بومبيو يقر بصعوبة محادثات نزع السلاح النووي مع بيونج يانج

  • 7/9/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

تجاهل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اتهامات كوريا الشمالية له باتباع دبلوماسية «رجال العصابات» خلال المفاوضات في بيونج يانج، قائلا اليوم الأحد، إنه سيواصل محادثات نزع السلاح النووي مع بيونج يانج بعد لقاء مع نظيريه من اليابان وكوريا الجنوبية. وقال بومبيو في طوكيو، إنه لا يزال هناك عمل كثير يتعين القيام به، لكنه واثق من أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، سيلتزم بتعهده بالتخلي عن الأسلحة النووية الذي قطعه خلال قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سنغافورة الشهر الماضي. وجاء اجتماع بومبيو مع وزير الخارجية الياباني تارو كونو، ووزيرة الخارجية الكورية الجنوبية كانج كيونج هوا، بعد يومين من المحادثات في بيونج يانج انتهت أمس السبت. وأضاف بومبيو في مؤتمر صحفي، «عندما تحدثنا إليهم بشأن نزع السلاح النووي لم يقدموا ردا سلبيا… ينتظرنا طريق صعب وينطوي على تحديات ونعرف أن المنتقدين سيحاولون التقليل من العمل الذي أنجزناه». وعبر أعضاء بارزون بمجلس الشيوخ الأمريكي عن قلقهم بشأن الكلمات اللاذعة الصادرة عن كوريا الشمالية، وطالبوا إدارة ترامب بمواصلة الضغط على بيونج يانج. وقالت السيناتور جوني إرنست، من الحزب الجمهوري والعضو بلجنة القوات المسلحة، إن المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية والتي علقت لإظهار حسن النوايا تجاه كوريا الشمالية يجب أن تستأنف «قريبا» إذا تعثرت محادثات نزع السلاح النووي. وقال بومبيو، إنه لمس تقدما في بيونج يانج، لكنه أوضح، أن الولايات المتحدة لن تخفف العقوبات الراهنة أو تغير تعهدها «القوي» بالدفاع عن حليفتيها كوريا الجنوبية واليابان. وتحدث بومبيو بعدما قالت كوريا الشمالية في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية بعد مغادرة بومبيو لبيونج يانج، إن المحادثات التي انعقدت على مدى يومين مع وزير الخارجية الأمريكي «وضعتنا هذه المرة في موقف خطير ربما تتزعزع فيه إرادتنا الثابتة من أجل نزع السلاح النووي بدلا من تعزيز الثقة بين جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والولايات المتحدة». وكان كيم قطع تعهدا في سنغافورة «بالعمل صوب نزع السلاح النووي»، لكنه لم يقدم تفاصيل بشأن كيفية وموعد تفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي. وقدم ترامب بدوره ضمانات أمنية لبيونج يانج، وتعهد بوقف المناورات العسكرية الواسعة النطاق مع كوريا الجنوبية. وتُذكر أحدث تصريحات لكوريا الشمالية، والتي جاءت بعد أن قال بومبيو، إن المحادثات حققت تقدما، بالصعوبات التي واجهتها الإدارات الأمريكية السابقة في التفاوض مع بيونج يانج، وتشير إلى أنها ربما ترفض أي عملية سريعة لنزع السلاح النووي. وأشارت نتائج مسربة توصلت إليها أجهزة المخابرات الأمريكية إلى أن كوريا الشمالية لا تعتزم التخلي عن برنامجها النووي بالكامل. وتعهد ترامب بأنه لن يسمح لكوريا الشمالية بتهديد الولايات المتحدة بصواريخها الباليستية وأسلحتها النووية. وجاءت قمته مع كيم في سنغافورة بعد أشهر من تبادل التصريحات الحادة والتهديدات.بقاء الخطر العسكري قال بومبيو، إنه لم يلتق بكيم في زيارته الأخيرة لبيونج يانج مثلما فعل في زيارتيه السابقتين لكوريا الشمالية. وفي كلمة ألقاها في فيتنام اليوم الأحد، حث بومبيو كوريا الشمالية على اتباع نموذج فيتنام قائلا، إنه يعتقد أن بيونج يانج قد تحذو حذو هانوي نحو تطبيع العلاقات مع واشنطن وتحقيق الرخاء. وقال بومبيو في هانوي، «الولايات المتحدة واضحة بشأن ما تريده من كوريا الشمالية… الخيار الآن لدى كوريا الشمالية وشعبها». وأضاف، «إذا تمكنوا من عمل هذا فسوف يظلون في الذاكرة وسيشار إلى الرئيس كيم على أنه بطل الشعب الكوري». وعبر بعض المحللين والمشرعين عن قلقهم قائلين، إن المحادثات تواجه صعوبات على الأرجح، لكن آخرين يعتقدون أن كوريا الشمالية تستخدم الدهاء في التفاوض. واتهم سيناتور أمريكي، الصين بتشجيعها لكوريا الشمالية على اتخاذ موقف متشدد. وقال السيناتور لينزي جراهام، «أرى أيادي الصين في كل هذا»، مضيفا، أنه يعتقد أن الصينيين «يؤثرون» على كوريا الشمالية بسبب النزاع التجاري الأمريكي- الصيني. ويقول ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، على «تويتر»، إن خطر القيام بعمل عسكري قائم، إذ أن ترمب قد يزعم الآن أنه أعطى الدبلوماسية فرصة، لكن كيم خانه. وأضاف، «لكن عقد قمة على عجل وطرح مطالب لكوريا الشمالية بنزع السلاح النووي في فترة قصيرة وإلا (ستواجه العواقب) ليس اختبارا جادا للدبلوماسية».الخطوات الأولى قالت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية، إن بلادها لا تعتقد بأن الولايات المتحدة خففت مطالبها من بيونج يانج. وأضافت كانج، «زيارة الوزير بومبيو لبيونج يانج هذه المرة مثلت الخطوات الأولى… نتوقع أن يلي ذلك المزيد من المفاوضات البناءة والمثمرة». وقال بومبيو على «تويتر» بعد أن التقى بكونو، إنه ذهب إلى طوكيو لمناقشة التحالف الأمريكي مع اليابان، ومواصلة «الضغوط القصوى» على كوريا الشمالية، وهو تعبير كانت إدارة ترامب قد تخلت عنه بعد قمة سنغافورة. وقال بومبيو في طوكيو، «لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لنحدد ما هو الجدول الزمني بالضبط». وأضاف، أنه حث كوريا الشمالية أيضا على تنفيذ وعد متعلق بتدمير موقع لاختبار محركات الصواريخ، وأن الولايات المتحدة تريد أن يحدث ذلك «قريبا». وقال بومبيو، إن المحادثات أسفرت عن اتفاق على تشكيل «مجموعة عمل» للإشراف على التواصل اليومي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. ومن المقرر أن يلتقي مسؤولون من الجانبين الأسبوع المقبل في بانمونجوم على الحدود بين الكوريتين لمناقشة عودة رفات نحو سبعة آلاف جندي أمريكي مفقودين منذ الحرب الكورية في الخمسينيات. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية، إن الشمال عرض أيضا مناقشة إعلان انتهاء الحرب بالتزامن مع ذكرى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الشهر المقبل، لكن الجانب الأمريكي لم يبد اهتماما يذكر بالأمر، محددا «شروطا معينة وأعذارا».

مشاركة :