التواصل الإلهي بين المعجب/ة وفريق كرة القدم المفضل لديه/ا

  • 7/10/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ساحرة هي الكرة المستديرة، تجذبنا منذ نعومة أظفارنا، ورغم انكساراتنا في الحياة، والتغيرات الحادة في شخصياتنا ونفسياتنا، فإنّ الشغف بمشاهدة تلك اللعبة يزداد عند الكثير من الناس في بقاع الأرض، بطريقة لا تنافسها لعبة أخرى أو يجاريها فن آخر. إلى أي مدى يمكن لعشق تلك اللعبة أن يصل فينا؟ أب في عائلة إنجليزية يُشجّع "مانشستر يوونايتد" وابنه متحمّس لـ"آرسنال"، في مقابلة مع طبيب نفسي، شعر بحزن هائل وهو أمام ابنه العنيد، يقول الأب غاضبًا: أحيانًا أتساءل هل يجب أن أجرّب اختبار الحمض النووي، كيف يمكن لهذا الصبي أن يدعم "آرسنال"؟ ليطرح ديجييد لاهيري في مقاله بموقع "سبورتس كييدا" التساؤل: ما الذي يجعلنا نحبّ فرقنا كثيرًا؟ حبّ تمكّن حتى من التغلّب على الرابطة القوية، التي يتشاطرها الأب والابن، والتعبير عن الاستياء الذي لا يطاق في وجه الأب سلّط الضوء ببساطة على الحقيقة، مظهراً أن تأثير الفريق المفضل، على سيكولوجية الرجل قوي إلى الدرجة التي جعله يعبر كل الحواجز. via GIPHY قرّر رجل أن يبيع منزله من أجل تأمين الأموال اللازمة لإقناع خوسيه راميريز باريتو بالتوقيع على تمديد عقده، لفتة قدّرها اللاعب نفسه بعد ذلك. يعّلق التقرير بأنّ فريق كرة القدم يجذب المزيد من الولاء أكثر من أيّ علامة تجارية أخرى، حتى لو كان فريقك متخلفًا بشكل بائس أو يقاوم الانحدار، فلا تميل إلى تركه، ويخرج من داخلك حينها المشجع المخلص.أقوال جاهزة شاركغرد "التعرف على الفرق الرياضية الخاصة بك، هو أحد السبل التي يمكّنك من خلالها اختبار النجاح، وفي الحياة الواقعية النجاح صعب" شاركغردشعوره أنه جزء من مجتمع أو مجموعة يُرضي كثيراً من عشاق كرة القدم، هذا "الشعور العائلي" يميل إلى النموّ داخل المشجع، وهذا بالضبط ما يجعله مخلصاً حتى عندما لا يحصل فريقه المنشود على النجاح. اذهب إلى مطعم سيىء وسيغلبك شعور بالاشمئزاز ولن تعود له مرة أخرى، وكذلك لن تدفع مليمًا لفيلم سيئ رأيته، ولكن فيما يتعلق بكرة القدم الأمر مختلف. يصف دييجييد لاهيري تلك العلاقة بـ"التواصل الإلهي" بين المعجب والنادي المفضل لديه، ولكون الكاتب من مشجعي فريق "تشيلسي" المتشددين قرّر استكشاف هذه "العلاقة الإلهية" عبر استعراض تعليقات علماء النفس البارزين. via GIPHYأكمل القراءة تنوعت الأسباب وعشق كرة القدم واحد في مقال لرونالد إف ليفانت، بروفيسور بارز في "علم النفس" من جامعة آكرون، يقول: "التعرف على الفرق الرياضية الخاصة بك، هو أحد السبل التي يمكّنك من خلالها اختبار النجاح، وفي الحياة الواقعية النجاح صعب". يضيف أنّه في الحياة الحقيقية لدينا صعود وهبوط، ولا تسير الأمور بسهولة في طريقنا، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية، وهي مهمة، لأنه إذا لم تكن لدينا أشياء تدعونا إلى الحياة فستكون صعبة. أما ألين رماكنيل، الأستاذ في جامعة ميامي، فلديه نفس الفكر والشعور بأنّ هذا النوع من الارتباط "طبيعي للغاية" ويجب أن يكون لدى الناس حاجة قوية للشعور بالارتباط ليكونوا جزءًا من شيء أكبر. لذا من الواضح تماماً هذا الشغف الذي يجد فيه عشاق كرة القدم أنفسهم أمامه، وطريقة تحويل انتباههم عن الصعوبات اليومية، وإيجاد النجاح في نجاح فرقهم المحبوبة، يجعلاهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم، ويتحقق الإحساس بتقدير الذات من قِبَل المشجعين. وهذا النوع من السلوك تفسّره بشكل أكبر ظاهرة تدعى "فرحة المجد المنعكس" حيث تعكس الفرحة في المجد المنعكس الإدراك الذاتي، وفيه يربط الفرد نفسه بنجاح الآخرين حتى يصبح نجاحه يمثل نجاحه، وأكثر من الشعور بتقدير الذات، شعوره أنه جزء من مجتمع أو مجموعة يُرضي كثيراً من عشاق كرة القدم، هذا "الشعور العائلي" يميل إلى النموّ داخل المشجع، وهذا بالضبط ما يجعله مخلصاً حتى عندما لا يحصل فريقه المنشود على النجاح. via GIPHY هناك ظاهرة أخرى تلعب دوراً حيوياً هنا هي "إزالة التمييز"، إنها حالة نفسية تتسم بفقدان جزئي أو كامل للوعي الذاتي، والتحرر من المسؤولية، وانخفاض الاهتمام بسلوكنا ممّا يؤدي إلى التخلي عن الأعراف والقيود والموانع، وما يسمى "فقدان الوعي الذاتي". بحسب المقال هو السبب في أن الأب قال عن ابنه هذه الأشياء، وغيره قرر بيع منزله الخاص، إنه لأمر مدهش أن يؤثر نادي كرة القدم على عقلية الإنسان العادي. البعض يرى أنّ في تعلق الشعوب بكرة القدم بُعداً سياسياً، حيث تتبنى الأنظمة المستبدة والمهزومة كرة القدم كمتنفس لهزائمها، ولغضب الناس، وإلهائهم عن قضايا بلادهم وحياتهم. لا يوجد سبب لحب أي شيء ولكن يمكنك العثور على سبب في حبك لأي شيء شاركغرديربط أندريس راسكوفسكي، الرئيس السابق لجمعية التحليل النفسي الأرجنتينية، المشاعر الرياضية المكثفة للبلاد بسياساتها القذرة، يقول لموقع "إنكوايرير دوت نت": "الأرجنتين بحاجة لأصنام" هذه الرغبة تنبع من "إهانة الجماهير وتهميشها من قبل السياسيين"،  و"هذا يولّد حاجة لهم لافتداء أنفسهم عبر أبطال الرياضة مثل مارادونا أو ميسي". ويرى راسكوفسكي في مارادونا مُنظّراً استفزازياً، يمكن تعريفه بالانتهاك للقوانين، والقدرة المطلقة، هذه الروح الحيوية المتجسدة في مارادونا سماها هو "يد الله" ضد إنجلترا في 1986 كأس العالم. وقال راسكوفسكي: يد لله كانت هدف التجاوز "الاختراق"، هدف كاذب سجله بيده، وتم رفعه من روح العبادة الوثنية إلى مرتبة الإله. يوضح الطبيب النفسي الأرجنتيني أكثر: الافتقار إلى القيم الأخلاقية اللائقة جعل الكثير من الأرجنتينيين يتعاملون معه باعتباره صاحب القوة المطلقة، من ناحية أخرى كان ميسي أكثر تواضعاً، وعادية، وقال عنه مارادونا إنه ليس لديه شخصية. حسناً، هذا هو رأي المحللين والأطباء النفسيين عن عشقنا للكرة، ولكن كيف يُعبّر عشاق كرة القدم عن حبهم للكرة، وكيف يقيّمون هذا الشغف؟"فن وثقافة وحرية" عشاق كرة القدم يتحدثون يقول عبد اليونس، طالب في الجامعة الأمريكية بدبي، إنه مثل الملايين في العالم، يحب الكرة لأنها تجلب البهجة، وتجمع الناس. via GIPHY ويستشهد بأن السجون في أوغندا تستخدم كرة القدم لإصلاح المجرمين الذين يرتكبون جرائم القتل والذبح، كرة القدم تجلب العالم معاً، عندما يضرب الإرهاب مكاناً نجد الجميع يقف دقيقة حداداً على أرواح الناس. ولخص عبد اليونس موقفه: أحب كرة القدم لأنها أكثر من مجرد ركل كرة، إنها تجلبنا معاً، لتشكل روابط جديدة، وتوحد الناس بغض النظر عن العرق أو الدين. أما جريج جوردون، كشاف كرة قدم لنادي محترف في اسكتلندا، فيتحدث عن جماليات كرة القدم التي يسميها "لعبة الشعب" باعتبارها مشهداً أكثر دراماتيكية من أفلام الإثارة، وأكثر عمقاً من الفن الرفيع، بالمعنى الحرفي والرمزي، لهذا السبب إذا كنت تحب كرة القدم فستشترك في هذا الأكليشيه: إنها أكثر من مجرد لعبة. via GIPHY ويضيف أن لعبة كرة القدم تكافئ معجبيها أكثر من أي لعبة أخرى، حيث أن الذكريات والتاريخ يتردد صداه في عين عقلك، وبعد فترة تشاهد فيها كرة القدم ينبثق من خفاياها شيء غامض، وسترى حينها "الحياة كلها هناك"، وبرغم بؤس المباريات التي يمكن أن تشاهدها، وقبحها، ومللها ستظل هي اللعبة الجميلة، واللعبة الوحيدة في المدينة التي انشغل بها. ويوجز تروستين باكيتون كايت عشقه لكرة القدم بأنه العاطفة والمرح والأناقة وانفجارات الإبداع والعبقرية ومهارات التفكير العميقة وجمال الاستخدام الرائع لجسم الإنسان. وأما نيت هوفمان، فيرى أنها رياضة رائعة تستحق المشاهدة، سواء كنت من المتعصبين أو تبحث عن الترفيه، اللعبة جميلة جمالياً، كثير من المساحة الفارغة في الساحة، وهندستها رائعة، ومهارات كثيرة ومتنوعة يتم عرضها في وقت واحد، والساعة تتحرك باستمرار مما يجعل اللعبة في تحرك دائم، ويمكن أن تنوٰمك مغناطيسيا في بعض الأحيان، ولا يزال من الرائع مشاهدة فرق كرة القدم المدهشة، لأنها تفقدك القدرة على التنبؤ. الجانب الثقافي لكرة القدم هائل، إنها من الأشياء التي يفهمها العالم كله، وتتجاوز الاختلافات السياسية، ويمكن أن تجد يابانياً متعصباً لنادي برشلونة وريال مدريد، وتبذل تلك الأندية مجهوداً للتواصل مع المعجبين في جميع أنحاء العالم، ويمكن لتلك الفرق أن تمثل كل ركن من أركان الأرض، ويمكن أن تصطدم بطابور أمريكي ومعهم نيجريون يقفون خلف لاعب ياباني يسدد كرة في مرمى ألماني. ويوجز إعجابه بالكرة بأنها تعبير مثالي لجوانب عديدة من الحياة: الحرية والجماعة والعاطفة. أبهيشيك سينغ، تعمل في شركة ساتيام لخدمات الكمبيوتر، تقول: "لا يوجد سبب لحب أي شيء ولكن يمكنك العثور على سبب في حبك لأي شيء، وإيجادك السبب لهذا الحب تجبر فيه شخصيتك على التكيف معه، أي شيء يجعلك سعيداً يجب أن لا يكون هناك سبب، انظروا إلى الأطفال، أتعجب كيف يتفاعلون مع شيء ما، إذا كنت تلعب الغميضة مع طفل، يتمتع به، هم لا يفهمون ولكن يستسلمون لحالتهم، تحب الشيء لأنك تحبه، ولا يوجد سبب، ويمكن للتفكير أن يخترع لنا سبباً". اقرأ أيضاًلماذا لا نرى إلا مُشجّعات مثيرات في ملاعب كأس العالم؟هل غاب بروفايل "المثقف" عن مقاهي المغرب وذاب وسط حشود مُشجّعي كرة القدم؟المصريون ومحمد صلاح.. "ادعي على ابني وأكره اللي يقول آمين ""النظرة الهادئة": سرّ تغلب الرياضيين المهزومين على خصومهم في اللحظة الأخيرة كلمات مفتاحية المجتمع رياضة كرة القدم التعليقات

مشاركة :