واشنطن – ابتكر باحثون أميركيون ضمادة ذكية مصممة لرصد ومعالجة الجروح المزمنة بشكل فعال وخاصة الجروح والتقرحات الناتجة عن مرض السكري. وطور الابتكار باحثون بجامعة “تافتس” الأميركية، ونشروا نتائج أبحاثهم في العدد الأخير من دورية “Small” العلمية. وأوضح الباحثون أن الجروح الجلدية المزمنة، الناتجة عن الحروق ومرض السكري وغيرها من الحالات الطبية، يمكن أن تؤدي إلى إبطاء القدرات التجددية للجلد. وقالوا إن الجروح الجلدية المزمنة غالبا ما تؤدي إلى الإصابة بالعدوى وصولا إلى بتر الأطراف. وللمساعدة على شفاء تلك الجروح، صمم الباحثون ضمادات مزودة بأداة ذكية. وتطلق الضمادات جرعات دوائية إلى الجلد، في استجابة ذاتية لدرجة الحرارة، وذلك لمكافحة العدوى والالتهاب. وأشار الفريق إلى أن الاختراع مزود بأجهزة استشعار ذكية، تقيس درجة الحموضة والحرارة ومحملة بجرعات من المضادات الحيوية والأدوية. وقال الباحثون إن المرضى الكبار في السن، الذين يعانون من جروح مزمنة، لا يمكنهم التنقل بسهولة في أغلب الأحيان وقدرتهم على رعاية أنفسهم أو التردد إلى العيادات الطبية محدودة. ولفتوا إلى أن الضمادات الجديدة توفر مراقبة دقيقة للجروح وإطلاق جرعات الدواء في الوقت المناسب، بتدخل محدود من المريض أو مقدمي الرعاية. وتعتبر مشكلة تطور جروح القدم أو أسفل الساق أحد أكثر المضاعفات المحبطة والموهنة لمرضى السكري، التي بمجرد أن تتشكل يمكن أن تستمر لأشهر دون التئام، ما يؤدي إلى آلام شديدة ومضاعفات خطيرة. ويعاني نحو ربع مرضى السكري من مثل تلك المضاعفات، التي يقتصر علاجها في الغالب على العناية القياسية، مثل الضمادات الرطبة وإزالة الأنسجة التالفة، التي تقلل الضغط على الجرح. وعلى الرغم من هذه التدابير، فإن المضاعفات تستمر في الكثير من الأحيان، ما يضطر الأطباء إلى إجراء عمليات بتر، وتعتبر جروح السكري السبب الرئيسي لبتر الأطراف في الولايات المتحدة. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو 90 بالمئة من الحالات المسجلة في العالم لمرض السكري هي من النوع الثاني، الذي يظهر أساسا جراء فرط الوزن وقلة النشاط البدني. في المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكري عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم وتكون معظمها بين الأطفال.
مشاركة :