تختلق إيران الأزمات وفقاً لخيالها المعتل ، لتقدم البراهين مرات ومرات على إفلاسها ، واستمرت خلال السنوات الماضية ولازالت في بذل المال والجهد للحرب في سوريا وفي لبنان وبالطبع في اليمن من خلال الحوثيين للسيطرة على الوضع هناك وزعزعة أمن واستقرار المملكة ، في إفلاس واضح للعيان وليس في حاجة إلى كثير بحث عن مآربها الهشة ، وبدلاً من اتجاهها لتجاوز أزمتها وتبديل سياساتها من جذورها اتجاه دول العالم ومنطقة الشرق الأوسط تطمح لتعميقها بأساليب مختلفة .آخر مراهقات إيران وما أكثرها ، التهديد العلني الذي صدر عن الرئيس حسن روحاني ، نفسه ، بأن صادرات النفط الإقليمية قد تتعرض للخطر ، إذا حاولت واشنطن الضغط على دول العالم لوقف شراء النفط الخام من إيران . ونقلت وكالات الأنباء العالمية ، عن روحاني قوله مساء الاثنين الماضي ، خلال زيارة لسويسرا : ” زعم الأمريكيون أنهم يريدون وقف صادرات النفط الإيرانية بالكامل . إنهم لا يفهمون معنى هذا التصريح ، لأنه لا معنى لعدم تصدير النفط الإيراني ، بينما يجري تصدير نفط المنطقة ” . وقال روحاني أمام حشد من الإيرانيين المقيمين في سويسرا : ” إذا كنتم (أيها الأمريكيون) تستطيعون ، فافعلوا وسترون نتيجة ذلك ” .المراهقة هذه التي وصلت إلى حد التهديد لن تغير شيئاً من الواقع ، فالتهديد الإيراني هو فقط للاستهلاك الإعلامي ليس إلا ، يُراد منه أن يوصل رسالة للمحافظة على هيبة الدولة ، وجلب أنظار العالم عما يحصل في الداخل الإيراني من احتجاجات يومية ، هذا على الرغم من تأكيدنا أن هذه التهديدات تعوّد عليها نظام خامئني منذ سنوات عديدة ، ولم تعد إيران وخرافاتها تنطلي على أجندة دول العام إذا اجتمعت على محاربتها أساساً .على مدى عقود والنظام الحاكم في إيران يواصل تأثيره السرطاني في جسد العالم وفي منطقة الشرق الأوسط ، تارة بسفك الدماء وتارة بزرع الفوضى ، وأخرى ببث تهديداتها بأعمال عسكرية ، والواضح للعيان أنها تعيش تحت تأثير الأحلام نتيجة لضعف عقول حكامها وقلة تمييزهم .الكل أضحى يدرك النزعات الانتحارية التي تلبّس بها النظام الإيراني ، والذي برغم كل علامات الانحسار الاقتصادي والقلق الأمني، وتحول أراضيها إلى منصات لدعم الإرهاب والإرهابيين في العالم ، مثل دعم القاعدة وطالبان وحزب الله وحماس وغيرها من الجماعات الإرهابية الوحشية ، واتّباع النظام الإيراني برنامجاً نووياً سرياً وتطويره صواريخ باليستية عابرة للقارات ، وغير ذلك من علامات تدل على انحدار غير مسبوق ، ما زال يتغطرس على حساب الداخل الإيراني ، الذي يدفع للأسف قيمة غطرسة النظام ومقامرته على مواقف كثيرة .ما يمكن قوله وإثباته وبكل تأكيد أن التهديدات سواءً تلك السياسية أو الإعلامية لا تبدّل شيئاً من الواقع ، بل حقيقة هي تعكس ” أزمة إيران ” ومواجهتها لما اقترفته يداها وما فعله حكامها ، ولا تجد أمامها حلاً سوى ابتداع مزيد من الأزمات التي ليس لها نتيجة سوى فقط أن تغرق هي وحدها في المزيد من المشاكل . هايف بن سعود العتيبي
مشاركة :