أبرز القضايا المطروحة على طاولة ترمب وبوتين في قمة هلسنكي

  • 7/9/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو – «المجلة» يلتقي دونالد ترمب وفلاديمير بوتين وجها لوجه في العاصمة الفنلندية يوم 16 يوليو (تموز) الحالي وذلك في أول قمة تجمع بينهما. ومن المستحيل تقريبا التنبؤ، بأي قدر من الدقة، بما ستنتهي إليه القمة بسبب عفوية الرئيس الأميركي في التفاوض والأسلوب الغامض الذي يتميز به الزعيم الروسي. غير أن لدينا فكرة معقولة عن القضايا التي استعد لها الزعيمان ومساعدوهما قبل الاجتماع والمجالات التي يريد كل منهما شيئا فيها من الآخر والمسائل التي لدى كل منهما الاستعداد لتقديم تنازلات فيها.سباق التسلح تشدد كل من ترمب وبوتين في تصريحاتهما عن الترسانة النووية في البلدين الأمر الذي فتح الباب أمام إمكانية حدوث سباق تسلح جديد. وقال ترمب إن القدرات النووية الأميركية بحاجة لتجديدها. وقال لوكالة «رويترز» في العام الماضي: «إذا كانت الدول ستمتلك أسلحة نووية فسنكون على رأسها». وكشف بوتين في مارس (آذار) الماضي عن مجموعة من الأسلحة النووية الجديدة وحذر الحكومات الغربية من أنها «تحتاج الآن لأخذ واقع جديد في اعتبارها». وسيكون سباق التسلح خطيرا وباهظ الثمن للجانبين. أما إذا تم التوصل إلى اتفاق لتقليل التصريحات الطنانة فسيخرج بوتين وترمب فائزين. وسيكتسب هذا الاتفاق معنى إذا ما تحقق تقدم صوب تمديد معاهدة ستارت الجديدة للحد من الأسلحة النووية التي ينتهي العمل بها في 2021. يريد بوتين أن يخفف ترمب العقوبات التي فرضتها واشنطن بسبب ضم موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا ودورها في الحرب الأهلية السورية والاتهامات بتدخل روسيا في الانتخابات الأميركية في 2016. ورغم أن قانونا صدر في 2017 يمنع ترمب من تخفيف الكثير من العقوبات دون موافقة الكونغرس فبإمكانه تخفيف بعضها. ومن الممكن أن يرسل الرئيس الجمهوري إشارة إلى أن الإدارة لا تعتزم توسيع قائمة الشركات الروسية والأفراد الروس الخاضعين لقيود السفر والقيود الاقتصادية. وسيتيح ذلك فك تجميد استثمارات روسيا في حاجة شديدة لها وقروض من مستثمرين دوليين يرفضون في الوقت الحالي الارتباط بروسيا خوفا من تأثير العقوبات. ولم يبد ترمب رغبة في توقيع قانون العقوبات كما فوت عدة مواعيد لفرض العقوبات الواردة فيه.الحد من الوجود العسكري الإيراني في سوريا ومن جهتها تخشى إسرائيل، بعد أن دخل الصراع الدائر في سوريا مراحله الأخيرة، أن تبقى قوات إيرانية وقوى تدعمها إيران حول حدودها. وفي القمة ربما يطلب ترمب من بوتين، أقوى الأطراف الخارجية في سوريا منذ التدخل العسكري الروسي فيها، استخدام نفوذه لدى طهران للحد من الوجود العسكري الإيراني. وسيكون تحقيق ذلك صعبا على بوتين إذ يمثل مجازفة بقطيعة مع حلفائه في طهران وربما يلقي على القوات الروسية مهمة القيام بالنصيب الأكبر مما تبقى من أعمال قتالية في سوريا وهو عبء لا تريد موسكو أن تتحمله. ردود انتقامية على الصعيد الدبلوماسي تقلص الوجود الدبلوماسي الروسي في الولايات المتحدة وحجم البعثات الدبلوماسية الأميركية في روسيا بعد جولتين من عمليات الطرد الدبلوماسي الانتقامية في العامين الأخيرين. كانت الأولى بسبب التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية والثانية هذا العام ردا على تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في إنجلترا. ومن الممكن أن يتفق بوتين وترمب في هلسنكي على إعادة حجم البعثتين الدبلوماسيتين إلى ما كان عليه من قبل. ولن يغير ذلك شيئا في جوهر العلاقة الأميركية الروسية لكنه سيمثل رمزا لبداية جديدة.الفناء الخلفي لروسيا منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في العام 2014 صعد حلف شمال الأطلسي مناوراته العسكرية في شرق أوروبا. ويقول زعماء الحلف إن الهدف من ذلك هو طمأنة أعضاء الحلف الذين يخشون اعتداء روسيا. وقد أغضب ذلك روسيا التي تقول إن حلف شمال الأطلسي أصبح يمثل عبئا على فنائها الخلفي. وشبه الكرملين ذلك بنشر روسيا صواريخ في المكسيك. وإذا قلص ترمب حجم التدريبات العسكرية فسيمثل ذلك انتصارا كبيرا لبوتين. وقال دبلوماسيان كبيران في حلف شمال الأطلسي لـ«رويترز» إنهما مستعدان لكل الاحتمالات بما في ذلك أن يعلن ترمب في أسوأ الحالات تجميد المناورات العسكرية الأميركية أو سحب القوات من منطقة البلطيق كلفتة لبوتين. وفي قمة حلف شمال الأطلسي التي تعقد في بروكسل وتسبق قمة هلسنكي ستسعى دول الحلف للحصول على تطمينات من ترمب أنه سيتمسك بالمناورات.الحليف الأوكراني وقفت واشنطن إلى جانب قادة أوكرانيا الموالين للغرب في مواجهتهم مع روسيا. ومن أوجه هذا الدعم أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات عسكرية بمئات ملايين الدولارات إلى كييف. وستمثل قمة هلسنكي انتصارا لبوتين إذا أقنع ترمب بالتخلي عن تلك المساعدات العسكرية. ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن لديهم تطمينات من مساعدي ترمب أن الرئيس الأميركي لن يفعل ذلك لكنهم يسلمون بأن أي شيء يمكن أن يحدث ما أن يلتقي ترمب وبوتين وجها لوجه. وفي المقابل يمكن للزعيم الروسي أن يقدم تنازلات فيما يتعلق بشرق أوكرانيا حيث يسيطر انفصاليون مؤيدون لموسكو على مساحات من شرق البلاد. ويقول دبلوماسيون إنه يتعين إبرام اتفاق يسمح لقوة حفظ سلام دولية مسلحة بأن تراقب المنطقة. إلا أن بوتين لن يفكر في أي تنازلات فيما يتعلق بشبه جزيرة القرم.

مشاركة :