أحمد عطا يكتب : بين محطات العمر ومحطات القطار لحظات!!

  • 7/10/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بين محطات العمر ومحطات القطار هناك مسافر ينظر إلى قضبان السكة لعله يبحث عن شخص ما يودعه ولعله كان ينتظر هذا الشخص ولكنه لم يأتي أم أنه يريد أن يصل القطار ليهرب من أيامه التي مرت ويسافر إلى أيام أخرى يتمنى ألا تدوم كثيرًا !إن أجمل الأشياء أن تركب القطار وتسافر ولكن الصعب ذلك الوقت الذي تنتظر فيه القطار وحدك ولا تجد من يواسيك أثناء رحلتك ,لقد ذهبوا جميعًا بالرغم من أنك وهبت لهم أجمل مافيك ,وقسوة الانتظار دائما تكون بسبب الذكريات ,ان الذكريات هي أغلى مايمتلكه الانسان إلا أنها كثيرًا ما تؤلم لأنها تحمل كل شئ مضى ولا تستطيع أن تعيده مرة أخرى ؛فترى الفتاة التي عشقتها بكل صدق وبعت لها العمر من أجل لحظة حب صادقة معها ,ولكنها رحلت ولم تودعك الوداع الذي يليق برفيق عمر مضى فيه الحزن والألم وفيه الحلم واليأس ,وبخلت عليك بكلمة طيبة رغم أن هذا كل ما تمنيته ؛وتسأل نفسك هل هذا كله بسبب أنك قررت أن تكون جميلًا فلا تخون ولا تهين ولا تؤلم أم أنها لم تحبك ؟! لأن الحب مثل الهواء يظل يصاحبك في طريق عمرك وإذا قرر الحب أن يتمرد فتكون النهاية !ثم ترى وجه صديق مشيت له طريق طويل كي تصافحه قبل أن يغادر البلاد ولكنه رفض أن يقابلك لسبب لا تعرفه ,كانت دموعك تختبأ وراء عدسات النظارة ,أنت تكره الوداع لقد اعتدت دائمًا أن تبقى ولم ترغب في الرحيل يومًا مهما طال عليك الخريف ولم تريد منه سوى أن تصافح يديه في لحظة صدق قبل أن يركب الطائرة ولكنه خذلك مثل كل الأشياء!!وأثناء دموع عينك تجد أن لحظات الإنتظار قد أوشكت على الإنتهاء وتسمع صوت القطار قادم وتقف في انتظار أخر وتسأل نفسك :هل تحمل حقائبك وتصعد القطار وتغادر لأنك تريد أن تنسى من خذلوك وتبدأ في ربيع جديد ,تجد فتاة تحبك وتسافر الطريق بجانبك وتصادق شخص أخر لعله لن يغادرك ويبقى معك ,أو لا تغادر وتبقى مع سنين عمرك التي عشت فيها أجمل أيام حياتك ,وتجدد حبك في من خذلوك لعل الأيام تصالحك وتجد أن فتاة قلبك لم تودعك لعلها لم تأتي لظروف غامضة منعتها من النزول وصديقك لم يقابلك لأن واجه مشاكل في المطار بسبب أوراق السفر ؛ثم تعاتب نفسك بقسوة لأنك تريد أن تعيد الأمل والحب في كل من خذلوك وتجد أن أصعب الأشياء هي أن تبعث الروح في انسان أحببته بصدق ولكنه خذلك !!

مشاركة :