في سابقة لا تتكرر كثيرًا لوسائل الإعلام الحكومية، تطرقت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ايرنا" إلى مسألة تسلط العسكريين الإيرانيين في أمور السياسية والحُكم، محذرة من محاولة انقلاب عسكري على النظام وحكومة الرئيس "حسن روحاني". وجاء في تقرير "ايرنا" -التي لم تُسمِّ كاتبه- أن الأزمات الاقتصادية غير المسبوقة التي تشهدها إيران تُعيد لأذهان الرأي العام والمواطنين فكرة قيادة مسؤول بزي عسكري لشؤون الحُكم، حتى يتمكن من جمع المشهد وترتيب نسق الأمور وحل أزمات المواطنين. وأشار تقرير "ايرنا" التي ترجمته "عاجل"، أن البعض في إيران يخشى أكثر من فكرة تكليف مسؤول عسكري حكم البلاد، بل يتحدثون عن احتمالية وقوع انقلاب عسكري. بحسب نص تقرير الوكالة الرسمية. واستشهدت الوكالة الإيرانية بحادثة انقلاب رضا خان –مؤسس الحكم البهلوي في إيران- على الأسرة القاجارية في القرن الماضي؛ والذي كان وزيرًا للحربية في حكومتهم، ثم قام بانقلاب عسكري على آخر حكام هذه الأسرة "أحمد شاه القاجاري"، وانقض على الحكم الذي انتهى بتأسيسه الإمبراطورية البهلوية في إيران (1925-1979م). وتشهد إيران أزمة اقتصادية غير مسبوقة بعد تراجع قيمة العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها أمام العملات الأجنبية، ما أدى إلى وقف العديد من التجار ورجال الأعمال عمليات الشراء والبيع وانسحاب الشركات من الأسواق. وفي خضم هذه الأزمات، تتصاعد حدة الخلافات بين المؤسسة الرئاسية الممثلة في حكومة الرئيس حسن روحاني والأجهزة العسكرية، وعلى رأسها الحرس الثوري والباسيج (قوات التعبئة). وبحسب محللين، تتأكد جديَّة التحذيرات والتكهنات بشأن تحرك قيادات عسكرية للتدخل بشكل مباشر في الحكم بإيران؛ لا سيما بعد الإفشاء عن المشروعات الكبرى لمؤسسات الحرس الثوري ونفوذه في الاقتصاد الوطني بالبلاد، ما يُمكن إثارة هذه المؤسسات لحماية مصالحها ومواردها من الانهيار.