نددت كوريا الشمالية اليوم (السبت) بـ «المطالب المبالغ فيها» للولايات المتحدة، واصفة سلوكها بانه «مؤسف للغاية»، اثر المحادثات التي اجراها وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في بيونغيانغ. وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان نقلته وكالة «يونهاب الكورية» الجنوبية للانباء، إن «السلوك الاميركي والمواقف التي اتخذت خلال المحادثات العالية المستوى الجمعة والسبت كانت مؤسفة للغاية». وكانت المحادثات تهدف الى وضع خطة ملموسة لتخلي بيونغيانغ عن سلاحها النووي. وكانت تقرير تابع لمجموعة من الصحافيين المرافقين لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيونغيانغ أشار إلى أنه «حازم جداً» في شأن أهداف ثلاثة، من بينها نزع سلاح كوريا الشمالية النووي في شكل كامل، وذلك لدى بدئه اليوم الثاني من المحادثات في العاصمة الكورية الشمالية اليوم (السبت). وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت إن واشنطن لم تخفف موقفها إزاء نزع سلاح كوريا الشمالية النووي. وأوضح التقرير أن بومبيو «حازم جداً» في سعيه إلى تحقيق ثلاثة أهداف هي: نزع سلاح كوريا الشمالية النووي في شكل كامل، والحصول على ضمانات أمنية، وإعادة رفات العسكريين الأميركيين الذين قتلوا خلال الحرب الكورية التي استمرت من العام 1950 حتى 1953، بحسب ما قال التقرير. وبدأ بومبيو في بيونغيانغ يوماً ثانياً من المحادثات مع المسؤول الثاني في النظام الكوري الشمالي مع كيم يونغ شول، في محاولة لوضع خطة لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. وأقام بومبيو في دار للضيافة في بيونغيانغ حيث أجرى محادثات مع كيم يونغ شول. والهدف من هذا اللقاء هو إعداد خريطة طريق مفصّلة نحو «نزع السلاح النووي في شكل تام من شبه الجزيرة الكورية»، بحسب الاتفاق بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون خلال قمتهما التاريخية بسنغافورة في 12 حزيران (يونيو). ولم يتضح ما إذا كان الزعيم الكوري الشمالي سيستقبل وزير الخارجية الأميركي. وصباح السبت، غادر بومبيو مقر إقامته إلى مكان أجرى فيه مكالمة آمنة مع ترامب، بعيداً من أيّ مراقبة كورية شمالية محتملة، قبل أن يستأنف محادثاته حوالى الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (منتصف الليل ت غ). وسأل كيم يونغ شول الوزير الأميركي ما إذا استطاع النوم جيداً خلال ليلته الأولى في كوريا الشمالية، فردّ الأخير بالإيجاب، وتبادل الرجلان الحديث لوقت قصير قبل أن يُطلَب من الصحافيين مغادرة الغرفة. وقال بومبيو: «نعتبر الأمر في منتهى الأهمية لأنه أول اجتماع رفيع وجهاً لوجه منذ القمة بين الزعيمين (ترامب وكيم)». وأضاف أن «الرئيس ترامب تعهّد مستقبل أكثر إشراقاً لكوريا الشمالية». وتابع أنّ «العمل الذي نقوم به على طريق النزع الكامل للسلاح النووي، من خلال بناء علاقة بين بلدينا، هو أمر حيوي لكوريا شمالية أكثر إشراقاً، ونجاحٌ يطلبه منا رئيسانا». فردّ كيم يونغ شول أنه «بالطبع إنه أمر مهمّ. هناك أشياء يجب أن أقوم بتوضيحها». وزاد بومبيو أن «هناك أشياء يجب أن أوضحها أنا أيضاً». وكان كيم يونغ شول افتتح محادثات الجمعة قائلاً: «كلما التقينا، ازدادت صداقتنا عمقاً، كما آمل»، مشيراً إلى أنه «كلما زرتنا ازداد حجم الثقة التي يمكننا بناؤها بين بعضنا البعض.. انها الزيارة الثالثة لبومبيو إلى الشمال». وكان بومبيو بدأ مساعيه الديبلوماسية في كوريا الشمالية عندما كان لا يزال مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه). وبعد تعيينه وزيراً للخارجية ظل المحاور الأساسي عندما أصبحت المفاوضات علنية. ومنذ لقائه التاريخي مع كيم، بدا ترامب متفائلاً حيال فرص السلام في شبه الجزيرة الكورية المقسمة منذ الحرب الكورية 1950-1953، مشدداً على أن التهديد بحرب نووية بات مستبعداً. وتأمل واشنطن بأن يبدأ النزع التام للاسلحة النووية في غضون عام، لكن العديد من المراقبين المختصين ومنتقدين لترامب يحذرون من أن تعهدات القمة مع كيم لا تعني الكثير وأن العملية يمكن أن تستغرق سنوات حتى لو بدأت.
مشاركة :