حبيبي يا نور العين وكباب ونارجيلة تغزو أقدم شوارع موسكو

  • 7/9/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو/ علاء وليد/ الأناضول لا تكتمل الرحلة إلى موسكو إلا بزيارة شارع "أربات" أقدم شوارع العاصمة الروسية والشهير بشارع "الموسيقا والفنون". وفي موسكو مثل قديم يقول إذا أردت أن تستمع بالحياة والموسيقى عليك بشارع أربات. زائر "أربات"، ومراسل "الأناضول" كان أحدهم، منذ لحظة نزوله في محطة المترو القريبة التي تحمل الاسم ذاته يدرك أنه سيحظى بجولة ممتعة تُحفر في ذاكرته. ففي ممرات المترو المؤدية إلى الشارع الشهير وعلى مخارجها ينتشر العازفون كلّ يحمل آلته الموسيقية وينشد الفوز بإعجاب المارة وتفاعلهم معه. فنان يعزف على الساكسفون ويتمايل مع أنغامه وأخرى تعزف على الغيتار وثالثة كذلك ويتحلق حولهم الناس تارة يصفقون وتارة يتمايلون مع الأنغام وتارة ثالثة يندمجون في الأجواء ويبدأون بالرقص أفرادا وجماعات. في كل ركن وزاوية وكلما اقتربت من الشارع وعند دخولك إليه فإن عدد العازفين يزداد وكذلك الزوار ففي كل زاوية وركن في الشارع الطويل هنالك نوع من الموسيقى والغناء ينطلق. موسيقا كلاسيكية هنا وأخرى تقليدية هناك، عزف منفرد هنا وفرقة روك هناك وحول كل منهم يتحلق الجمهور ليستمتعوا بما يداعب مشاعرهم وأذواقهم. ويتميز الفنانون والفرق الذين يقدمون إبداعاتهم للجمهور في أربات بمستويات احترافية متباينة فمن الفرق الشابة وفرق الهواة إلى الموسيقيين المحترفين والمخضرمين. والجميع يتنافس في امتحان الحصول على أكبر نسبة من الجمهور وتفاعلهم معه، ولا يخلو الأمر من أن البعض يتخذ من هذا العزف مصدرا للعيش من خلال النقود التي قد يضعها بعض الحضور في علب يخصصها العازفون لذلك كنوع من الدعم لهم وللفن. "حبيبي يا نور العين" وفجأة في خضم هذه الأجواء تسمع أغنية "حبيبي يا نور العين" الشهيرة للفنان المصري عمرو دياب تنبعث من مكبرات صوت أمام إحدى محلات بيع الهدايا والتذكارات لتليها أغنية "أنت معلم" للفنان المغربي سعد المجرد التي حققت نسبة مشاهدات قياسية وصلت لحدود 640 مليون على "يوتيوب". تلتفت قليلا لتجد مطعما تركيا وعلى مقربة منه آخر يضع سيخا للشاورما، ومطاعم أخرى تضع النارجيلة بأشكال وألوان مختلفة على الواجهات وعدد من الطاولات الموضوعة في الهواء الطلق أمامها. وكلما تعمقت أكثر في الشارع تبدأ تتضح أمامك ملامح شرق أوسطية أو عربية من خلال هيئة الزوار ولغتهم وحتى بعض أعلام الدول الموضوعة على واجهات عدد من النزل والفنادق الصغيرة وبعض المحلات في الشارع. كباب ونارجيلة آنا بولوشيفا مديرة المطعم التركي "بيت الكباب" في شارع أربات قالت إن المطعم تم افتتاحه منذ عشر سنوات تقريبا وهو يقدم الاطباق التركية والروسية المختلفة، ويلقى إقبالا كبيرا من الزوار العرب والأتراك وحتى الروس الراغبين بالتعرف على أطباق من الشرق الأوسط. وأضافت في تصريحها لمراسل "الأناضول" أن الزبائن العرب خلال الفترة الحالية أضعاف الفترات السابقة كون الآلاف منهم قدموا الى روسيا بمناسبة كأس العالم بالإضافة إلى القادمين لعمل أو سياحة خلال فترة الصيف. وعن أكثر الأطباق طلبا من قبل الزبائن، توضح بولوشيفا وهي أوكرانية الأصل أن الكباب هو أكثر الأطباق طلبا كونه طبق معروف في عدد كبير من البلدان العربية وتركيا طبعا، إضافة إلى "بيدا" التركية الشهيرة وهي عبارة عن فطيرة بأحجام مختلفة وأنواع من الحشوات كاللحم أو الجبن أو البيض وغيرها. أما عن تقديم النارجيلة في المطعم وهل تحظى بإقبال أيضا خاصة أن تدخينها ليس من موروث أو عادات الشعب الروسي، أوضحت أن الطلب على النارجيلة كبير خاصة من قبل الزبائن العرب الذين يسألون في بعض الأحيان عن تواجدها حتى قبل أن يطلبوا الطعام، فضلا عن بعض الروس أو السياح الراغبين في تجربة شيء جديد يثير فضولهم. "الحلال" والسياحة ميدو منير طالب مصري يدرس في الإمارات التقاه مراسل "الأناضول" في أربات يقول إنه قدم الى روسيا كنوع من السياحة بعد انتهاء امتحاناته وبنفس الوقت لمتابعة مباريات كأس العالم. وأشار إلى أنها زيارته الأولى لشارع أربات إلا انه لاحظ وجود بعض الأجواء الخاصة مثل انتشار الشاورما والنارجيلة وغيرها وأعجب بذلك. أما زميله أحمد محمد حبيب من الإمارات وهو طالب إدارة أعمال فيقول إنه قدم ومنير وعدد من الأصدقاء الى روسيا للسياحة وأيضا متابعة المونديال. ولفت الى انهم عادة ما يقدمون الى وسط موسكو الا انها المرة الأولى التي يأتون فيها الى أربات حيث لاحظوا انتشار العازفين والفنانين في كل زاوية من زواياه. صلاح السالم من الكويت قال "أكثر ما أعجبني في أربات هو وجود مطعم تركي ومطاعم أخرى تقدم الشاورما حيث أن القدوم الى روسيا جميل لكن في نفس الوقت هنالك مشكلة في الحصول على طعام "حلال" أو معروف المصدر وخاصة بالنسبة للحوم". وأضاف السالم لمراسل "الأناضول"، "اعتدت أن أقصد الشارع لغرضين الأول هو الاستمتاع بالموسيقى والفنون المختلفة أما الشيء الآخر بعض الأجواء الخاصة الموجودة مثل النارجيلة والكباب وغيرها". ولا تقتصر الفنون التي يستمتع بها الزائر لأربات على الموسيقا بأنواعها حيث ينتشر الرسامون وبائعو اللوحات الفنية وكذلك بائعو الكتب القديمة والحديثة وبلغات مختلفة، لتكون للرحلة فائدتان ترويح عن النفس وإغناء للذائقة الفنية والفكرية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :