يحلم قائد المنتخب الإنكليزي هاري كين بتكرار أهم لقطة مضيئة في تاريخ الكرة الإنكليزية عندما رفع قائد «الأسود الثلاثة» بوبي مور كأس العالم في نسخة 1966 بعد الفوز في المباراة النهائية على منتخب ألمانيا الغربية، وتبدو الفرصة الآن أمام كين ورفاقه ممكنة أكثر من أي وقت مضى للعودة إلى الديار وبرفقتهم كأس العالم 2018، إذ قدم المنتخب الإنكليزي أداء مقنعاً في الدور الأول بمونديال روسيا بالفوز على تونس وبنما والهزيمة أمام بلجيكا ثم تخطي كولومبيا العنيدة بركلات الترجيح في ثمن النهائي، قبل بلوغ الدور النصف النهائي بفوز مستحق على السويد، ليواجه المنتخب الكرواتي الشرس في الخطوة الأخيرة قبل الظهور على المسرح الكبير للمباراة النهائية. وتولى مهاجم توتنهام هاري كين شارة قيادة منتخب بلاده في كأس العالم في روسيا بدعم من مدرب المنتخب الإنكليزي غاريث ساوثغيت، الذي يرى فيه مواصفات القائد ولم يخيب ظنه، إذ سجل ستة أهداف في شباك منافسي الإنكليز ليقترب بقوة من إنجاز مواطنه غاري لينكر، الذي توج بلقب هداف مونديال 1986. وأدى تألق كين في المونديال الروسي إلى رفع قيمته السوقية إلى 300 مليون جنيه إسترليني بحسب تصريحات نجم توتنهام المعتزل غرهام روبرتس. كان الظهور الأول لكين مع توتنهام في 2011 بعد أن قضى بعض المواسم على سبيل الإعارة مع ميلوول وليستر سيتي ونورويتش سيتي، وأصبح أساسياً في 2015 وسجل 31 هدفاً، واختير أفضل لاعب شاب في إنكلترا هذا الموسم، وسجل أكثر من 100 هدف لتوتنهام، وأصبح في المركز التاسع في قائمة أفضل هدافي الفريق عبر التاريخ. وعلى المستوى الدولي، مثّل إنكلترا في مراحل الناشين والشباب، وصنفته «الغارديان» بأنه خامس أفضل لاعب في العالم لعام 2017. وبعد الأداء الرائع مع توتنهام اختاره المدرب روي هودسون في تشكيلة إنكلترا في تصفيات بطولة أمم أوروبا 2016، ولعب أول مباراة دولية على ملعب ويمبلي بديلاً للنجم واين روني ضد ليتوانيا. ويعد هاري كين من أصغر اللاعبين في العالم الذين ارتدوا شارة القيادة في منتخباتهم، إذ يبلغ 24 عاماً، وبزغت نجومتيه في مونديال روسيا، إذ سجل هدفي إنكلترا في شباك تونس (2-1) ثم سجل هاتريك في فوز إنكلترا على بنما (6- 1)، وبات ثالث لاعب إنكليزي يسجل «هاتريك» في مباراة في كأس العالم بعد جيوف هورست ضد ألمانيا الغربية في نهائي كأس العالم 1966 وغاري لينيكر ضد بولندا في عام 1986. وفي مباراة كولومبيا في دور الـ 16 سجل سادس أهدافه.