أكد وزير الخارجية سامح شكري أن تقويض مؤسسات الدولة يخلق فراغًا سياسيًا واجتماعيًا مليئًا بالمؤسسات البدائية والميليشيات الطائفية والإرهابيين.وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في تصريح صحفي اليوم ، بإن وزير الخارجية القى كلمة خلال الندوة في معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة حول سياسة مصر الخارجية في الشرق الأوسط، والتي شارك فيها عدد كبير من كبار المفكرين والأدباء والسياسيين، بالإضافة إلى سفراء الدول المعتمدة في بكين.وأوضح أبوزيد ، أن كلمة وزير الخارجية تناولت منظور مصر حول التحديات الرئيسية في الشرق الأوسط، والمبادئ التي تحكم السياسة الخارجية المصرية تجاه منطقة الشرق الأوسط، وكذلك سُبل تحقيق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، والتي تأسست في ديسمبر 2014. وأشار إلى احتفال البلدين هذا العام بمرور ستين عامًا من العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين ، حيث ازدهرت العلاقات دون انقطاع على مدى العقود الستة الماضية ، وتجاوزت مراحل تحول تاريخية وسياسية مهمة.وقال المتحدث باسم الخارجية، إن سامح شكري أوضح أنه منذ عام 2014 شهدت العلاقات بين البلدين قفزة غير مسبوقة مع إقامة "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، وذلك خلال الزيارة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين، وأن منذ ذلك الحين زار السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الصين سنويًا ، كما قام نظيره الرئيس "شي جين بينغ" بزيارة رسمية لمصر في يناير 2016، حيث شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية، وخاصة الاستثمارات الصينية في العديد من القطاعات الاقتصادية تضاعفًا ملحوظًا.وفيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، أكد شكري في كلمته أن سياسة مصر الخارجية تعكس رغبات ملايين الشباب في الشرق الأوسط، حيث أثبتت تجربة السنوات السبع الماضية، أن تقويض مؤسسات الدولة يخلق فراغًا سياسيًا واجتماعيًا مليئًا بالمؤسسات البدائية والميليشيات الطائفية والإرهابيين، مؤكدًا على أن الدولة القومية هي الأداة الأكثر قدرة على التحديث والتغيير الاجتماعي، والتي تتمثل في تجسيد للنظام المدني والسياسات الديمقراطية، والالتزام بمبادئ السلام والتنمية واحترام استقلال الدول وعدم التدخل في سياساتها الداخلية.وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن شكري أكد في كلمته على أهمية مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن بعض الجهات الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط استغلت الدعم للتغيير كذريعة لتوفير ملاذات آمنة وكذلك الدعم العسكري والمالي للعديد من المنظمات الإرهابية المتطرفة، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة.كما أكد وزير الخارجية على موقف مصر وغيرها من الدول العربية الكبرى القاطع الذي اتخذته ضد السياسات التخريبية والمدمرة لبعض الجهات الإقليمية، ودعمها للإرهاب.وتطرق شكرى إلى الوضع في سوريا، مشيرًا إلى أن سياسة مصر الخارجية تجاه سوريا تتركز على الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلامة الإقليمية للدولة السورية ومنع انهيار مؤسساتها، ودعم التطلعات المشروعة للشعب السوري في إعادة بناء دولته، من خلال حل سياسي مقبول يمثلهم جميعًا، ويوفر بيئة مواتية لجهود إعادة الإعمار. كما تستمر مصر في التواصل مع قنواتها المفتوحة مع الأطراف في الأزمة السورية لدعم العملية السياسية، بالإضافة إلى دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة في سوريا لإيجاد حل سياسي.وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ، إلى أن وزير الخارجية تناول أيضًا في كلمته محددات الموقف المصري تجاه الوضع في ليبيا واليمن والعراق.واختتم كلمته بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أوضح أن رؤية مصر تقوم على الدولة القومية الكاملة والسلام، مؤكدًا أنه لا يمكن حرمان الفلسطينيين من حقهم في دولة قومية مستقلة ، وأن البديل عن حل الدولتين هو الاضطراب المفتوح، وبالتالي يجب على الطرفين العودة إلى المفاوضات بحسن نية.وفي نهاية الندوة دار نقاش مفتوح تلقى خلاله وزير الخارجية أسئلة الحاضرين حول سياسة مصر الخارجية في الشرق الأوسط وتجاه عدد من القضايا الدولية.
مشاركة :