توشك محنة فريق كرة قدم مدرسي مكون من 12 صبياً ومدربهم، حوصروا في كهف شمال تايلاند مغمور بالمياه منذ أكثر من أسبوعين، على بلوغ نهاية سعيدة بعد أن أُعلن أمس إنقاذ 4 منهم، فيما ينتظر الباقون استئناف العمليات اليوم. وكان الأطفال يستكشفون معالم الكهف عندما حوصروا ومدربهم فيه، بعد ارتفاع منسوب المياه في 23 حزيران (يونيو) الجاري. ويقبع الفريق في ظلام دامس داخل الكهف، ويعتلي صخرة مرتفعة عن المياه طوال أسبوعين. ولكن، على مدى الأيام الماضية، نجح غواصو الإغاثة في تقديم طعام واسطوانات أكسجين ومساعدات طبية للفريق. وارتفع منسوب التفاؤل أمس، عندما أعلنت السلطات في إقليم تشيانج راي إنقاذ أول مجموعة من الفتية، مشيرة الى إخراج أربعة منهم نقلوا إلى المستشفى، خلال عملية محفوفة بالمخاطر بعد تزايد المخاوف من زيادة منسوب المياه داخل الكهف بسبب هطول الأمطار المستمر، علماً أن السلطات قررت التحرك بعد الاعتقاد بأن منسوب المياه داخل الكهف هو في أدنى مستوياته الآن بعد شفط ملايين اللترات إلى الخارج. ويسابق 18 غواصاً، بينهم 13 أجنبياً، وخمسة من أفراد القوات الخاصة التابعة للبحرية التايلاندية، الزمن لإخراج الفتية الذين لا يجيد معظمهم السباحة، عبر ممرات ضيقة ومعقدة مغمورة بالمياه، في مهمة أدت الى موت غواص سابق بالبحرية التايلاندية الأسبوع الماضي. ومع حلول الليل، توقفت عملية إنقاذ الثمانية المتبقين، على أن تستأنف صباح اليوم. وقال أحد قادة الجيش المشاركين في العملية، إنها قد تستمر ثلاثة أو اربعة أيام وفق ظروف الطقس في المنطقة، علماً أنه فصل الرياح الموسمية والأمطار الغزيرة. وانتظر 13 فريقاً طبياً خارج الكهف امس، وخصص لكل فريق منها طائرة هليكوبتر وسيارة إسعاف بما يتوافق مع عدد من سيتم إنقاذهم. وقال قائد مهمة الإنقاذ نارونجساك أوسوتاناكورن في مؤتمر صحافي: «تمكنا من إنقاذ أربعة أطفال ونقلهم إلى المستشفى... إنه نجاح كبير لجميع الفرق. هناك آلاف الأشخاص يساعدوننا في العملية». وذكر أن فرق الإنقاذ تحتاج الآن لما لا يقل عن عشر ساعات للتحضير لعمليتها التالية، والتي سيشارك فيها نحو 90 غواصا في المجمل، من بينهم 50 من دول أجنبية. وكان وصف العملية في وقت سابق: «اليوم هو ساعة الصفر». وقال حاكم المنطقة نارونغاسك أوسوتانكورن إن «الأطفال مستعدون لمواجهة أي تحد للخروج من الكهف». وأضاف أن طبيباً أسترالياً في فريق الإنقاذ تفقّد الحالة الصحية للفتية مساء السبت، وأكد أنهم أقوياء جسدياً ومعنوياً، ويمكن بدء عملية إنقاذهم. وأكد الحصول على موافقة الأطفال وعائلاتهم على البدء في عملية الإنقاذ. وأضاف أن الظروف الآن «مواتية بدرجة ممتازة»، لكن ثمة مخاوف من هطول الأمطار الموسمية، ما سيؤدي إلى امتلاء ممرات المرور الضيقة بالمياه. وتجمع عدد كبير من المتطوعين وعمال الإنقاذ، بالإضافة إلى العديد من وسائل الإعلام، حول فتحة الكهف خلال الأسبوع الماضي، لمتابعة عملية الإنقاذ، علماً أن السلطات طالبت الصحافيين بإخلاء المنطقة المحيطة بالكهف لتسهيل مهمة فرق الإنقاذ. واجتذبت محنة الفتية اهتماماً إعلامياً واسع النطاق في تايلاند وفي الخارج، كما من شأن إخراجهم سالمين أن يدعم موقف المجلس العسكري الحاكم قبل انتخابات عامة تجرى في البلاد العام المقبل. وقال ناطق باسم الحكومة التايلاندية إن رئيس الوزراء برايوت تشان-أوتشا يعتزم زيارة موقع الكهف اليوم. ورئيس الوزراء هو أيضا قائد المجلس العسكري الذي سيطر على السلطة في البلاد عام 2014.