارات الغابرة، وأهمها مدائن صالح، والآثار العظيمة التي تم اكتشافها في منطقة الدرعية وفي العاصمة الرياض، وأيضا هناك مدن قديمة وأطلال مدن تاريخية مثل الجوف والأحساء وجدة، والجميع يزخر بالمواقع التاريخية التي تخطف العقول والأبصار، وتسترعي اهتمام الباحثين والمثقفين والزوار. لقد درجت منظمة السياحة العالمية في كل عام على إصدار تقرير عن حركة السياحة العالمية، وفي بيانها الأخير أوضحت المنظمة الدولية أن فرنسا واصلت احتلال المركز الأول باعتبارها أكثر دول العالم استقبالا للسائحين، تليها الولايات المتحدة، ثم الصين، ولكن الولايات المتحدة احتلت المركز الأول من حيث إجمالي العائدات السياحية. والواقع أن وصولنا ــ حتى الآن ــ إلى قائمة التراث العالمي في خمسة مواقع يضع على عاتق الحكومة ومنظمات المجتمع المدني مسؤولية الحفاظ على التراث الوطني بكل وسائل التقنية الحديثة؛ حتى يظل تراثنا الوطني محتفظا بشروط البقاء في قائمة التراث العالمي بصورة دائمة، وحتى يصبح التراث الوطني كما هو مقرر له في "رؤية السعودية 2030" موردا من أهم موارد الدولة.

مشاركة :