أعلنت أثيوبيا وإريتريا انتهاء حالة الحرب بينهما، وذلك في بيان مشترك وقع أمس، غداة عقد لقاء تاريخي بين رئيس الحكومة الإثيوبي ابيي أحمد والرئيس الإريتري ايسايس افورقي في اسمرة. وأعلن وزير الإعلام الإريتري يماني جبر ميسكيل على «تويتر» نقلاً عن «بيان سلام وصداقة مشترك» وقع بين الطرفين، أن «حالة الحرب التي كانت قائمة بين البلدين انتهت. لقد بدأ عصر جديد من السلام والصداقة». وأضاف أن «البلدين سيعملان معاً لتشجيع تعاون وثيق في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية». وتابع أن الاتفاق وقعه رئيس حكومة أثيوبيا ورئيس إريتريا صباح أمس في اسمرة. وبثت محطات التلفزة صور الحفل وظهر فيها الرجلان خلف مكتب خشبي يوقعان الوثيقة. ويأتي ذلك بعدما أعلن أفورقي وابيي أحمد مساء أمس الأول، خلال مأدبة عشاء عن إعادة فتح السفارات والحدود بينهما بعد عقود من حرب باردة بين البلدين الجارين في القرن الإفريقي. وقالت هيئة الإذاعة الإثيوبية أمس، إن إثيوبيا وإريتريا ستطوران معاً موانئ إريترية على البحر الأحمر. وتابعت: «اتفق الزعيمان خلال اجتماعهما على استعادة العلاقات واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين. كما اتفقا على المشاركة في تطوير الموانئ». وجاء الإعلان ليتوج أسابيع من تطورات سريعة للتقارب بين البلدين باشرها رئيس الوزراء الإثيوبي وأفضت الى زيارته للعاصمة الإريترية ولقائه رئيس البلاد. والعلاقات بين أثيوبيا وإريتريا كانت مقطوعة منذ أن خاض البلدان نزاعاً حدودياً استمر من 1998 حتى 2000 وأسفر عن سقوط نحو 80 ألف قتيل. وفي 1993 اعلنت إريتريا، التي كانت منفذ أثيوبيا على البحر بمرفأيها عصب ومصوع، استقلالها بعدما طردت القوات الإثيوبية من أراضيها في 1991 بعد حرب استمرت ثلاثة عقود. ومذاك أصبحت أثيوبيا البالغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة بلداً من دون منفذ بحري، مما دفعها إلى اعتماد جيبوتي منفذاً بحرياً لصادراتها. وسيسمح فتح مرافئ إريتريا أمام أثيوبيا بوفر اقتصادي للبلدين، كما سيشكل تحدياً للهيمنة المتزايدة لجيبوتي التي استفادت من استيراد وتصدير البضائع من وإلى أثيوبيا. كذلك فإن فتح الحدود سيسمح بالتقاء الشعبين المترابطين تاريخياً وعرقياً ولغوياً. ويأتي لقاء الزعيمين اثر إعلان ابيي أن أثيوبيا ستنسحب من بلدة بادمي وغيرها من المناطق الحدودية الخلافية، تنفيذاً لقرار أصدرته عام 2002 لجنة تدعمها الأمم المتحدة حول ترسيم الحدود بين البلدين. وكان رفض أثيوبيا تنفيذ القرار أدى إلى حرب باردة استمرت سنوات بين البلدين الجارين. وتولى ابيي منصبه في أبريل الفائت بعد سنوات من الاضطرابات المناهضة للحكومة، وسرعان ما أعلن تغييرات غير مسبوقة شملت تحرير بعض نواحي الاقتصاد الذي تسيطر عليه الدولة والإفراج عن معارضين مسجونين. لكن أكبر تحول في سياسته حتى الآن هو توجهه نحو إريتريا، إذ وعد ابيي بالتنازل عن الأراضي التي احتلتها بلاده.
مشاركة :