ديربي الغضب

  • 12/13/2014
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

في سنوات كثيرة مضت كان النصر أكثر طموحه إيقاف الهلال لمنافسين آخرين، ولكن هذا الحال تبدل في العام الماضي، بعد أن استبدلوا ذلك الفكر بفكر الصدارة والبطولة، بعد أن أطاح بالهلال وتمسك بالصدارة حتى وجد النصراويون أنفسهم أبطالاً للدوري بعد غياب سنوات كثيرة. الموعد هذا العام يتكرر، النصر في الصدارة والهلال ملاحق، ولا أخفيكم أن الديربي هذا العام يختلف كثيراً عن الديربيات التي مضت؛ وذلك لأمور لا تخفى على الشارع الرياضي، بعد أن سخن النصراويون الشارع الرياضي اثر خسارة الهلاليين اللقب الآسيوي، بعد أن كان قريبا جداً منه، حيث استغل الجمهور النصراوي ذلك السقوط واعتبره نصراً لهم على جميع وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، مرددين أن العالمية أصبحت أقوى من ذي قبل. الجمهور الهلالي سوف يحضر بقوة لهذه المباراة، ومثله الجماهير النصراوية.. فوز النصر سوف يبعد الهلال بشكل كبير عن الصدارة؛ لأن الفارق سوف يتسع بينه وبين أقوى منافسيه الذي سابقه بالعام الماضي في الصدارة لأكثر من ثماني نقاط، وهي كفيلة بأن تشكل ضغطاً قوياً على لاعبي الهلال، أما الفوز فسيجعل الهلال قاب قوسين أو أدنى من القمة، باعتبار أن لديه مؤجلة الفيصلي، فإن تجاوزها اعتلى الصدارة دون النظر للأندية المنافسة الأخرى. وقد تكون الظروف التي فيها الهلال صعبة، ولكن أكثر ما يدفعهم للفوز هو غيابهم عن بطولة الدوري لأربع سنوات، وهو الأمر الذي لم يتعود عليه بنو هلال الذين أعتقد أنه تجاوزوا أزمة (سيدني)، بعد فوزين غاليين في مباراتين مؤجلتين أمام الرائد والتعاون، ولا شك أنه عامل قوي ومحفز لفوز الهلال، على الرغم من وجود غيابات قوية في صفوفه أبرزها مهاجمه ياسر القحطاني. في المقابل، النصر يتميز بروح لاعبيه الأجانب والمحليين، ولكن مباراة الفيصلي الأخيرة قد يكون لها جزء بسيط من التأثير؛ لأننا تعودنا من هذا الديربي عدم تأثره بالعوامل النفسية والظروف المحيطة، وكلنا نتذكر إضراب لاعبي النصر الأجانب عن اللعب أمام الهلال في الموسم الماضي، ولكن استطاع بلاعبيه المحليين أن يتجاوز الهلال. وعلى المستوى الفردي بين اللاعبين، أرى أن لاعبي الهلال أكثر مهارة من لاعبي النصر، وذلك على حساب الجماعية، كما أن أطراف الهلال يعاب عليها أنها لا تتوج جهودها بعرضيات تفيد المهاجمين، فجهودهم تذهب سدى بين أقدام ورؤوس المنافسين، أما لاعبو النصر فأكثر ما يميزهم هو اللعب الجماعي وخدمة المهاجم لإحراز الأهداف بأبسط وأقصر الطرق ممزوجا بروح قتالية في جميع عناصره، إضافة إلى وجود حارس متمكن متمثل في عبدالله العنزي، الذي يذود عن مرماه بكل بسالة. ونقيضه في حراسة الهلال وأعني الحارس عبدالله السديري الذي كلما قلنا تطور عاد مرة أخرى لفلسفته، والظاهر أنه يرى نفسه أكبر من زملائه لاعبي الفريق، فيحاول أن يقدم أدوارا ليست من صميم مهامه، متخيلاً نفسه (ليبرو)، وأحياناً مهاجما للفريق المنافس. أعتقد أن الظروف متشابهة والحظوظ متساوية، ويبقى عامل التوفيق وانتهاز الفرص هو العامل الأبرز لانتصار كفة على أخرى، وإن كنت أعتقد - والعلم عند الله - أنها سوف تكون قمة غنية بالأهداف والأحداث الدراماتيكية. الجمهور سوف يحضر من الجانبين، وقد يكون الحضور الجماهيري الأكثر قبل ديربي جدة، وسوف يكسر ديربي الرياض يوم السبت القادم جماهير مباراة الكلاسيكو بين الهلال والاتحاد.

مشاركة :