قال لـ"الاقتصادية" لي هواشين السفير الصيني لدى السعودية، إن التبادل التجاري بين المملكة والصين ارتفع 18 في المائة خلال عام واحد، حيث وصل إلى أكثر من 50 مليار دولار في 2017، متوقعا أن تدعم مبادرة الحزام والطريق التعاون التجاري بين البلدين. وأكد أن السعودية وقعت على اتفاقية مبادرة الحزام والطريق مع الصين، مبينا أن العمل جار حاليا على أساليب التمويل التي تعزز التعاون بين الدولتين من خلال المبادرة، حيث تعتزم الصين عقد مؤتمر خلال 2019 لبحث كل ما يتعلق بالمبادرة التي وصفها بـ"السيمفونية" التي ستستفيد منها الدول كافة بما فيها دول أمريكا اللاتينية. وأشار إلى أن الصين تعد أكبر شريك تجاري للسعودية، إذ إن الواردات الصينية تقدر بنحو 18 مليار دولار، تتنوع بين المنسوجات والآلات ومواد البناء وغيرها، مؤكدا وجود مباحثات لدراسة كيفية السماح بدخول العقاقير الصينية إلى المملكة. وأوضح أن الصين تعتزم الاستثمار في مصنع ضخم بالبيتروكيماويات في جازان تصل استثماراته الأولية إلى مليار دولار، والنهائية 3.5 مليار دولار، متمنيا البدء فيه خلال 2019، إضافة إلى البدء بإنجاز مصنع للإطارات. وذكر أن الصين أصدرت خلال عام واحد 40 ألف تأشيرة للسعوديين، مبينا أن الجانب الصيني يترقب إعلان المملكة بالسماح للصينيين الدخول بدون تأشيرة مسبقة، وذلك لتفعيل هذا الإجراء. وبخصوص الرسوم التي ستفرضها الولايات المتحدة على الصادرات الصينية، قال إن هذه الرسوم ستؤثر في التجارة بين الدولتين، واصفا القرار الأمريكي بغير العادل. وأفاد بأن عدد الشركات الصينية المستثمرة في السعودية يصل إلى 140 شركة مسجلة، إضافة إلى شركات الاستيراد والتصدير غير مسجلة، لافتا إلى وجود الكثير من الشركات الصينية تدرس الاستثمار مستقبلا في السوق السعودية. وذكر السفير الصيني أن رؤية 2030 تتلاقى مع مبادرة «الحزام والطريق– طريق الحرير» المبنية على أسس المشاركة في المناقشة، والبناء، والاستفادة، كما تغطي المبادرة مثل «رؤية المملكة 2030» الجوانب السياسية والبنية التحتية والمالية والتجارة والجوانب الإنسانية الثقافية، ما دفع الصينيين للتركيز على كيفية الربط بينهما. وأوضح أن هناك مشروعات حول هذا الأمر، بعضها بدأت والبعض الآخر يتم التخطيط لإطلاقها، مؤكدا أن الصين تعهدت بأن تكون شريكا قويا موثوقا به للمملكة. إلى ذلك، بدأت في العاصمة الصينية بكين أمس، أعمال منتدى التعاون العربي - الصيني وذلك لبحث سبل تفعيل ودعم العلاقات العربية - الصينية في مختلف المجالات ولا سيما في المجال الاقتصادي. وسيستهل المنتدى أعماله بالاجتماع التشاوري لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تنسيق المواقف العربية بشأن الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي - الصيني والمقرر عقده غدا. كما سيعقد اجتماع تشاوري آخر عربي - صيني لمناقشة تنفيذ برنامج عمل المنتدى إلى جانب بحث عدد من القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك على أن يتم رفع ما تم التوصل إليه إلى الاجتماع التحضيري للمنتدى على مستوى كبار المسؤولين الذي سيعقد اليوم. وسيستعرض الاجتماع الوزاري للمنتدى الفعاليات والأنشطة التي عقدت في الدورة السابعة للمنتدى في عام 2016 كما سيبحث سبل تطويره وآفاقه المستقبلية مع تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا السياسية والدولية ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. ومن المتوقع أن يخرج الاجتماع الوزاري بالعديد من القرارات والتوصيات أبرزها التوقيع على ثلاث وثائق هي "إعلان بكين" للدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي - الصيني والبرنامج التنفيذي للمنتدى بين عامي 2018 و2020 والإعلان التنفيذي العربي - الصيني الخاص بمبادرة "الحزام والطريق".
مشاركة :