عمرو عبيد (القاهرة) تظهر مفارقة رقمية ربما لا تكون ذات تأثير كبير على أحداث اللقاء المرتقب، لأن بلجيكا تملك خط الهجوم الأقوى في البطولة بـ 14 هدفاً، بينما تأتي فرنسا في المركز الأخير ضمن منتخبات المربع الذهبي بتسعة أهداف، لكن البعض يضع في اعتباره أن أكثر من نصف أهداف «الشياطين» هزت شباك بنما وتونس في الدور الأول، وأظهر لاعبو بلجيكا تعاوناً واضحاً في تسجيل تلك الأهداف حيث أنتج اللعب الجماعي والتمرير الحاسم 71.4% منها، في حين أن 33.3% فقط من الأهداف الفرنسية، جاءت بوساطة تمريرات الزملاء، بينما سجل الديوك ما يقارب ثلثي الأهداف عبر المتابعة الجيدة لكرات مرتدة من دفاع المنافسين، أو بركلات الجزاء أو بوساطة النيران الصديقة! وبرزت الجبهة اليمنى للمنتخب البلجيكي بقوة في هذه النسخة، حيث أنتجت 6 أهداف بنسبة 43% من الإجمالي، لكنها قد تتأثر بغياب مونيير بسبب البطاقات الصفراء، كما يملك الفريق عمقاً هجومياً شرساً أسهم في إحراز 5 أهداف أخرى، مقابل ثلاثة أهداف عبر الجانب الأيسر، وبالطبع تظهر قوة المنظومة الهجومية الحمراء من خلال هز الشباك بنسبة 92.8% من داخل منطقة الجزاء، بالإضافة إلى أن الشياطين سجلوا عبر كل أنواع التمريرات، أبرزها العرضيات التي منحتهم ما يزيد على خُمس عدد الأهداف، ثم التمرير البيني في عمق دفاعات المنافسين. أما الجانب الفرنسي، فتظهر شراسته الهجومية من خلال العمق، خاصة الثنائي جريزمان ومبابي، وكلاهما يجيد اللعب بين الخطوط واستغلال المساحات والاختراق بسهولة وسرعة، حيث أحرزا معاً 66.6% من أهداف الديوك في البطولة الحالية، وهي النسبة التي ساهم بها الهجوم عبر العمق في هز الشباك، ثم يظهر الجانب الأيسر بالمشاركة في هدفين مقابل هدف من الجبهة اليمنى، واستطاع الفريق أيضاً أن يحرز 77.7% من الأهداف من داخل المنطقة مقابل هدفين من خارجها. الفريقان سجلا 3 أهداف بوساطة الركلات الثابتة، التي تشكل نسبة 21.4% بالنسبة للجانب البلجيكي مقابل 33.3% للفرنسيين، وإن كان «الديوك» حصلوا على ركلتي جزاء، بجانب هدف من ركلة حرة غير مباشرة، في حين أن الشياطين أحرزوا من ركلتين ركنيتين مقابل ركلة جزاء واحدة، إلا أن الاعتماد الكلي يبدو واضحاً على أسلوب اللعب المتحرك والقدرة على خلخلة دفاع المنافسين بأكبر عدد ممكن من اللاعبين وبسرعة فائقة، وتظهر تلك السرعة بشكل أكبر لدى منتخب بلجيكا الذي هز الشباك 11 مرة بواسطتها، مقابل 3 أهداف عبر هجمات هادئة الإيقاع ذات عدد كبير من التمريرات، وصحيح أن المنتخب الفرنسي بلغ شباك منافسيه 6 مرات عبر هذه الهجمات الخاطفة، إلا أن النسبة تميل أكثر لمصلحة الشياطين، ومع ذلك يحتفظ «الديوك» بتفوق نسبي فيما يتعلق بالهجوم المرتد.من ناحية أخرى، تلقت الشباك البلجيكية 5 أهداف، جاء 60% عبر العمق الدفاعي الأحمر، و80% من داخل منطقة الجزاء.
مشاركة :