صراحة – خالد الحسين :تباينت أراء الميدان التعليمي حول أهمية دفتر التحضير كأداة رئيسية في العملية التعليمية بين الرفض و القبول ، و أكد عدد من التربويين في الميدان أنه يجب النظر في “دفتر التحضير” كون لا أهمية له في ظل تطور المناهج و عدم استقرار المعلم في تدريس المقرر واصفين دفتر التحضير بأنه عبء إضافي على المعلم . و بين الرغبة في اختصار الوقت و الجهد و البحث عن الجودة يلجأ بعض المعلمين للتحضير الجاهز كأحد الوسائل المخففة من الأعباء – حسب قولهم – وتزخر المكتبات و مواقع التواصل الاجتماعي بهذه التحاضير، وبين الجودة و غلاء السعر لا يجد المعلم مفرا منها كونها الوسيلة الأمثل في نظرهم التي تجعلهم يحصلون على الجهد الأقل في الوقت الأقل . من جانبها جعلت المؤسسات التعليمية “كما أطلقت على نفسها ” الدرس سهلا في متناول المعلم و بذات الوقت وفرت له سبل الراحة و اختصار الوقت ، إذ حققت تلك المؤسسات نقلة كبيرة منذ بدايتها عبر المنتديات و المدونات بتحضير المقررات الدراسية بأسلوبها التقليدي الذي يعتمد على الأهداف ، المحتوى الجدول ، توزيع المنهج …إلخ ، وصولا لبناء درس متكامل و متماشي مع المقررات الحديثة و مدعم بالأنشطة المختلفة ، ويبقى السؤال قائما من الذي يتولى هذا الإعداد ؟ و ما مدى جودة و موائمة التحضير الجاهز مع الأساسيات التربوية و التعليمية ؟ إضافة إلى المبالغة في الأسعار و العمل دون رخصة ، كل هذه الأسباب و المرئيات أطلقت العنان للوقوف حول موضوع ” التحضير ” أهميته بالنسبة للمعلم والقائد و المشرف و إمكانية استمراريته في ظل التغيرات التي تشهدها المقررات الدراسية . في الوقت الذي استطاعت ” عين بوابة التعليم الوطنية” منذ تدشينها، تذليل كل الصعوبات التي يواجهها المعلم في عملية التحضير و اقتحام الميدان بقوة ، وقدمت البوابة دليلا متكاملا لشرح آلية التسجيل و الدخول و الاستفادة من الخدمات المتاحة، و منحت البوابة الصلاحية الكاملة للمعلم و الطالب و ولي الأمر و المشرف و القائد الاطلاع على البوابة و التمتع بكافة الخدمات التي يحتاجها في إطار مهني و مدروس و تشرف شركة تطوير للخدمات التعليمية على البوابة بمشاركة عدد من المتخصصين و التربويين و الخبراء . شكليات و هدر و جهد : يتمنى أحمد الزهراني “معلم” تقاعد دفتر التحضير لأنه من الشكليات التي يهتم بها المشرف والقائد و من تجربته الشخصية يرى الزهراني أنه لا جدوى منه في العملية التعليمية مؤكدا أن اهتمام المعلم بالشرح و تجويد التعليم أفضل . توافقه بذلك “المعلمة “وجدان الربيع و التي ترى أنه مجرد هدر ورقي و هدر للوقت و الجهد، مضيفة الربيع أنها تحمل عبئا كبيرا في تحضير الدروس كونها معلمة لغة عربية و تقوم بتدريس أكثر من مقرر دراسي الأمر الذي اضطرها للتحضير الجاهز الذي لم تجد به جدوى سوى تسهيل عملية الكتابة، مشيرة إلى تكرار المحتوى في كل التحضيرات الإلكترونية التي اطلعت عليها . سعر رمزي لتحضير معتمد : و يرى سليمان بن سعيد “معلم” أن التحضير عنوان المعلم كما للكتاب عنوان، مؤكدا أن دفتر التحضير المتميز لن يتقاعد مثله مثل الكتاب المتميز، بل سيهتمون في إعادة طباعته وتنقية، ولكنه لا ينكر أيضا أن التحضير يهم بالدرجة الأولى القائد و المشرف لكونه أحد معايير الأداء الوظيفي الأمر الذي جعل عدد من المعلمين يلجأون للتحضير الجاهز المكلف خاصة لمن يدرس أكثر من مقرر، و اقترح سليمان أن تشكل الوزارة لجنة يعدون تحضيرا مميزا يتم طباعته من قبل الوزارة طباعة مميزة ويتم بيعها للمعلمين بسعر رمزي أو بسعر التكلفة . بدائل حديثة و نموذجية : بينما قائد المدرسة علي عبد القادر يعتبر دفتر التحضير أحد ضوابط العمل التربوي و يعتمد على خطة المعلم طوال العام الدراسي و هو مرآة لأعماله و منظما لدرسه لتحقيق الأهداف بأقل جهد ممكن ، و حول استمرار التحضير قال “عبد القادر” : المنهج الجديد المطور الآن لا يحتاج إلى تحضير و يجب البحث عن بدائل مناسبة و متطورة منوها أن معلم المستقبل يجب ان يستلم في بداية العام حقيبة تربوية تحوي تحضيرا نموذجيا ، ووسائل حديثة ، لكل درس تصمم على شكل عروض بوربوينت ، لكل درس ما يناسبه من طرق التدريس الحديثة، تعد هذه الحقيبة في قسم الوسائل التعليمية وتعد مادتها العلمية عن طريق مشرفي المواد في كل إدارة تعليم ويصبح مشروعا وزاريا ويتم الإشراف على المعلم من خلال تلك الحقيبة التربوية بما حوت ويقوم من خلال الإنجاز . الاطلاع و التجديد مطلب : آمنة العسكر معلمة رياضيات و علوم الحاسب تقول : العملية التعليمية منظومة متكاملة تعتمد على ركائز عدة لنجاح سيرها، والمعلم أهم هذه الركائز، وحتى ينجح المعلم في أداء عمله كما لابد من إعداده الإعداد الصحيح وتوفير الوسائل التعليمية اللازمة ، يستوجب على المعلم الاطلاع على كل جديد في هذا المجال والاستعداد الجيد للدرس وما إلى ذلك لتحسين أدائه الوظيفي، منوهة لأهمية دفتر التحضير كونه من الوسائل التي يعتمد عليها المعلم لتحضير الدرس والاطلاع عليه وتجهيز ما يلزم وتنظيم أفكاره وسير الدرس، كما يتيح دفتر التحضير المجال للمشرف للاطلاع على طريقة المعلم في أداء الدرس ومتابعته بشكل ضيق. وذكرت العسكر : بحكم اطلاعي وخبرتي أجد أنه يمكن الاستغناء عن دفتر التحضير لتوفير الوقت والمجهود والمال واستبداله إلكترونياً كأن يكون للمعلم موقع إلكتروني يطرح ويشارك زملائه للاستفادة ويتيح للمشرف الاطلاع والمتابعة. حفظ لحقوق المعلم : واقترحت مشرفة تربوية : بعمل دراسات ميدانية مباشرة لقياس جدوى دفتر التحضير و وضع استراتيجيات لتطويره ، و هي تعتبره رمز لشخص المعلمة يقاس اهتمامها و حرصها و أهم المرجعيات العلمية للمعلم أثناء الدرس و حفظ لحقوقه ، و لا تمانع من الاستعانة بالتحضير الجاهز كمعين للمعلم في ظل التقدم التقني . ثقة و تنظيم و جودة عالية : صالح المعلوي “معلم كيمياء ” يرى أن التحضير الجيد يكسب المعلم ثقة بالنفس فعندما يقف المعلم بين طلابه و قد نظم طريقة عرضه سيعطيه دفعة معنوية وثقة عالية بعطائه و بعرض أكثر حيوية و تشويقا ونفعا و تنعكس تلك الثقة على طلابه و يحكي تجربته مع بوابة عين التعليمية قائلا ” تعاملت مع تحضير البوابة و لكن للأسف لا أستطيع أن أطلق عليها تحضير بل خطة دراسية إلكترونية حيث تنقلك لأيقونة الدرس بمحتواه بصيغةpdf ويتم طباعته كخطة وليس تحضير، مقترحا توفير تحضير cd لكل مقرر دون الحاجة للأنترنت لعدم توفرها في بعض المدارس. و أيدت ” نبيلة الداعور ” مشرفة بوزارة التعليم استمرار التحضير و لكن بطريقة إلكترونية تصل للطالب و المشرف قبل الدرس و تخضع لمعايير تقنية عالية الجودة مع انتفاء إغفال المحتوى العلمي الصحيح و السليم للمادة العلمية، مشيرة إلى أنها وجدت صعوبة كبيرة في إنشاء حساب على بوابة عين للاطلاع عليها و وضع مرئياتها . تطوير قائم و مستمر : من جانبها أكدت مدير عام الإشراف التربوي بوزارة التعليم ” نهاية الخنين” : أن التحضير عملية مستمرة في ظل التطوير الذي تعمل الوزارة عليه حاليا ولم يعد الأمر محصورا في دفتر التحضير كأحد الوسائل التعليمية في إعداد الدرس الجيد، مؤكدة أنه تم تشكيل لجنة سابقا لدراسة تطوير طريقة التحضير ، و تم عقد ورش عمل من مشرفين و معلمين و متخصصين و بالتعاون مع شركة تطوير للخدمات التعليمية أنشيء موقع ” عين بوابة التعليم الوطنية ” ، حيث يستطيع أي زائر الدخول للبوابة دون تسجيل أو بتسجيل إذا كان طالبا أو معلما أو ولي أمر أو مشرف أو غير ذلك و الاستفادة من الأيقونات المتوفرة على الموقع و بإمكان المعلم الاطلاع على الدروس التي يرغب بتحضيرها ، والاستفادة من التدريبات و القصص و الوسائل وأوراق العمل المتوفرة في خانة خطط درسك . و نوهت الخنين إلى أن المعلم باستطاعته إضافة وتعديل المحتوى الذي يرغبه، و يحفظ الموقع له تلك الحقوق، مبينة أن تطوير الموقع و طريقة التحضير قائم في ظل التغيير الذي تشهده المناهج و استراتيجيات التدريس .
مشاركة :