أقام النادي الأدبي الثقافي بجدة، مؤخراً، ندوة بعنوان "دور الهوية الثقافية في تعزيز الوحدة الوطنية "، للدكتور سعود بن صالح المصيبيح، والأستاذ فهد عامر الأحمدي أدارها الدكتور عبدالرحمن رجاء الله السلمي المدير الإداري بالنادي بحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء والإعلاميين. حيث أكد الدكتور سعود بن صالح المصيبيح أن الشباب السعودي تعرض لعدة هجمات استهدفت هويته الوطنية والثقافية في ظل غياب دور التعليم خلال فترة من الفترات، ولعدم التركيز على الطلاب في سن التاسعة وما فوق كون هذا العمر تتكون فيه الهوية الوطنية. وأضاف أن التربية تتحمل جزءا في فقد بعض الشباب للشعور بالهوية الوطنية،. وأصبحت المدرسة في بعض جوانبها تزرع الفكر والتطرف والأفكار الحزبية. وقال سعود المصيببح إن أول ما شد انتباه وزير المعارف محمد الرشيد هو خلو المكتبات المدرسية من الكتب الوطنية وازدهارها بكتب فكرية للحزبيين والحركيين والإخوان والسروريين. وقال المصيبيح مما لاحظه الرشيد هو ضعف الهوية الوطنية والانتماء في المدارس، مما جعله يفكر في إدخال مادة التربية الوطنية، التي قوبلت بالرفض وحجج البعض أنها سلوك وليست منهجا، وزيادة على الطلاب، مما جعل الحزبيين يحولونها لمادة بدون نجاح أو رسوب، وأصبحت مادة لا قيمة لها رغم أهميتها، وتحولت إلى مادة هامشية دمجت مع مادة أخرى، لتكون بلا معلم، خالية من العواطف والمشاعر.. وكشف المصبيح انه في عام 1417هـ ابدي الدكتور هاشم عبده هاشم وتركي السديري رغبتهما في إدخال صحيفتيهما اليوميتين إلى المدارس لتقوم بدورها الإعلامي بتعزيز الهوية الوطنية والثقافية الا أن هذا المقترح رفض تماما من قبل وزارة المعارف آنذاك، وقال لا بد أن نطرح عدة تساؤلات لماذا غابت تلك الهوية الوطنية عند بعض شبابنا وكيف انهم كانوا وقودا سهلا لعمليات التفجير والتخريب سواء على أرض الوطن أو خارجه؟. وتحدث الأستاذ فهد عامر الأحمدي عن الوطنية من منظور عالمي، ما الذي يجعل أمريكا أمريكية وفرنسا فرنسية والسعودية سعودية إنها الهوية الوطنية، لافتا إلى أن الشعوب تكتسب تاريخها عبر حقب زمنية طويلة. ودعا الجميع الى الوقوف جنبا الى جنب للحفاظ على الوطن وهويته من خلال ترسيخ هوية الشباب الثقافية والاهتمام بها ورعايتها. وأضاف:" مفهوم الوطنية مفهوم جديد على البشر كونها تبلورت مع تبلور الدول سواء جغرافيا أو دينيا"، وقال:" لنتأمل ما حدث في بعض الشعوب العربية بما عرف بالربيع العربي عند فقدانهم للهوية الوطنية، مؤكدا أن المستفيد الوحيد من فقدان الشعور بالوطنية العربية هي اسرائيل فقط". وأكد الأحمدي ان الاجتماع حول اي حاكم فيه تقوية للحمة وتعزيز لمفهوم الوطنية، مشيرا إلى أن الوطن غال على الجميع ولا بد ان ندافع عنه وليس من مصلحة أحد أن يتجاوز الوطن او يتجاوز هويته ورسالته السامية.. وفي مداخلة خلال الأمسية دعت الدكتورة صباح أبو زنادة إلى أن تتحمل الأسرة ممثلة بالوالدين مسؤوليتها تجاه غرس المفاهيم الوطنية في عقول أولادها منذ السنين المبكرة من العمر ،مشيرة إلى أن عمر 6 سنوات هي الفترة الأنسب للبدء بذلك. وفي نهاية الندوة كرّم رئيس مجلس إدارة النادي الأستاذ الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي بحضور مدير عام الأندية الأدبية الدكتور احمد قران الزهراني الضيوف بدروع تذكارية وبعدها التقطت الصور التذكارية.
مشاركة :