«نعلن مرة أخرى تحذيرنا ورفضنا لاستخدام القوة في سوريا، لما يترتب عليها من تداعيات على مصلحة الشعب السوري، ووحدة سوريا، وعلى المنطقة وجيران سوريا، وبالذات على العراق ولبنان والأردن وتركيا، بل ويتفاعل هذا الخطر ليتجاوز حتى المنطقة المحيطة بسوريا»، بهذه الجمل القصيرة والملغمة عبر رئيس وزراء العراق «نوري المالكي» عن وجهة نظر العراق في «الضربة العسكرية الموجهة» لنظام بشار الأسد «الفاشي»، ويمكن للمحللين السياسيين العرب ــ كعادتهم ــ أن يدخلوا في جدل «بيزنطي» ومماحكة لا قيمة لها، حول «لماذا يرفض المالكي ضرب نظام فاشي، فيما قبل ضرب العراق للقضاء على نظام فاشي»؟. فالإشارات التي يرسلها «المالكي» في تصريحه خطيرة جدا، وأن العراق سيكون طرفا في الحرب وحدد مع أي طرف سيكون، صحيح أن القوة العسكرية للعراق دمرت ولم تعد مخيفة عسكريا، لكن الخوف أن تصبح العراق جزءا من إيران وتصبح الحدود السورية العراقية، حدود إيرانية سورية ويتم دعم «نظام بشار الفاشي» بكل أنواع الدعم من «اللوجستي إلى كل أنواع الأسلحة». أيضا الرئيس الروسي «بوتين» أرسل إشارات واضحة، وحدد أين تقف روسيا إن بدأت الضربة، وهدد «بدبلوماسية» أن القرار يجب أن يمر عن طريق القانون الدولي و«مجلس الأمن الدولي»، وهو يعرف أن روسيا لن تمرر القرار وستستخدم «الفيتو». كذلك أرسل إشارات بأن موسكو سلمت الحكومة السورية صواريخ «إس إس 300» المضادة للطائرات، وأن الصفقة وإن لم تكتمل بعد، إلا أن روسيا ستعيد النظر وستكمل الصفقة إن أعلن عن الضربة. أمريكا أيضا تكثف الاجتماعات حول مسألة الضربة وحجمها وآثارها ومضارها ومصالحها، ولكن ــ للأسف ــ ليست «كالرئيس السابق الدكتور مرسي»، فلا تبث على الهواء الاجتماعات التي تناقش فيها «الأمن القومي»، ولا أحد يعرف إلى أين ستمضي بالقضية. ويبقى السؤال: ماذا عن دول المنطقة، وهل وضعت كل الاحتمالات وكل الخيارات، وكيف ستتصرف إن لم تكن تهديدات «بوتين» إعلامية، وفتحت الحدود العراقية السورية بأكملها لإيران، واشتعلت حرب طويلة تستنزف كل دول المنطقة دمويا واقتصاديا، وبدل أن ينقذ الشعب السوري من نظام بشار «الفاشي والدموي»، يضاف شعوب أخرى في المنطقة يحتاجون من يخلصهم من الموت العبثي كالتفجيرات التي تحدث بالعراق منذ سنوات، أو الفقر وهو موت آخر لكنه بطيء؟. S_ alturigee@yahoo.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة