انتهت أمس الجولة الثانية من العودة الطوعية للنازحين السوريين من مخيمات عرسال الى بلداتهم في القلمون الغربي السوري. وواكبت دوريات من المديرية العامة للأمن العام النازحين الذين انطلقوا بسياراتهم وآلياتهم الخاصة، حتى معبر الزمراني الحدودي. والدفعة الثانية هي واحدة من سلسلة دفعات ستنطلق على مراحل من مخيمات النزوح في عرسال في اتجاه بلدات قارا، الجراجير ورأس المعرة، وفليطا، وحوش عرب في القلمون السوري. وسجلت أمس عودة 377 نازحاً نقلوا معهم آليات شملت جرافات وشاحنات وجرارات زراعية وسيارات، إضافة إلى منازل صغيرة جاهزة للسكن. وكان النازحون بدأوا بالتجمع عند مدخل وادي حميد في اتجاه الجرود، بالقرب من حاجز للجيش اللبناني، في الصباح الباكر وسط إجراءات أمنية مشددة، وانتشار كثيف للجيش، فيما استحدث الأمن العام مركزاً ميدانياً دقق في هويات المغادرين. وبدا أن أكثر العائدين كانوا من بلدتي فليطا وقارة . وعبروا عن فرحتهم الكبيرة بعودتهم الى وطنهم شاكرين لكل من ساهم في عودتهم ومن حضنهم في عرسال خصوصاً واللبنانيين عموماً. وقال أحد العائدين: «مكثنا خمس سنوات في عرسال، و «طقت» روحنا. الآن فتحوا لنا طريق العودة، إننا نتكل على الله ونشكر الدولة اللبنانية والأمن العام واللواء عباس إبراهيم وكل من ساهم بعودتنا». وناشد مختار عرسال محمد علولا الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية، «الأسراع في الإجراءات اللوجستية لتمكين أكبر عدد ممكن من النازحين من العودة إلى سورية». وأعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان، ان «في إطار متابعة موضوع النازحين السوريين الراغبين بالعودة إلى بلداتهم، واعتباراً من صباح اليوم (امس) وبالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR وحضور مندوبيها، قام الأمن العام بتأمين العودة الطوعية لثلاثمئة وسبعة وسبعين نازحاً سورياً من مخيمات عرسال إلى سورية». وأشارت إلى «أن دوريات من المديرية واكبت النازحين اعتباراً من نقطة التجمع في وادي حميد حتى معبر الزمراني الحدودي». وبالتزامن مع المغادرة، قام الصليب الأحمر اللبناني وفرق الإسعاف والطوارئ بالإجراءات اللوجستية وتقديم المساعدة الطبية اللازمة، وقال في بيان: «مواكبة لعملية مغادرة العائدين إلى سورية التي جرت صباحاً بإشراف الأمن العام اللبناني وبناء لطلب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وضع الصليب الأحمر اللبناني في نقطة التجمع في وادي حميد- عرسال سيارتي إسعاف وسيارة دفع رباعي مع 19 مسعفاً وإدارياً وعيادة نقالة مع طاقم طبي، ومنذ بدء العملية حتى انتهائها نقلت فرق الإسعاف إلى العيادة النقالة 63 حالة صحية تنوعت بين أطفال ومسنين ونساء حوامل حيث قدمت لهم العناية الصحية اللازمة وأعادتهم إلى نقطة التجمع، كما كانت مراكز الصليب الأحمر في المناطق المجاورة على جاهزية تامة من أجل تلبية أي طارئ».
مشاركة :