أبوظبي (وام) قالت نشرة «أخبار الساعة»، إنه في الوقت الذي كان يأمل فيه كثيرون أن تعمل إيران على تغيير سياساتها المثيرة للقلق والجدل وأن تركز على إعادة بناء الثقة فيها كدولة مسؤولة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو الماضي، والتجاوب مع المطالب الأميركية والأوروبية، خاصة فيما يتعلق بإنهاء تدخلاتها السلبية في أزمات المنطقة المختلفة، والتوقف عن دعم الميليشيات المسلحة التابعة لها في أكثر من دولة، إذا بها تعمق صورتها السلبية باعتبارها عاملاً مشتركاً في أزمات المنطقة وداعماً رئيسياً للإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتحت عنوان «إيران تعمق عزلتها»، أضافت النشرة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أمس: «لعل المتتبع للسلوك الإيراني خلال الأيام الماضية يدرك بوضوح هذه الصورة بداية من تهديدها باستئناف تخصيب اليورانيوم وإعادته إلى مستويات مرحلة ما قبل التوقيع على الاتفاق النووي في يوليو 2015 ومروراً بالتورط في محاولة الاعتداء بقنبلة على مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي انعقد في باريس الأسبوع الماضي، وانتهاء بتهديدها إغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية إن منعت الولايات المتحدة الصادرات الإيرانية من النفط». وأوضحت النشرة أن إيران تحاول من خلال هذه النوعية من الممارسات إثبات أنها قادرة على مواجهة الضغوط الأميركية، وأنها ما تزال تمتلك من أوراق الضغط والمساومة التي يمكن أن توظفها في إبقاء الاتفاق النووي، والحفاظ على مكاسبها السياسية والاقتصادية، لكن الواقع وفي ضوء المعطيات الأخيرة، يؤكد أنها هي الخاسر الأكبر جراء سياساتها غير المسؤولة. وأشارت إلى أن من المؤشرات على ذلك انتقاد العديد من الدول الأوروبية لها خلال الأيام الماضية على خلفية تورطها في محاولة استهداف اجتماع المعارضة الإيرانية في باريس، وقيام السلطات الألمانية باعتقال أحد دبلوماسييها العاملين في فيينا على صلة بهذه القضية، كما طالبت النمسا الرئيس حسن روحاني بالتعاون مع الجهات المعنية لكشف ملابسات وأبعاد هذه الواقعة التي أعادت ملف الاغتيالات التي قام بها النظام الإيراني في أوروبا ضد معارضيه إلى دائرة البحث والنقاش من جانب العديد من الأجهزة الأمنية الأوروبية.
مشاركة :